أبو يوسف
01-11-2013, 02:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأقوال المفحمة والردود المستحسنة (من مشاركة على خيطر جمال الدين في الفصيح )
في الكتاب العزيز من الأجوبة المسكتة والحجج البالغة الدامغة ما يكون غاية لمن يتمثل به ،وكيف لا يكون ذلك وهو برهان الشريعة ودليلها ،ومحجة الهداية وسبيلها ،فمن ذلك قوله تعالى :
"وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم .قل يحييها الذي أنشأها أول مرة" (يس: 78 ،79).
*وقال تعالى :
"الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتلوا ،قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين " (آل عمران: 168)
وليعلم العاقل أن هذه الأجوبة مما يُتغذى به عن الطعام والشراب ،فمثل هذا الفضل يعض عليه بالنواجذ ،وتثنى عليه الخناصر ،وفيه ما يشحذ الأذهان،ويبعث على الذكاء والفطنة ...وكل قصة هنا تستحق منا الإشارة إلي جمالها ،والوقوف على كنهها ،ولا يكفي هذه الدرر أن نمر عليها مرور الكرام ...ووالله إني ليُخيل إليّ الآن أن مثل هذه الردود لو نزلت على حجر لفلقته من فرط فصاحتها وقوتها البلاغية ، فمن رام الأدب ، فليأت إلى هنا ...
وقد قال مسلمة بن عبد الملك :
ما شيء يُؤتى العبد بعد الإيمان بالله تعالى أحب إليَّ من جواب حاضر ؛فإن الجواب إذا تعقب لم يك شيئا .
وقال الأعمش-رضي الله عنه- : احذروا الجواب .
*وقالت عائشة –رضي الله عنها-:ذبحنا شاة ،وتصدقنا بها ،فقلت: يارسول الله ،ما بقي غير كتفها.
فقال صلى الله عليه وسلم :" كلها بقيت إلا كتفها ".
*وقال يهودي لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه -:
ما لكم لم تلبثوا بعد نبيكم إلا خمس عشرة سنة حتى تقاتلتم؟ فقال علي-رضي الله عنه- : ولمَ أنتم لم تجف أقدامكم من البلل حتى قلتم(ياموسى اجعل لنآ إلها كما لهم ءالهة).
*وقال معاوية لرجل من اليمن:ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة! فقال الرجل: أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ).
*وقال رجل للرشيد : يا أمير المؤمنين ،إني أريد أن أعظك بعظة فيها بعض الغلظة فاحتملها ؛قال : كلا ؛ إن الله أمر من هو خير منك باللين في القول لمن هو شر مني ،قال لنبيه موسى –عليه السلام- إذ أرسله إلى فرعون "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" (طه : 44)
*ومرت جارية بقوم ومعها طبق مُغطَّى ،فقال بعضهم : أي شيء معكِ في الطبق؟ قالت : فلمَ غطيناه ؟!!!
*وقال مالك بن سليمان : كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال ،فسُئل عن مسألة في مجلس الخليفة ،فقال : لا أدري ، فقالوا له : تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تُحسن مسألة ،فقال : إنما آخذ على ما أحسن ،ولو أخذتُ على ما لا أُحسن لفني بيت المال ،ولا يفنى ما لا أُحسن .
*وجاء رجل إلى الشعبي وقال : إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء ،فهل لي أن أردها ؟ فقال له : إن أردتَ أن تسابق بها فردها !!!.
*وسأل رجل عليا –رضي الله عنه- : ما بال المسلمين اختلفوا عليك ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر ؟ فقال : لأن أبا بكر وعمر كانا واليين على مثلي وأنا اليوم والٍ على مثلك !
*وتكلم ابن السماك يوما وجارية له تسمع كلامه ،فلما دخل قال لها : كيف سمعتِِ كلامي ؟ قالت : ما أحسنه لولا أنك تردده ،قال : أردده ليفهمه من لم يفهمه ،قالت : إلى أن يفهمه من لم يفهمه يكون قد ملّه من فهمه .
*وقال المعتصم للفتح بن خاقان وهو صغير : أرأيتَ يا فتحُ أحسن من هذا الخاتم –لخاتم كان في يده - ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ،اليد التي هو فيها أحسن منه .
