أبو يوسف
07-11-2014, 04:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تخفيف الهمزة بالنقل
قراءةً وشِعرًا
بسم الله الرحمن الرحيم
من القواعد التي تتميّزَ بِها روايةُ ورش للقرآن الكريم: قاعدة (تخفيف الهمزة بالنَّقْل) أو (نَقْل حركةِ الهمزةِ إلى الساكنِ المنفصل قبْلَها).
-1-
توضيح القاعدة (بإيجاز)
إذا وقعت الهمزةُ بعد ساكن منفصل (أي: من كلمة أخرى) غير حروف المد، ينقُل ورشٌ حركة الهمزةِ إلى الساكن المذكور (أي: يُحرِّكه بحركتها)، ويحذف الهمزةَ لَفْظًا.
فمثلاً: (قَدْ أَفْلَحَ) (قُلْ أُوحِيَ) (مِنْ إِمْلاقٍ)؛ يقرؤها: (قَدَفْلَحَ) (قُلُوحِيَ) (مِنِمْلاقٍ).
ويصدُقُ هذا على (التنوين) أيضا: لأنه نون ساكنة. فمثلاً: (عَذَابٌ أَلِيمٌ)؛ يقرؤها: (عَذَابُنَلِيمٌ).
كما يصدقُ على لام (ألْ)؛ لأنها كلمة مستقلّة المعنى. فمثلاً: (إِنَّ الْإِنْسَانَ)؛ يقرؤها: (إِنَّ لِنْسَانَ).
-2-
ملحوظة
هذا يذكرنا بطريقة نطق عبارة (Il a) بالفرنسية، أو (I am) بالإنجليزية، على سبيل المثال.
فنحن لا نقول: (إِلْ آ) أو (آيْ أَمْ)؛ بل نُطبّق قاعدة (النقل)، فنقول: (إِيلاَ) و(آيَمْ).
-3-
(النقل) في الشعر العربي
إذا كانت قاعدة (النقل) هذه مِن أهم ما ينبغي تدريسُه للراغبين في تعلُّم رواية ورش، فإنها مفيدة جدّا للشعراء أيضا. فقد يحتاجون إليها لإقامة أوزان بعض أبياتهم.
وهذه أبيات متفرقة، لجأ فيها بعض الشعراء القدامى إلى ظاهرة (النقل). وقد جمعتُها من هُنا وهناك، ولم أتَوَخَّ فيها ترتيبا معيّنا.
(ملحوظة: عند كتابة حرف الألف، الذي هو صورةٌ للهمزة المخففة بالنقل، لا ينبغي وضع علامة الهمزة عليه)
يقول كعب بن زهير (من البسيط):
أكْرِمْ بها خلّةً لَوْ أنّها صدَقَتْ **
** موعودَها أو لَوَ انَّ النُّصحَ مقبولُ
تُلفَظ: (لَوَنَّ).
ويقول النابغة الذبياني (من الكامل):
أمِنَ الِ مَيّةَ رائِحٌ أو مُغْتَدِ **
** عَجْلانَ، ذا زادٍ وغيْرَ مُزَوَّدِ
تُلفَظ: (أَمِنَالِ).
ويقول مجنون ليلى (من الطويل):
أُحِبُّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسْمَها **
** أوَ اشْبَهَهُ أوْ كان مِنهُ مُدانِيَا
تُلفَظ: (أَوَشْبَهَهُو).
ويقول مجنون ليلى أيضا (من الطويل):
ودِدتُ – على طِيبِ الحياةِ – لَوَ انَّهُ **
** يُزادُ لِلَيْلى عُمْرُها مِن حياتِيَا
تلفظ: (لَوَنَّهُو).
ويقول عنترة (من الكامل):
ولقد خَشِيتُ بأنْ أمُوتَ، ولمْ تَدُرْ **
** للحربِ دائرةٌ على ابْنَيْ ضَمْضَمِ
الشاتِمَيْ عِرْضي، ولمْ أشتِمْهُما **
** والناذِرَيْنِ – إذا لَمَ الْقَهُما – دَمِي
تلفظ: (لَمَلْقَهُما).
ويقول المتنبي (من الكامل):
لَوْ بانَ بالكَرَمِ الجَنينُ بَيَانَهُ **
** لَدَرَتْ به - ذكَرٌ أمُ انْثَى - الحامِلُ
تلفظ: (أَمُنْثَى).
ويقول المتنبي أيضا (من المتقارب):
بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهْلِ السَّوادِ **
** يُدرِّسُ أنسابَ أهْلِ الفَلا
تلفظ: (مِنَهْلِ).
