أبو يوسف
02-12-2014, 08:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قالَ الشَّاطبيُّ في حرز الأماني مُبيِّنًا مذاهبَ القُرَّاء في صلة ميمِ الجمع إذا وَقَعَتْ قبلَ مُتحرِّكٍ:
وصِلْ ضَـمَّ ميمِ الجَمْعِ قبلَ مُحَرَّكٍ دِراكًا وقالون بتخييرِه جَـلا
ومِن قَبْلِ همزِ القَطْعِ صِلْها لوَرْشِهِمْ وأسْكَنَها الباقونَ بعدُ لِتَكْمُلا
قالَ ابنُ جبارةَ المقدسيُّ في المفيد في شرح القصيد 367:
( واعْلَمْ أنَّ الصِّلةَ وتركَها لُغتانِ فاشِيتانِ ) انتهى.
وقال أبو شامةَ في إبراز المعاني 73:
( وكلاهما لغةٌ فصيحةٌ، وقد كثرَ مجيئُها في الشعرِ وغيرِه. قال لَبيد:
وهُمُ فَوارسُها وهُمْ حُكَّامُها
فجمعَ بين اللُّغتين. وكذا فعل الكُمَيْتُ في قولِه:
هَزَزْتُكُمُ لَوْ أنَّ فيكمْ مهزَّةً
وقال الفرزدقُ:
مِن معشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وبُغْضُهُمُ كُفْرٌ................ ) انتهى.
وقالَ ابنُ آجُرُّوم في فرائد المعاني 2/375:
( وحُجَّةُ من ضمَّها مع الهمزةِ، وأسكنَها مع غيرِ الهمزةِ: إرادةُ الجمعِ بين اللُّغتين، وعليهما قولُ الشَّاعِرِ:
أَمَرْخٌ خِيَامُهُمُ أَمْ عُشَرْ أَمِ القلبُ في إثْرِهِمْ مُنْحَدِرْ ) انتهى.
منقول للفائدة
رد الأخ سعيد بنعياد
بالإضافة إلى إرادة الجمع بين اللغتين، ثَمَّة توجيه آخر لِمذهب ورش رحمه الله، في ضم ميم الجمع وصِلَتِها مع همزة القطع دُونَ غيرها، وهو كما يلي.
ذكَرُوا أن الأصل في ميم الجمع الضم والصلة، بدليل ضَمِّهَا وصِلَتِها مع الضمائر المتصلة، نحو: (أَثْخَنْتُـمُوهُمْ) (أنُلْزِمُكُـمُوهَا) (طَلَّقْتُـمُوهُنَّ). وإنَّما تُسكَّن مع غير الضمائر للتخفيف.
ومن المعلوم أن ورشا يُخفِّفُ الهمزة الواقعة بعد ساكن منفصل (أي: من كلمة أخرى) غير حروف المد، وذلك بنقْل حركتها إلى الساكن المذكور، وحذفها هي لَفْظًا. فمثلاً: (قَدْ أَفْلَحَ) (قُلْ أُوحِيَ) (مِنْ إِمْلاقٍ)؛ يقرؤها هكذا: [قَدَفْلَحَ] [قُلُوحِيَ] [مِنِمْلاقٍ].
فلو أن ورشا أبقى ميم الجمع ساكنةً مع الهمزة، ولم يقرأها بالضم والصلة، لَلَزِمَهُ تخفيف الهمزة بالنقل. فمثلا: (لَهُمْ أَجْرٌ) (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) (تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ)، يلزمه قراءتُها هكذا: [لَهُمَـجْرٌ] [وَمِنْهُمُـمِّيُّونَ][تَوَلَّيْتُمِـلاَّ]. وهذا يؤدي إلى تَحَرُّك ميم الجمع بالحركات الثلاث.
فالأَوْلَى أن يُرْجَع إلى الأصل، وهو ضمُّ ميمِ الجمع مع الصلة، بدلا من اجتلاب حركات أخرى قد تكون أجنبية عنها. وهذا ما فعله ورش، فقرأ: (لَهُمُوۤ أَجْرٌ) (وَمِنْهُمُوۤ أُمِّيُّونَ) (تَوَلَّيْتُمُوۤ إِلاَّ).