*وشكا قوم إلى المسيح عليه السلام ذنوبهم ،فقال لهم : اتركوها تُغفر لكم .
*وقيل لعلي –رضي الله عنه - : كم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم الشمس ،قيل له : فكم بين السماء والأرض ؟ قال : مسيرة ساعة لدعوة مستجابة .
*ودخل رجل على زياد ابن أبيه فقال : إن أبونا مات وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله ،فقال زياد : للذي أضعته من كلامك أضر عليك مما أضعته من مالك ! (يشير إلى الأخطاء النحوية القاتلة في كلامه)
*أُتي المأمون برجل قد وجب عليه الحد ،فقال وهو يُضرب : قتلتني يا أمير المؤمنين ،قال : الحق قتلك .قال : ارحمني ،قال : لستُ أرحم بك ممن أوجب عليك الحد !.
*وقال رجل لمحمد بن مطروح الأعرج : أتجدُ في بعض الأحاديث أن جهنم تخرب ؟ قال : ما أشقاك إن اتكلتَ على خرابها !!!.
*وقيل لعلي –كرم الله وجهه – كيف تقتل الأبطال ؟ قال : لأني كنتُ ألقى الرجل منهم ،فأقدر أني أقتله ،ويُقدِّرُ هو أني قاتله ،فأكون أنا ونفسُه عونا عليه !!! .
*وقيل له كرم الله وجهه : إذا جالتْ الخيل – بمعنى فروا ثم كروا - ،فأين نطلبك ؟ قال : حيث تركتموني !!!
الله الله على هذا الرد ...
•ووُلد لبعض أمراء الكوفة بنت ، فساءه ذلك وامتنع عن الطعام،فدخل عليه بُهلول المجنون فقال له : ما هذا الحزن ؟ أجزعتَ لخلقٍ سويٍّ أعطاكه رب العالمين ؟ أيسُرُّك أن مكانها أبناءَ مثلي ؟! ،فسُرِّيَ عنه .
*ورمى رجل عصفورا فأخطأه ، فقال له رجل : أحسنتَ ! فغضب ،وقال : أتهزأ بي ؟ قال : لا ،ولكن أحسنتَ إلى العصفور إذ لم تصبه ! .
*حكى محمد بن عمران الضبي : أنه حفّظ ابن المعتز وهو يؤدبه ( والنازعات ) ،وقال له : إذا سألك أمير المؤمنين أبوك في أي شيء أنت ،فقل له : في السورة التي تلي ( عبس ) ،ولا تقل له : أنا في ( النازعات )
*وقيل : دخل المأمون على أم الفضل بن سهل وقد مات ولدها الفضل ،وهي تبكي بكاءً شديدا ،فقال : مه يا أم الفضل ، أما ترضين أن أكون لكِ عوضا عن ابنك ؟
قالت : أفلا أبكي على ولدٍ أكسبني مثلك !!!
*وقال المتوكل لأبي العيناء : ما أشد ما أمر عليك في ذهاب بصرك ؟
قال : فوتُ رؤيتك يا أمير المؤمنين .
*وقيل ليحيى بن خالد : غير حاجبك ،فقال : فمن يعرفُ إخواني من القدماء غيره ؟!
*وقيل لأعرابي : لمن هذه الإبل ؟
قال : لله ، وهي في يدي ...
*وقيل : إن أمير المؤمنين ( هارون الرشيد ) أمر ( يحيى بن خالد ) بهدم إيوان كسرى .
فقال له يحيى : يا أمير المؤمنين ، ما الحاجة إلى هدم بنيان يدل على فخامة شأن بانيه ؟
فقال : اهدمه ،ولا تراجعني فيه .
فحُسب مقدار ما يُصرف على هدمه ، فجاء جملة كثيرة ،فرجع الرشيد عن ذلك ،فقال له يحيى : ما كان أغناك عن ظهور عجزك في هدم ما بناه غيرك !!! .
*وقال بعضهم : رأيت أعرابيا في طريق مكة يسأل ولم يُعطَ شيئا ، ومعه صبي صغير ،فلما طال عليه الأمر قال : ما أراكَ إلا محروما .
