abohmam
13-06-2007, 03:51 PM
~*¤ô§[ عقيدتنا في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم ]§ô¤*~
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوانى فى الله أنقل لكم هذه الرسالة الصادقة والتى توضح عقيدتنا فى الصحابة رضوان الله عليهم بعدما رأينا سفهاء الأحلام , يحاولون بث السموم كى يختلط الحق بالباطل ، ولكن هيهات ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) نسأل الله تعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرنا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه .
أولاً : وجوب محبة الصحابة الكرام
من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة الصحابة وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم والاقتداء بهم والأخذ بآثارهم قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ* } [ الحشر : آية 10 ] .
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه )) ( الترمذي 5/358 والبيهقي في الاعتقاد ص 161 ) .
روى البخاري في صحيحه : عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار )) ( البخاري 1/12 ) .
وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الأنصار : (( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله )) ( مسلم 1/15 ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر )) ( مسلم 1/86 ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- (( من أحب الأنصار أحبه الله ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله )) ( المسند 2/501 ) .
وروى مسلم بإسناده إلى علي ؟ ! رضي الله عنه أنه قال : (( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق )) .
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة . قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها .
فهذه الأحاديث النبوية الصحيحة دلت على وجوب حب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعاً مهاجرين وأنصار .
قال الامام الطحاوي : مبيناً ما يجب على المسلم اعتقاده في محبة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد مهم ولا نتبرأ من أحد منهم ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ( شرح الطحاوية ص 467 ) .
وقال أبو عبد الله بن بطه : ونحب جميع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مراتبهم ومنازلهم أولاً ، فأولاً من أهل بدر والحديبية وبيعة الرضوان وأحد فهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة الذين سبقت لهم السوابق رحمهم الله أجمعين . ( الإبانة في أصول السنة والديانة ص / 271 ) .
وأن بعض الصحابة شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة ، فقد روى الترمذي عن سعيد بن زيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( عشرة في الجنة : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن ابن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة )) ( الترمذي 3/311 وصححه الألباني ) .
وقد بشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من أصحابه وزوجاته بالجنة ، والمقام لا يسع ذكرهم .
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( أريتك في المنام ثلاث ليلا ، جاء بك الملك في خرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت فيه . فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه )) .
ويكفي أم المؤمنين عائشة فخراً أن يموت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين سحرها ونحرها رضي الله عنها وعن أبيها .
فعقيدة أهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لهؤلاء المذكورين بل يشهدون بالجنة لجميع الصحابة من مهاجرين وأنصار .
قال تعالى : { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [ الحديد آية 10 ] .
ثانياً : عدالة الصحابة رضي الله عنهم :
الصحابة كلهم عدول كما وصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة.
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( خير أمتي قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم )) : قال عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً )) ( البخاري 2/287 – 288 ومسلم 4/1964 ) .
وقال الخطيب البغدادي : بعد أن ذكر الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي دلت على عدالة الصحابة وإنهم كلهم عدول ، قال : هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء .
قال ابن حجر : اتفق أهل السنة على أن الجميع الصحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة ( الإصابة 1/17) .
وقال ابن كثير : والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما انطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم وما بذلوه من الاموال والأرواح بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل . ( الباحث الحثيث ص 181- 183 ) .
ثالثاً : تحريم سبهم :
لا يجوز سب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنص من الكتاب والسنة .
قال تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [ التوبة : آية 100 } .
وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} [ الأحزاب : آية 57 ] .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )) ( البخاري 2/292 ).
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( من سب أصحابي ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) . ( رواه الطبراني وصححه الألباني ) .
قال النووي : (( واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواح المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون )) ( شرح النووي على صحيح مسلم 16/93 ) .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( لا تسبوا أصحابي ، لعن الله من سب أصحابي )) ( مجمع الزوائد للهيتمي 10/21) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) ( الجامع الصغير : للسيوطي وفيض القدير 6/146 ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم )) ( المسند 1/26 ورواه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 431 ) .
رابعاً : أقوال أئمة السلف في تحريم سب الصحابة :
قيل لعائشة رضي الله عنها وعن أبيها أن أناساً يتناولون أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أبو أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أبو بكر وعمر ، فقالت : وما تجبون من هذا ؟ ! قطع عنهم العمل . فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر ( جامع الأصول 9/408-409) .
وقال مالك بن أنس : الذين يشتمون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس له سهم أو قال نصيب في الإسلام ( الإبانة لابن بطه ص 162 ) .
وقال عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي : (( من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه وأباح دمه )) ( الإبانة ص 162 ) .
وقال أبو بكر المروزي : (( سألت أبا عبد الله عمن شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم فقال : ما اراه على الإسلام )) ( شرح الإبانة ص 61 ) .
