ارتقاء
07-03-2014, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
طوبى لمن يقرأ القرآن حق تلاوته
يقول الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى -: وتلاوة القرآن حق تلاوته
هو ((أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب
، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل ، وحظ العقل تفسير المعاني ، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ،
فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ ))
فالتروي في تلاوة القرآن وتأمل كلماته والتمعن في معانيها
، ترى كل كلمة لها دلالة ومعنى وقصد واضح في التعبير
فلا غرابة أنّ بلاغة القرآن لا تفنى عجائبه ولا ينتهي إعجازه ،لأنّهُ مُنزّل من حكيم خبير
أليك قارئي الكريم بعضا من تلكم الكلمات
(الحلف) و (القسم)
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)
( لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ،وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )
( يحلفون بالله )
هنا تأتي بمعنى أنهم كاذبون و كلامهم ليس بالصدق .
أمّا القسم عندما يقول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) ،
فالله تعالى صادق في قسمه
فكلما وردت كلمة حلف، تدل على أن من يحلف كاذب وليس صادقاً في قوله ، بينما كلمة قسم ، أقسم ، القسم فهو صادق .
( المطر ) و ( الغيث )
لو أمعنا النظر في الآيات القرآنية التي تتحدث عن المطر والغيث ،لوجدنا الفرق واضحا جليا بينهما ،
في هذه الآية
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ )
(فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ )
و في هذه الآية
(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) ،
نلاحظ ، إن المطر يختلف عن الغيث،
فالمطر لا يستعمل في القرآن إلا في موضع عقاب وموطن أذى
، إذا استخدام كلمة مطر أما أن يكون عقاباً نتيجة جريمة ،أو نتيجة طبيعة ما ، كأن يكون معه ريح وعواصف
أما الغيث فلا يذكر إلا في حالة الخير، فالغيث فيه معنى الرقة والاطمئنان والأمان والخير والبركة ،
إذا فالمطر للعقاب والغيث للرحمة
(الرياح) و(الريح)
لم تذكر كلمة الرياح في القرآن إلا في الخير
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)
فعند سماع كلمة رياح يعني وراءها خير، إذن الرياح تستعمل في الخير دائماً .
أما الريح فتأتي غالباً بمعنى الشر،
بسم الله الرحمن الرحيم
(مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ)
و كلمة أسطاعوا وأستطاعوا
بسم الله الرحمن الرحيم
( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) اسطاعوا بالتخفيف ،واستطاعوا بالتثقيل زيدت فيها التاء
ألآية وردت في سورة الكهف
الردم الذى بناه ذو القرنين ليسد على يأجوج ومأجوج حاولت قبائل يأجوج ومأجوج تجاوزه:
فما أسطاعوا أن يصعدوا عليه ، ولا أستطاعواأن يحدثوا نقبًا فيه لكي يخرجوا منه.
سبحانك أللّهمّ صورة نراها جلية
أن ارتقاء الشيء والصعود عليه أسهل بكثير من محاولة نقبه وخرمه
ولذلك جعل الله عز وجل للصعود الفعل مخففًا ( فما اسطاعوا أن يظهروه )
ولما كان النقب أشد من الظهور والصعود عليه, جعل الله عز وجل الفعل مزيدًا بالتاء
( وما استطاعوا له نقبا )
وهناك الكثير من هذه الكلمات والمعاني الجميلة في القرآن الكريم
أدعوا الله لي ولكم أن يرزقنا تلاوة القرآ ن حق تلاوته
ويوفقنا لما يحب لنا ويرضى إنه سميع قريب مجيب الدعاء
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www2.0zz0.com/2014/03/07/11/589372449.gif (http://www.0zz0.com)
إرتقاء
طوبى لمن يقرأ القرآن حق تلاوته
يقول الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى -: وتلاوة القرآن حق تلاوته
هو ((أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب
، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل ، وحظ العقل تفسير المعاني ، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ،
فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ ))
فالتروي في تلاوة القرآن وتأمل كلماته والتمعن في معانيها
، ترى كل كلمة لها دلالة ومعنى وقصد واضح في التعبير
فلا غرابة أنّ بلاغة القرآن لا تفنى عجائبه ولا ينتهي إعجازه ،لأنّهُ مُنزّل من حكيم خبير
أليك قارئي الكريم بعضا من تلكم الكلمات
(الحلف) و (القسم)
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)
( لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ،وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )
( يحلفون بالله )
هنا تأتي بمعنى أنهم كاذبون و كلامهم ليس بالصدق .
أمّا القسم عندما يقول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) ،
فالله تعالى صادق في قسمه
فكلما وردت كلمة حلف، تدل على أن من يحلف كاذب وليس صادقاً في قوله ، بينما كلمة قسم ، أقسم ، القسم فهو صادق .
( المطر ) و ( الغيث )
لو أمعنا النظر في الآيات القرآنية التي تتحدث عن المطر والغيث ،لوجدنا الفرق واضحا جليا بينهما ،
في هذه الآية
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ )
(فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ )
و في هذه الآية
(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) ،
نلاحظ ، إن المطر يختلف عن الغيث،
فالمطر لا يستعمل في القرآن إلا في موضع عقاب وموطن أذى
، إذا استخدام كلمة مطر أما أن يكون عقاباً نتيجة جريمة ،أو نتيجة طبيعة ما ، كأن يكون معه ريح وعواصف
أما الغيث فلا يذكر إلا في حالة الخير، فالغيث فيه معنى الرقة والاطمئنان والأمان والخير والبركة ،
إذا فالمطر للعقاب والغيث للرحمة
(الرياح) و(الريح)
لم تذكر كلمة الرياح في القرآن إلا في الخير
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)
فعند سماع كلمة رياح يعني وراءها خير، إذن الرياح تستعمل في الخير دائماً .
أما الريح فتأتي غالباً بمعنى الشر،
بسم الله الرحمن الرحيم
(مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ)
و كلمة أسطاعوا وأستطاعوا
بسم الله الرحمن الرحيم
( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) اسطاعوا بالتخفيف ،واستطاعوا بالتثقيل زيدت فيها التاء
ألآية وردت في سورة الكهف
الردم الذى بناه ذو القرنين ليسد على يأجوج ومأجوج حاولت قبائل يأجوج ومأجوج تجاوزه:
فما أسطاعوا أن يصعدوا عليه ، ولا أستطاعواأن يحدثوا نقبًا فيه لكي يخرجوا منه.
سبحانك أللّهمّ صورة نراها جلية
أن ارتقاء الشيء والصعود عليه أسهل بكثير من محاولة نقبه وخرمه
ولذلك جعل الله عز وجل للصعود الفعل مخففًا ( فما اسطاعوا أن يظهروه )
ولما كان النقب أشد من الظهور والصعود عليه, جعل الله عز وجل الفعل مزيدًا بالتاء
( وما استطاعوا له نقبا )
وهناك الكثير من هذه الكلمات والمعاني الجميلة في القرآن الكريم
أدعوا الله لي ولكم أن يرزقنا تلاوة القرآ ن حق تلاوته
ويوفقنا لما يحب لنا ويرضى إنه سميع قريب مجيب الدعاء
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www2.0zz0.com/2014/03/07/11/589372449.gif (http://www.0zz0.com)
إرتقاء