وتقول سُعدى بنت الشمردل الجهنيّة (من الكامل):
ولقد عَلِمتُ – لَوَ انَّ عِلماً نافِعُ- **
** أنْ كُلُّ حَيٍّ ذاهِبٌ فمُوَدَّعُ
تلفظ: (لَوَنَّ).
ويقول جميل بثينة (من الطويل):
وإني لَأَرْضَى مِن بُثَيْنَةَ بالذي **
** لَوَ ابْصَرَهُ الواشي لَقَرَّتْ بَلابِلُهْ
تلفظ: (لَوَبْصَرَهُ).
ويقول جميل بثينة أيضا (من الطويل):
إذا فكَّرتْ قالت: قَدَ ادْرَكْتُ وُدَّهُ **
** وما ضَرَّني بُخلي، فكيف أجُودُ؟
تلفظ: (قَدَدْرَكْتُ).
ويقول النمار بن أوس العدوي، يخاطب معاوية (من البسيط):
إنّي وإنْ كانَتَ اثوابي مُلفَّقةً **
** ليستْ بِخَزٍّ ولا مِن نَسِْج كتّانِ
فإنّ في المجْدِ همّاتي، وفي لُغَتي **
** فصاحةٌ، ولساني غيْرُ لَحَّانِ
تلفظ: (كانَتَثْوابي).
ويقول قيس بن ذريح (من الطويل):
أتَصْبِرُ لِلبَيْنِ المُشِتِّ مع الجَوَى **
** أَمَ انْتَ امْرُؤٌ ناسي الحياةِ فجازِعُ
تلفظ: (أَمَنْتَ).
ويقول الشاطبي، مادحا قارئ القرآن الكريم (من الطويل):
وقارِئُهُ الْمَرْضِيُّ قَرَّ مِثالُهُ **
** كالاُتْرُجِّ حالَيْهِ مُريِحًا ومُوكِلا
تلفظ: (كَلُتْرُجِّ).
-4-
إضافة
التسمية الصحيحة للظاهرة السابقة هي (تخفيف الهمزة بالنَّقْل)، كما سبق القول. وهي غيرُ الظاهرةِ الأخرى المسمَّاة (وَصْل همزة القطع للضرورة).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيد بنعياد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تخفيف الهمزة بالنقل
قراءةً وشِعرًا
بسم الله الرحمن الرحيم
من القواعد التي تتميّزَ بِها روايةُ ورش للقرآن الكريم: قاعدة (تخفيف الهمزة بالنَّقْل) أو (نَقْل حركةِ الهمزةِ إلى الساكنِ المنفصل قبْلَها).
-1-
توضيح القاعدة (بإيجاز)
إذا وقعت الهمزةُ بعد ساكن منفصل (أي: من كلمة أخرى) غير حروف المد، ينقُل ورشٌ حركة الهمزةِ إلى الساكن المذكور (أي: يُحرِّكه بحركتها)، ويحذف الهمزةَ لَفْظًا.
فمثلاً: (قَدْ أَفْلَحَ) (قُلْ أُوحِيَ) (مِنْ إِمْلاقٍ)؛ يقرؤها: (قَدَفْلَحَ) (قُلُوحِيَ) (مِنِمْلاقٍ).
ويصدُقُ هذا على (التنوين) أيضا: لأنه نون ساكنة. فمثلاً: (عَذَابٌ أَلِيمٌ)؛ يقرؤها: (عَذَابُنَلِيمٌ).
كما يصدقُ على لام (ألْ)؛ لأنها كلمة مستقلّة المعنى. فمثلاً: (إِنَّ الْإِنْسَانَ)؛ يقرؤها: (إِنَّ لِنْسَانَ).
-2-
ملحوظة
هذا يذكرنا بطريقة نطق عبارة (Il a) بالفرنسية، أو (I am) بالإنجليزية، على سبيل المثال.
فنحن لا نقول: (إِلْ آ) أو (آيْ أَمْ)؛ بل نُطبّق قاعدة (النقل)، فنقول: (إِيلاَ) و(آيَمْ).
-3-
(النقل) في الشعر العربي
إذا كانت قاعدة (النقل) هذه مِن أهم ما ينبغي تدريسُه للراغبين في تعلُّم رواية ورش، فإنها مفيدة جدّا للشعراء أيضا. فقد يحتاجون إليها لإقامة أوزان بعض أبياتهم.