قال اسحاق بن راهوية : (( من شتم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يعاقب ويحبس )) ( الصارم المسلول على شاتم الرسول ابن تيمية ص / 568 ) .
قال ابن تيمية رحمه الله : من مذهب أهل السنة والجماعة : الإمساك عمَّا شجر بين الصحابة ، فإنه قد ثبت فضائلهم ، ووجبت موالاتهم ومحبتهم ، اللهم ترضَّى عمن ترضَّى عنهم ، وأهلك من لعنهم وعاداهم ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين .
وقال أيضاً : إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر .
هؤلاء الصحابة الكرام ، الذين هجروا الدنيا وما فيها ، وهاجروا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتركوا أموالهم وابناءهم وزوجاتهم ، وهم الذين نصروا الله ورسوله ، عندما تألبت عليهم جزيرة العرب ورمتهم بقوس واحد ، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، وفتحوا المشارق والمغارب ، حتى ظهرت كلمة (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) من جنوب فرنسا في بلاد الغال غرباً إلى حدود الصين شرقاً .
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [ الحشر : آية 8-9] .
* فهم البررة .
* وهم الأطهار والنزهاء .
* وهم أئمتنا وقدوتنا الحسنة .
وهم سادتنا في الدنيا والآخرة .
وهم رفقاء رسول الله في الدنيا والآخرة .
وبخاصة أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة ورضي الله عنهم جميعاً وجمعنا معهم في مستقر رحمته .
وفي الختام :
هل تخرس تلك الألسن المسمومة الملوثة باللعن والشتم والسب والطعن في أصحاب وزوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتتخذ ذلك دينا ًتتقرب به إلى الله .
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } [ الكهف : آية 103- 104 ] .
وهل تجف تلك الأقلام المأجورة ، التي تتسلق إلى سلم الشهرة عن طريق التخلي عن قيمها ومبادئها وعقيدتها ، من دعاة العلمانية والليبرالية ، الذي باعوا دينهم من أجل شهرة زائفة .
وهل تقوم الحكومة بالضرب بيد من حديد كل من يعبث بمقام الصحابة الكرام أو يبث الفتنة ؟ ! .
وهل يقوم العلماء والدعاة والمصلحون بواجبهم نحو أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟!
نرجو ذلك ؟ ! .
منقول من رسالة للدكتو/ أحمد الحصين
هذا والله أسأل أن يبارك فى كاتبها وفى كل من ينشرها دفاعا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوانى فى الله أنقل لكم هذه الرسالة الصادقة والتى توضح عقيدتنا فى الصحابة رضوان الله عليهم بعدما رأينا سفهاء الأحلام , يحاولون بث السموم كى يختلط الحق بالباطل ، ولكن هيهات ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) نسأل الله تعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرنا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه .
أولاً : وجوب محبة الصحابة الكرام
من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة الصحابة وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم والاقتداء بهم والأخذ بآثارهم قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ* } [ الحشر : آية 10 ] .
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه )) ( الترمذي 5/358 والبيهقي في الاعتقاد ص 161 ) .
روى البخاري في صحيحه : عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار )) ( البخاري 1/12 ) .
وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الأنصار : (( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله )) ( مسلم 1/15 ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر )) ( مسلم 1/86 ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- (( من أحب الأنصار أحبه الله ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله )) ( المسند 2/501 ) .
وروى مسلم بإسناده إلى علي ؟ ! رضي الله عنه أنه قال : (( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق )) .
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة . قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها .
فهذه الأحاديث النبوية الصحيحة دلت على وجوب حب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعاً مهاجرين وأنصار .
قال الامام الطحاوي : مبيناً ما يجب على المسلم اعتقاده في محبة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد مهم ولا نتبرأ من أحد منهم ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ( شرح الطحاوية ص 467 ) .
وقال أبو عبد الله بن بطه : ونحب جميع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مراتبهم ومنازلهم أولاً ، فأولاً من أهل بدر والحديبية وبيعة الرضوان وأحد فهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة الذين سبقت لهم السوابق رحمهم الله أجمعين . ( الإبانة في أصول السنة والديانة ص / 271 ) .
وأن بعض الصحابة شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة ، فقد روى الترمذي عن سعيد بن زيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( عشرة في الجنة : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن ابن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة )) ( الترمذي 3/311 وصححه الألباني ) .
وقد بشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من أصحابه وزوجاته بالجنة ، والمقام لا يسع ذكرهم .
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( أريتك في المنام ثلاث ليلا ، جاء بك الملك في خرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت فيه . فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه )) .
ويكفي أم المؤمنين عائشة فخراً أن يموت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين سحرها ونحرها رضي الله عنها وعن أبيها .
