المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى قوله تعالى" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"


أبو يوسف
05-05-2009, 12:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معنى قوله تعالى" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"


هذه آية عظيمة وكل القرآن عظيم ؛ ولكن لو فهم أصحاب الفرق الضالة هذه الآية فهما صحيحا لوفروا على نفسهم عناء إيجاد المبررات لدعواهم ووفروا على أهل السلف عناء الرد عليهم .

وللعلم فقط فمعظم من بدأ بتأسيس الفرق الضالة والمعتقدات الغريبة عن ديننا الإسلامي الحنيف ليسوا عربا ؛ بل من الأعاجم الذين دخلوا الإسلام ؛ ولا يمكن لغير العربي أن يفهم العربية كما يفهمها العربيّ نفسه ؛ ومنهم من هو صاحب هوى ..


نعود للآية الكريمة ونبدأ بتفسير بسيط جدا لتقريب المعنى


ليس كمثله شيء

فالله تعالى لا مثيل له لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله

قال تعالى : ( ليس كمثله شيء ... )
وقال ( ولم يكن له كفوا أحد )
وقال : ( هل تعلمُ له سمياً )

فالخالق لا يشبه المخلوق بأي شيء ؛ لأن المخلوق لا يعرف ذات الخالق ..

فلو قلنا أن الله ليس له يد بقوله تعالى ( بل يداه مبسوطتان ..) لأن اليد التي تتبادر لذهننا هي تلك اليد التي تمتد من الكتف.. فقد شبهت الخالق بالمخلوق فأنت من المشبّهه والله ليس كمثله شيء

لو قلت أن الله لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ؛ لأن السمع يلزمه أذن ويلزمه كذا وكذا فأنت شبهت الخالق بالمخلوق والله يقول : ليس كمثله شيء

وهو السميع البصير


أثبت الله عز وجل لنفسه السمع والبصر فالله عز وجل يسمع ويبصر بدون كيف وبدون تأويل ؛ بل نثبت ما أثبته الله لنفسه بدون تكييف أو تمثيل أو تشبيه

فإذا نفيت عن الله عز وجل السمع والبصر فأنت نفيت ما أثبته الله لنفسه وعطلت ما أثبته الله لنفسه فأنت من المعطّلة

وإذا أولت السمع والبصر بشيء آخر فأنت من المعطّلة والتأويل بمعنى صرف ظاهر النص إلى معنى آخر ..

فروا من التشبيه فوقعوا بالتعطيل



وبين التشبيه والتعطيل يخرج أهل الوسط وهم الفرقة الناجية التي تقول : نثبت ما أثبته الله لنفسه بدون تأويل أو تعطيل أو تكييف




********************


نعود لكتاب العقيدة الطحاوية إذ يقول " ولا شيء مثله ":



"ولا شيء مثله" يقول المؤلف -رحمه الله-: "نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله" أي: أن الله -سبحانه وتعالى- لا يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فليس له مثيل -سبحانه وتعالى-، كما قال: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )

فمن اعتقد أن لله مثيلا في ذاته، أو مثيلا في صفاته، أو مثيلا في أفعاله فقد كفر؛ لأنه تنقص الرب -سبحانه وتعالى-، ولأنه لم يثبت واجب الوجود لذاته.

فالله تعالى لا مثيل له لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ومن اعتقد لله مثيلا فهو في الحقيقة لم يعبد الله، وإنما يعبد مثلا صوره في خياله، ونحته له فكره، وهو من عباد الأوثان لا من عباد الرحمن، وهو مشابه للنصارى في كفرهم؛ ولهذا قال العلامة ابن القيم:


لسنا نشبه وصفه بصفاتنا = إن المشبه عابد الأوثان

وقال:


من شبه الله العظيم بخلقه = فهـو النسيب بمشرك نصراني



فمن شبه الله بخلقه فقد شابه النصارى، لأن النصارى شبهوا المسيح بالله، وقالوا: هو ابن الله -تعالى الله عما يقولون-، ومن مثل الله بخلقه فهو في الحقيقة ما عبد الله، وإنما عبد وثنا، كما أن من نفى صفات الله وأسماءه وصفاته فهو في الحقيقة لم يثبت شيئا، وإنما عبد عدما لا وجود له.