وهذه أبيات متفرقة، لجأ فيها بعض الشعراء القدامى إلى ظاهرة (النقل). وقد جمعتُها من هُنا وهناك، ولم أتَوَخَّ فيها ترتيبا معيّنا.
(ملحوظة: عند كتابة حرف الألف، الذي هو صورةٌ للهمزة المخففة بالنقل، لا ينبغي وضع علامة الهمزة عليه)
يقول كعب بن زهير (من البسيط):
أكْرِمْ بها خلّةً لَوْ أنّها صدَقَتْ **
** موعودَها أو لَوَ انَّ النُّصحَ مقبولُ
تُلفَظ: (لَوَنَّ).
ويقول النابغة الذبياني (من الكامل):
أمِنَ الِ مَيّةَ رائِحٌ أو مُغْتَدِ **
** عَجْلانَ، ذا زادٍ وغيْرَ مُزَوَّدِ
تُلفَظ: (أَمِنَالِ).
ويقول مجنون ليلى (من الطويل):
أُحِبُّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسْمَها **
** أوَ اشْبَهَهُ أوْ كان مِنهُ مُدانِيَا
تُلفَظ: (أَوَشْبَهَهُو).
ويقول مجنون ليلى أيضا (من الطويل):
ودِدتُ – على طِيبِ الحياةِ – لَوَ انَّهُ **
** يُزادُ لِلَيْلى عُمْرُها مِن حياتِيَا
تلفظ: (لَوَنَّهُو).
ويقول عنترة (من الكامل):
ولقد خَشِيتُ بأنْ أمُوتَ، ولمْ تَدُرْ **
** للحربِ دائرةٌ على ابْنَيْ ضَمْضَمِ
الشاتِمَيْ عِرْضي، ولمْ أشتِمْهُما **
** والناذِرَيْنِ – إذا لَمَ الْقَهُما – دَمِي
تلفظ: (لَمَلْقَهُما).
ويقول المتنبي (من الكامل):
لَوْ بانَ بالكَرَمِ الجَنينُ بَيَانَهُ **
** لَدَرَتْ به - ذكَرٌ أمُ انْثَى - الحامِلُ
تلفظ: (أَمُنْثَى).
ويقول المتنبي أيضا (من المتقارب):
بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهْلِ السَّوادِ **
** يُدرِّسُ أنسابَ أهْلِ الفَلا
تلفظ: (مِنَهْلِ).
وتقول سُعدى بنت الشمردل الجهنيّة (من الكامل):
ولقد عَلِمتُ – لَوَ انَّ عِلماً نافِعُ- **
** أنْ كُلُّ حَيٍّ ذاهِبٌ فمُوَدَّعُ
تلفظ: (لَوَنَّ).
ويقول جميل بثينة (من الطويل):
وإني لَأَرْضَى مِن بُثَيْنَةَ بالذي **
** لَوَ ابْصَرَهُ الواشي لَقَرَّتْ بَلابِلُهْ
تلفظ: (لَوَبْصَرَهُ).
ويقول جميل بثينة أيضا (من الطويل):
إذا فكَّرتْ قالت: قَدَ ادْرَكْتُ وُدَّهُ **
** وما ضَرَّني بُخلي، فكيف أجُودُ؟
تلفظ: (قَدَدْرَكْتُ).
ويقول النمار بن أوس العدوي، يخاطب معاوية (من البسيط):
إنّي وإنْ كانَتَ اثوابي مُلفَّقةً **
** ليستْ بِخَزٍّ ولا مِن نَسِْج كتّانِ
فإنّ في المجْدِ همّاتي، وفي لُغَتي **
** فصاحةٌ، ولساني غيْرُ لَحَّانِ
تلفظ: (كانَتَثْوابي).
ويقول قيس بن ذريح (من الطويل):
أتَصْبِرُ لِلبَيْنِ المُشِتِّ مع الجَوَى **
** أَمَ انْتَ امْرُؤٌ ناسي الحياةِ فجازِعُ
تلفظ: (أَمَنْتَ).
ويقول الشاطبي، مادحا قارئ القرآن الكريم (من الطويل):
وقارِئُهُ الْمَرْضِيُّ قَرَّ مِثالُهُ **
** كالاُتْرُجِّ حالَيْهِ مُريِحًا ومُوكِلا
تلفظ: (كَلُتْرُجِّ).
-4-
إضافة
التسمية الصحيحة للظاهرة السابقة هي (تخفيف الهمزة بالنَّقْل)، كما سبق القول. وهي غيرُ الظاهرةِ الأخرى المسمَّاة (وَصْل همزة القطع للضرورة).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيد بنعياد