دمتم بكل خير.
قالَ الشَّاطبيُّ في حرز الأماني مُبيِّنًا مذاهبَ القُرَّاء في صلة ميمِ الجمع إذا وَقَعَتْ قبلَ مُتحرِّكٍ:
وصِلْ ضَـمَّ ميمِ الجَمْعِ قبلَ مُحَرَّكٍ دِراكًا وقالون بتخييرِه جَـلا
ومِن قَبْلِ همزِ القَطْعِ صِلْها لوَرْشِهِمْ وأسْكَنَها الباقونَ بعدُ لِتَكْمُلا
قالَ ابنُ جبارةَ المقدسيُّ في المفيد في شرح القصيد 367:
( واعْلَمْ أنَّ الصِّلةَ وتركَها لُغتانِ فاشِيتانِ ) انتهى.
وقال أبو شامةَ في إبراز المعاني 73:
( وكلاهما لغةٌ فصيحةٌ، وقد كثرَ مجيئُها في الشعرِ وغيرِه. قال لَبيد:
وهُمُ فَوارسُها وهُمْ حُكَّامُها
فجمعَ بين اللُّغتين. وكذا فعل الكُمَيْتُ في قولِه:
هَزَزْتُكُمُ لَوْ أنَّ فيكمْ مهزَّةً
وقال الفرزدقُ:
مِن معشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وبُغْضُهُمُ كُفْرٌ................ ) انتهى.
وقالَ ابنُ آجُرُّوم في فرائد المعاني 2/375:
( وحُجَّةُ من ضمَّها مع الهمزةِ، وأسكنَها مع غيرِ الهمزةِ: إرادةُ الجمعِ بين اللُّغتين، وعليهما قولُ الشَّاعِرِ:
أَمَرْخٌ خِيَامُهُمُ أَمْ عُشَرْ أَمِ القلبُ في إثْرِهِمْ مُنْحَدِرْ ) انتهى.
منقول للفائدة
رد الأخ سعيد بنعياد
بالإضافة إلى إرادة الجمع بين اللغتين، ثَمَّة توجيه آخر لِمذهب ورش رحمه الله، في ضم ميم الجمع وصِلَتِها مع همزة القطع دُونَ غيرها، وهو كما يلي.
ذكَرُوا أن الأصل في ميم الجمع الضم والصلة، بدليل ضَمِّهَا وصِلَتِها مع الضمائر المتصلة، نحو: (أَثْخَنْتُـمُوهُمْ) (أنُلْزِمُكُـمُوهَا) (طَلَّقْتُـمُوهُنَّ). وإنَّما تُسكَّن مع غير الضمائر للتخفيف.
ومن المعلوم أن ورشا يُخفِّفُ الهمزة الواقعة بعد ساكن منفصل (أي: من كلمة أخرى) غير حروف المد، وذلك بنقْل حركتها إلى الساكن المذكور، وحذفها هي لَفْظًا. فمثلاً: (قَدْ أَفْلَحَ) (قُلْ أُوحِيَ) (مِنْ إِمْلاقٍ)؛ يقرؤها هكذا: [قَدَفْلَحَ] [قُلُوحِيَ] [مِنِمْلاقٍ].
فلو أن ورشا أبقى ميم الجمع ساكنةً مع الهمزة، ولم يقرأها بالضم والصلة، لَلَزِمَهُ تخفيف الهمزة بالنقل. فمثلا: (لَهُمْ أَجْرٌ) (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) (تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ)، يلزمه قراءتُها هكذا: [لَهُمَـجْرٌ] [وَمِنْهُمُـمِّيُّونَ][تَوَلَّيْتُمِـلاَّ]. وهذا يؤدي إلى تَحَرُّك ميم الجمع بالحركات الثلاث.
فالأَوْلَى أن يُرْجَع إلى الأصل، وهو ضمُّ ميمِ الجمع مع الصلة، بدلا من اجتلاب حركات أخرى قد تكون أجنبية عنها. وهذا ما فعله ورش، فقرأ: (لَهُمُوۤ أَجْرٌ) (وَمِنْهُمُوۤ أُمِّيُّونَ) (تَوَلَّيْتُمُوۤ إِلاَّ).
دمتم بكل خير.