المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ><>< ـــ (المؤمن لا يخطيء ولا يعتذر ) ـــ ><><


ارتقاء
19-04-2009, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الحياة

تطل علينا بأيام سعيدة كما تمطرنا بأيام حزينة .. نتعامل معها من خلال مشاعرنا...

فرح * ضيق * حزن * محبة * كره * رضى * غضب ...

جميل أن نبقى على إتصال بما يجري في داخلنا ..

.لكن هل هذا يعطينا العذر على أن نجرح مشاعر من يشاطرنا الحياة .؟

. نتعدى على حقوقهم ..؟ و ندوس على كرامتهم ..؟

معتقدين بأننا مركز الحياة وعلى الآخرين ،أن يتحملوا ما يصدر عنا .؟؟..

نخطي ؟ نعم

علينا اًن نتحرى الاًسباب التي دفعتنا الى ذلك فنصحح الخطاً بالاًعتذار لا بخلق شتى من الاًعذار

نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الإعتذار

ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الإعتذار هزيمه أو ضعف

اًو إنقاص للشخصية والمقام .. وكأننا نعيش في حرب دائمة مع اًنفسنا قبل غيرنا .

اليوم نجد بينا من يحسن إستخدام الكلمات الاجنبية

sorry ...... pardon .... ursäkta .

في مواقف عابرة مثل الإصطدام الخفيف خلال المشي ...

ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج الى إعتذار حقيقي نرى تجاهلا ...

أنــــا آســـف ...

كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما ؟؟

كلمتان لو ننطقها بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامةً مجروحة ..
.
ولعادت المياه الي مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة ...

كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدمنا إعتذاراَ َ بسيطا

بدل من طرح الأعذار التي تجرنا الى اٍطلاق الاًتهامات للهروب من الموقف و تبعدنا عن الحلول الصائبة

ما هذا اٍلاّ من عدم الإعتراف بالمسؤلية تجاه تصرفاتنا .
..
لأن غيرنا هو من يخطي وليس نحن

... بل في كثير من الأحيان نرمي اللوم على الظروف

أو على أي شماعة أخرى بشرط أن لاتكون شماعتنا ...

اٍذاّ ّ

الإعتذار مهارة من مهارات الإتصالات الإجتماعية

لبنتها الاًساسية .
.
أن نشعر بالندم عما صدر منا .

أن نتحمل المسؤولية .

أن تكون لدينا الرغبة في إصلاح الوضع .

بشرط الاٍبتعاد عن تقديم الإعتذار المزيف مثل ** أنا آسف ولكن.................؟

ونبدأ بسرد الظروف التي جعلتنا نقوم بالتصرف الذي نعرف تماماً أنه خاطىء .

أو نقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً ** هنا نرد الخطأ على المتلقي ونشككه بحاسة سمعه .

مايجب أن نفعله هو أن نقدم الإعتذار بنية صادقة معترفين بما وقع على الآخر من اًذى

وياحبذا لو قدمنا نوعا من الترضية ،على أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه ...

هناك نقطه مهمة

ألا وهي أننا بتقديم الإعتذار،، لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر ...

نحن قمنا بذلك لأننا قررنا تحمل مسؤولية تصرفنا

علينا أن نتوقع عند تقديم الإعتذار أن المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل أعتذارنا و ربّما يرفض

وهذا لايخلي مسؤوليتنا تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الاخر ...

والخلاصة

الاعتذار وقبول الاعتذار ثقافة يحتاج لحكمة ,ودرايّه وضمير حيّ

ذكرنا للضمير !!! لاًنّ

الضمير الذي انبه , وجعله يقدم الاعتذار

, سيبقى يراوده في البحث عن سبب رفض الاخرين لقبول اعتذاره
,
وربما هذا الصراع

, سيؤدي في النهاية الى وضع اليد على الجرح

, والتغيير في التصرفات

بحيث يصل الى مضمون الحديث (المؤمن لا يخطيء ولا يعتذر ) ,

تحياتي وشكري

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو يوسف
19-04-2009, 03:34 PM
جزاك الله خيرا أختي الكريمة

فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون

فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه:

"ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا".

[رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني].

فإن زلت قدمك مرة فإنه "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة". كما في الحديث

[رواه أحمد وحسنه الترمذي ووافقه الأرناؤوط]..

وعندئذ فإن من التواضع ألا تكابر في الدفاع عن نفسك، بل إن الاعتراف بالخطأ أطيب للقلب، وأدعى إلى العفو.


ولكن أحيانا يطلب من إنسان إلإعتذار عن شيء لم يفعله بل تهمة ألقيت عليه جزافا كما قالت عائشة من حديث الإفك: "والله لئن حلفت لا تصدقونني، ولئن اعتذرت لا تعذرونني" [رواه البخاري].

بل كان من رماها بالإفك هم منافقون يعلمهم الله ورسوله إذ كيف لا يصدقون أمهم !!! ؛ فلذلك نزلت آيات تتلى تذب عن امنا عائشة


.





.

abohmam
19-04-2009, 06:21 PM
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة

موضوع قيم وثرى بما يصحح بعض المفاهيم عندنا جميعا والشكر موصول لأبي يوسف على إضافاته القيمة

بل اقول حتى وإن أخطأ المسلم فيجب أن يصدق مع ربه قبل نفسه ويعترف بالخطا كى يسهل عليه الإعتذار منه أو التوبة...

ولنا فى قصة الصحابي الجليل كعب ابن مالك رضي الله عنه حين تخلف عن غزوة تبوك لعبرة وعظة حين ساله الرسول صلى الله عليه وسلم :

( ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك )؟. فقلت بلى إني والله - يا رسول الله - لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك )

صدق مع ربه ونفسه واعترف بخطاه فحدث بحديث صدق فعفى عنه الله بصدقه وإعترافه بالخطأ. رضي الله عنه وصلى الله على معلم البشرية الخلق الحسن.