قال الصبي : يا أبتِِ ، المحروم من سألته فبخل ولم يُعطِ ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأقوال المفحمة والردود المستحسنة (من مشاركة على خيطر جمال الدين في الفصيح )
في الكتاب العزيز من الأجوبة المسكتة والحجج البالغة الدامغة ما يكون غاية لمن يتمثل به ،وكيف لا يكون ذلك وهو برهان الشريعة ودليلها ،ومحجة الهداية وسبيلها ،فمن ذلك قوله تعالى :
"وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم .قل يحييها الذي أنشأها أول مرة" (يس: 78 ،79).
*وقال تعالى :
"الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتلوا ،قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين " (آل عمران: 168)
وليعلم العاقل أن هذه الأجوبة مما يُتغذى به عن الطعام والشراب ،فمثل هذا الفضل يعض عليه بالنواجذ ،وتثنى عليه الخناصر ،وفيه ما يشحذ الأذهان،ويبعث على الذكاء والفطنة ...وكل قصة هنا تستحق منا الإشارة إلي جمالها ،والوقوف على كنهها ،ولا يكفي هذه الدرر أن نمر عليها مرور الكرام ...ووالله إني ليُخيل إليّ الآن أن مثل هذه الردود لو نزلت على حجر لفلقته من فرط فصاحتها وقوتها البلاغية ، فمن رام الأدب ، فليأت إلى هنا ...
وقد قال مسلمة بن عبد الملك :
ما شيء يُؤتى العبد بعد الإيمان بالله تعالى أحب إليَّ من جواب حاضر ؛فإن الجواب إذا تعقب لم يك شيئا .
وقال الأعمش-رضي الله عنه- : احذروا الجواب .
*وقالت عائشة –رضي الله عنها-:ذبحنا شاة ،وتصدقنا بها ،فقلت: يارسول الله ،ما بقي غير كتفها.
فقال صلى الله عليه وسلم :" كلها بقيت إلا كتفها ".
*وقال يهودي لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه -:
ما لكم لم تلبثوا بعد نبيكم إلا خمس عشرة سنة حتى تقاتلتم؟ فقال علي-رضي الله عنه- : ولمَ أنتم لم تجف أقدامكم من البلل حتى قلتم(ياموسى اجعل لنآ إلها كما لهم ءالهة).
*وقال معاوية لرجل من اليمن:ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة! فقال الرجل: أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ).
*وقال رجل للرشيد : يا أمير المؤمنين ،إني أريد أن أعظك بعظة فيها بعض الغلظة فاحتملها ؛قال : كلا ؛ إن الله أمر من هو خير منك باللين في القول لمن هو شر مني ،قال لنبيه موسى –عليه السلام- إذ أرسله إلى فرعون "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" (طه : 44)
*ومرت جارية بقوم ومعها طبق مُغطَّى ،فقال بعضهم : أي شيء معكِ في الطبق؟ قالت : فلمَ غطيناه ؟!!!
*وقال مالك بن سليمان : كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال ،فسُئل عن مسألة في مجلس الخليفة ،فقال : لا أدري ، فقالوا له : تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تُحسن مسألة ،فقال : إنما آخذ على ما أحسن ،ولو أخذتُ على ما لا أُحسن لفني بيت المال ،ولا يفنى ما لا أُحسن .
*وجاء رجل إلى الشعبي وقال : إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء ،فهل لي أن أردها ؟ فقال له : إن أردتَ أن تسابق بها فردها !!!.
*وسأل رجل عليا –رضي الله عنه- : ما بال المسلمين اختلفوا عليك ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر ؟ فقال : لأن أبا بكر وعمر كانا واليين على مثلي وأنا اليوم والٍ على مثلك !
*وتكلم ابن السماك يوما وجارية له تسمع كلامه ،فلما دخل قال لها : كيف سمعتِِ كلامي ؟ قالت : ما أحسنه لولا أنك تردده ،قال : أردده ليفهمه من لم يفهمه ،قالت : إلى أن يفهمه من لم يفهمه يكون قد ملّه من فهمه .
*وقال المعتصم للفتح بن خاقان وهو صغير : أرأيتَ يا فتحُ أحسن من هذا الخاتم –لخاتم كان في يده - ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ،اليد التي هو فيها أحسن منه .