فعقيدة أهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لهؤلاء المذكورين بل يشهدون بالجنة لجميع الصحابة من مهاجرين وأنصار .
قال تعالى : { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [ الحديد آية 10 ] .
ثانياً : عدالة الصحابة رضي الله عنهم :
الصحابة كلهم عدول كما وصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة.
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( خير أمتي قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم )) : قال عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً )) ( البخاري 2/287 – 288 ومسلم 4/1964 ) .
وقال الخطيب البغدادي : بعد أن ذكر الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي دلت على عدالة الصحابة وإنهم كلهم عدول ، قال : هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء .
قال ابن حجر : اتفق أهل السنة على أن الجميع الصحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة ( الإصابة 1/17) .
وقال ابن كثير : والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما انطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم وما بذلوه من الاموال والأرواح بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل . ( الباحث الحثيث ص 181- 183 ) .
ثالثاً : تحريم سبهم :
لا يجوز سب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنص من الكتاب والسنة .
قال تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [ التوبة : آية 100 } .
وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} [ الأحزاب : آية 57 ] .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )) ( البخاري 2/292 ).
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( من سب أصحابي ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) . ( رواه الطبراني وصححه الألباني ) .
قال النووي : (( واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواح المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون )) ( شرح النووي على صحيح مسلم 16/93 ) .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( لا تسبوا أصحابي ، لعن الله من سب أصحابي )) ( مجمع الزوائد للهيتمي 10/21) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) ( الجامع الصغير : للسيوطي وفيض القدير 6/146 ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم )) ( المسند 1/26 ورواه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 431 ) .
رابعاً : أقوال أئمة السلف في تحريم سب الصحابة :
قيل لعائشة رضي الله عنها وعن أبيها أن أناساً يتناولون أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أبو أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أبو بكر وعمر ، فقالت : وما تجبون من هذا ؟ ! قطع عنهم العمل . فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر ( جامع الأصول 9/408-409) .
وقال مالك بن أنس : الذين يشتمون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس له سهم أو قال نصيب في الإسلام ( الإبانة لابن بطه ص 162 ) .
وقال عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي : (( من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه وأباح دمه )) ( الإبانة ص 162 ) .
وقال أبو بكر المروزي : (( سألت أبا عبد الله عمن شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم فقال : ما اراه على الإسلام )) ( شرح الإبانة ص 61 ) .
قال اسحاق بن راهوية : (( من شتم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يعاقب ويحبس )) ( الصارم المسلول على شاتم الرسول ابن تيمية ص / 568 ) .
قال ابن تيمية رحمه الله : من مذهب أهل السنة والجماعة : الإمساك عمَّا شجر بين الصحابة ، فإنه قد ثبت فضائلهم ، ووجبت موالاتهم ومحبتهم ، اللهم ترضَّى عمن ترضَّى عنهم ، وأهلك من لعنهم وعاداهم ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين .
وقال أيضاً : إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر .
هؤلاء الصحابة الكرام ، الذين هجروا الدنيا وما فيها ، وهاجروا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتركوا أموالهم وابناءهم وزوجاتهم ، وهم الذين نصروا الله ورسوله ، عندما تألبت عليهم جزيرة العرب ورمتهم بقوس واحد ، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، وفتحوا المشارق والمغارب ، حتى ظهرت كلمة (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) من جنوب فرنسا في بلاد الغال غرباً إلى حدود الصين شرقاً .
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [ الحشر : آية 8-9] .
* فهم البررة .
* وهم الأطهار والنزهاء .
* وهم أئمتنا وقدوتنا الحسنة .
وهم سادتنا في الدنيا والآخرة .
وهم رفقاء رسول الله في الدنيا والآخرة .
وبخاصة أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة ورضي الله عنهم جميعاً وجمعنا معهم في مستقر رحمته .
وفي الختام :
هل تخرس تلك الألسن المسمومة الملوثة باللعن والشتم والسب والطعن في أصحاب وزوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتتخذ ذلك دينا ًتتقرب به إلى الله .
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } [ الكهف : آية 103- 104 ] .
وهل تجف تلك الأقلام المأجورة ، التي تتسلق إلى سلم الشهرة عن طريق التخلي عن قيمها ومبادئها وعقيدتها ، من دعاة العلمانية والليبرالية ، الذي باعوا دينهم من أجل شهرة زائفة .
وهل تقوم الحكومة بالضرب بيد من حديد كل من يعبث بمقام الصحابة الكرام أو يبث الفتنة ؟ ! .
وهل يقوم العلماء والدعاة والمصلحون بواجبهم نحو أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟!
نرجو ذلك ؟ ! .
منقول من رسالة للدكتو/ أحمد الحصين
هذا والله أسأل أن يبارك فى كاتبها وفى كل من ينشرها دفاعا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.