ولهذا يقول العلماء: المشبه الممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والموحد يعبد إلها واحدا فردا صمدا، فالممثل مشبه يعبد عدما، اعتقد أن لله مثيلا في صفاته، أو في أفعاله هذا عبد وثنا والذي نفى الأسماء والصفات قال: ليس لله سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا إرادة وليس فوق السماوات ولا تحتها ونفى جميع الأسماء والصفات هذا في الحقيقة ما أفاد شيئا؛ لأنه لا يوجد شيء مسلوب الأسماء والصفات، كل موجود لا بد من صفات حتى الجماد.


هذه الماصة لها طول ولها عرض ولها عمق ولها ارتفاع، فإذا قلت أنا أثبت ماصة لكن هذه الماصة ليس لها طول ولا عرض ولا عمق ولا ارتفاع، وليس لها مجس وليست فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه أيش تكون؟.

عدم هذا هو الذي فعله نفاة الصفات قالوا: إن الله ليس له علم ولا بصر ولا سمع ولا إرادة، وليس فوق السماوات ولا تحتها، ولا داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصل به ولا منفصل عنه أيش يكون؟ عدم؟ لو قلت: صف المعدوم بأكثر من هذا ما استطعت، بل إن هذا ممتنع -والعياذ بالله- أشد من العدم؛ ولهذا فإن المعطل يعبد عدما، لا وجود له، ليس هناك شيء مسلوب الأسماء والصفات، لا وجود له في الخارج أبدا.


ولذلك هؤلاء المعطلة يعبدون عدما، والممثل الذي يمثل الله يعبد وثنا، والموحد يعبد إلها واحدا فردا صمدا، فيكون مذهب أهل السنة والجماعة مذهبا خالصا صافيا من بين فرث ودم، من بين فرث التعطيل ودم التشبيه والتمثيل، نقف على هذا وفق الله الجميع لطاعته ونسأل الله للجميع التوفيق والعلم النافع والعمل الصالح .

.


وللإستزادة

القول في كاف ليس ( كمثله شيء )

http://www.abc4web.net/vb/showthread.php?t=2972

abohmam
06-05-2009, 01:50 PM
بارك الله فيك أخى الفاضل ابا يوسف على هذا الموضوع القيم

وسبحان الله عما يصفون ويُمثلون هؤلاء المشبهة والمعطلة


فالله ربي لم يزل متكلما = حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده = موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا = جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا = قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه = صدقا بلا كذب ولا بهتان
لسنا نشبه صوته بكلامنا = إذ ليس يدرك وصفه بعيان
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته = أبدا ولا يحويه قطر مكان
وهو المحيط بكل شيء علمه = من غير إغفال ولا نسيان
من ذا يكيف ذاته وصفاته = وهو القديم مكون الأكوان
سبحانه ملكا على العرش استوى = وحوى جميع الملك والسلطان

أبو يوسف
06-05-2009, 04:05 PM
جزاك الله الفردوس الأعلى أخانا ابا همام فلقد اضفت إضافة رائعة جدا

.

الوردة الجورية
23-01-2010, 11:03 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
جزاك الله كل خير
فى امان الله
:abc_028::abc_152::abc_028:

الدمشقي
23-01-2010, 11:08 PM
شــــ لك ــــكراً أخي الفاضل أبو يوسف

على هذا الطرح القيم

وجزاك الله خيراً

سالي الفلسطينية
24-01-2010, 01:26 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ابو فاطمة
24-01-2010, 05:33 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لااله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خير الجزاء على الموضوع الراقي وفقك الله

أبو يوسف
07-08-2010, 07:56 PM
أجزل الشكر لكم إخواني الافاضل على مروركم المبارك وبارك الله فيكم

.