*وشكا قوم إلى المسيح عليه السلام ذنوبهم ،فقال لهم : اتركوها تُغفر لكم .
*وقيل لعلي –رضي الله عنه - : كم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم الشمس ،قيل له : فكم بين السماء والأرض ؟ قال : مسيرة ساعة لدعوة مستجابة .
*ودخل رجل على زياد ابن أبيه فقال : إن أبونا مات وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله ،فقال زياد : للذي أضعته من كلامك أضر عليك مما أضعته من مالك ! (يشير إلى الأخطاء النحوية القاتلة في كلامه)
*أُتي المأمون برجل قد وجب عليه الحد ،فقال وهو يُضرب : قتلتني يا أمير المؤمنين ،قال : الحق قتلك .قال : ارحمني ،قال : لستُ أرحم بك ممن أوجب عليك الحد !.
*وقال رجل لمحمد بن مطروح الأعرج : أتجدُ في بعض الأحاديث أن جهنم تخرب ؟ قال : ما أشقاك إن اتكلتَ على خرابها !!!.
*وقيل لعلي –كرم الله وجهه – كيف تقتل الأبطال ؟ قال : لأني كنتُ ألقى الرجل منهم ،فأقدر أني أقتله ،ويُقدِّرُ هو أني قاتله ،فأكون أنا ونفسُه عونا عليه !!! .
*وقيل له كرم الله وجهه : إذا جالتْ الخيل – بمعنى فروا ثم كروا - ،فأين نطلبك ؟ قال : حيث تركتموني !!!
الله الله على هذا الرد ...
•ووُلد لبعض أمراء الكوفة بنت ، فساءه ذلك وامتنع عن الطعام،فدخل عليه بُهلول المجنون فقال له : ما هذا الحزن ؟ أجزعتَ لخلقٍ سويٍّ أعطاكه رب العالمين ؟ أيسُرُّك أن مكانها أبناءَ مثلي ؟! ،فسُرِّيَ عنه .
*ورمى رجل عصفورا فأخطأه ، فقال له رجل : أحسنتَ ! فغضب ،وقال : أتهزأ بي ؟ قال : لا ،ولكن أحسنتَ إلى العصفور إذ لم تصبه ! .
*حكى محمد بن عمران الضبي : أنه حفّظ ابن المعتز وهو يؤدبه ( والنازعات ) ،وقال له : إذا سألك أمير المؤمنين أبوك في أي شيء أنت ،فقل له : في السورة التي تلي ( عبس ) ،ولا تقل له : أنا في ( النازعات )
*وقيل : دخل المأمون على أم الفضل بن سهل وقد مات ولدها الفضل ،وهي تبكي بكاءً شديدا ،فقال : مه يا أم الفضل ، أما ترضين أن أكون لكِ عوضا عن ابنك ؟
قالت : أفلا أبكي على ولدٍ أكسبني مثلك !!!
*وقال المتوكل لأبي العيناء : ما أشد ما أمر عليك في ذهاب بصرك ؟
قال : فوتُ رؤيتك يا أمير المؤمنين .
*وقيل ليحيى بن خالد : غير حاجبك ،فقال : فمن يعرفُ إخواني من القدماء غيره ؟!
*وقيل لأعرابي : لمن هذه الإبل ؟
قال : لله ، وهي في يدي ...
*وقيل : إن أمير المؤمنين ( هارون الرشيد ) أمر ( يحيى بن خالد ) بهدم إيوان كسرى .
فقال له يحيى : يا أمير المؤمنين ، ما الحاجة إلى هدم بنيان يدل على فخامة شأن بانيه ؟
فقال : اهدمه ،ولا تراجعني فيه .
فحُسب مقدار ما يُصرف على هدمه ، فجاء جملة كثيرة ،فرجع الرشيد عن ذلك ،فقال له يحيى : ما كان أغناك عن ظهور عجزك في هدم ما بناه غيرك !!! .
*وقال بعضهم : رأيت أعرابيا في طريق مكة يسأل ولم يُعطَ شيئا ، ومعه صبي صغير ،فلما طال عليه الأمر قال : ما أراكَ إلا محروما .
قال الصبي : يا أبتِِ ، المحروم من سألته فبخل ولم يُعطِ ...