ارتقاء
15-12-2014, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية جحا في الادب العربي هو دُجين الفزاري
عاصر الدولة الاموية والعباسية الى حكم الخليفة المهدي وعاش في الكوفة
اختلف فيه الرواة والمؤرخون، فتصوّره البعض مجنوناً وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه
وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة.
وما إن شاعت حكاياته وقصصه الطريفة حتى تهافتت عليه الشعوب،
فكل شعب وكل أمة على صلة بالدولة الإسلامية خاصة صمّمت لها (جحا)
بتحوير الأصل العربي بما يتلاءم بها مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها.
أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف ولكن شخصية (جحا) هي هي لم تتغيّر
نجد الطرائف الواردة في كتاب ـــ فهرست ابن النديم ــ
هي نفسها لم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية،
وقد ألّفت مئات الحكايات المضحكة ونُسبت إليه بعد ذلك،
ويبدو أن الأمم الأخرى استهوتها فكرة وجود شخصية ظريفة مضحكة في أدبها الشعبي
لنقد الحكام والسخرية من الطغاة والظالمين، فنقلت فكرة (جحا العربي) إلى آدابها مباشرة، وهكذا تجد شخصية
جحا تركيا ( نصر الدين خوجه )
(ملة نصر الدين) جحا إيران
(غابروفو) جحا بلغاريا المحبوب،
(ارتين) جحا أرمينيا صاحب اللسان السليط،
(آرو) جحا يوغسلافيا المغفل
وبعودة بسيطة إلى التاريخ تكتشف أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة،
وهناك شك في وجودها أصلاً، فأغلب المؤرخين يعتقدون أنها شخصيات أسطورية لا وجود لها في الواقع،
وقد اشتهرت حكاياتها في القرون الستة الأخيرة،
(الخوجة نصر الدين) التركي الذي عاصر تيمورلنك في القرن الرابع عشر الهجري،
كما يتضح ذلك من حكاياته الطريفة مع الطاغية المغولي
وهذه الشخصية اثبتت وجودها لوجود اثارها في تركيا .
نعم
سواء أكانت طرائف جحا أسطورة او خيال او حقيقه فهي شخصيه واسعه الثراء
أثرت الادب بحكايات طريفة
من طرائفه
اختصم رجلان إلى جحا حيث ادعى أحدهما و كان رجلا بخيلا
على صاحبه انه أكل خبزه على رائحة شوائه ،وطالب الرجل بثمن الشواء الذي لم يأكله.
سال جحا البخيل:
وكم ثمن الشواء الذي تريده من الرجل؟
قال البخيل : ـــ ربع دينار.
طلب جحا من الرجل دينارا.. ورنه على الأرض ثم أعاده إلى صاحبه
قائلا للبخيل : ـــ إن رنين المال. ثمن كاف لرائحة الشواء.
><><
ماتت امراة جحا فلم ياسف عليها وبعد مدة مات حماره ،فظهر عليه علامات الهم والغم
قال له بعص اصحابه عجبا منك
ماتت امراتك من قبل لم تحزن هذا الحزن الذي حزنته على موت الحمار
فاجابهم
عندما توفيت زوجتي حضر الجيران
وقالوا لا تحزن سوف نجد لك أحسن منها وعاهدوني على ذلك
ولكن عندما مات الحمار لم يات احد يسليني منل هذه السلوى
الا يجدر بي ان يشتد حزني
><><
في يوم من أيّام الصيف الحّارة, و بعد عمل شاق في الحقل
أخلد نصر الدين خوجة إلى الراحة تحت ظلّ شجرة جوز.
فأخذ يتطّلع إلى حبّات الجوز المتدلية من أغصان الشجرة.
ثمّ نظر إلى البطيخ المتناثر عند قدميه،
فقال في نفسه : ــ
أنا أعلم أن الله خلق كلّ شيء على أحسن حال
و لكن كيف يمكن للجوز الذي لا يتجاوز حجمه حجم البيضة،
أن ينمو فوق أغصان شجرة سميكة ضخمة !!
في حين البطيخ ، متناثر على الأرض و لا تمسكه إلاّ فروع رقيقة و هشة ؟ !
وفجأة سقطت عليه جوزة فأوجعته رأسه ، فرفع عينيه إلى السماء و قال ، ـــ
ربيّ ؟ اغفر لي معارضتي على حكمك، أنت خير من يعلم ما يناسبنا
فلو كان البطيخ ينمو فوق أغصان الشجر ،فكيف كان سيكون حال جمجمتي الآن ؟!".
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www7.0zz0.com/2014/12/16/00/437485549.gif (http://www.0zz0.com)
إرتقاء
شخصية جحا في الادب العربي هو دُجين الفزاري
عاصر الدولة الاموية والعباسية الى حكم الخليفة المهدي وعاش في الكوفة
اختلف فيه الرواة والمؤرخون، فتصوّره البعض مجنوناً وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه
وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة.
وما إن شاعت حكاياته وقصصه الطريفة حتى تهافتت عليه الشعوب،
فكل شعب وكل أمة على صلة بالدولة الإسلامية خاصة صمّمت لها (جحا)
بتحوير الأصل العربي بما يتلاءم بها مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها.
أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف ولكن شخصية (جحا) هي هي لم تتغيّر
نجد الطرائف الواردة في كتاب ـــ فهرست ابن النديم ــ
هي نفسها لم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية،
وقد ألّفت مئات الحكايات المضحكة ونُسبت إليه بعد ذلك،
ويبدو أن الأمم الأخرى استهوتها فكرة وجود شخصية ظريفة مضحكة في أدبها الشعبي
لنقد الحكام والسخرية من الطغاة والظالمين، فنقلت فكرة (جحا العربي) إلى آدابها مباشرة، وهكذا تجد شخصية
جحا تركيا ( نصر الدين خوجه )
(ملة نصر الدين) جحا إيران
(غابروفو) جحا بلغاريا المحبوب،
(ارتين) جحا أرمينيا صاحب اللسان السليط،
(آرو) جحا يوغسلافيا المغفل
وبعودة بسيطة إلى التاريخ تكتشف أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة،
وهناك شك في وجودها أصلاً، فأغلب المؤرخين يعتقدون أنها شخصيات أسطورية لا وجود لها في الواقع،
وقد اشتهرت حكاياتها في القرون الستة الأخيرة،
(الخوجة نصر الدين) التركي الذي عاصر تيمورلنك في القرن الرابع عشر الهجري،
كما يتضح ذلك من حكاياته الطريفة مع الطاغية المغولي
وهذه الشخصية اثبتت وجودها لوجود اثارها في تركيا .
نعم
سواء أكانت طرائف جحا أسطورة او خيال او حقيقه فهي شخصيه واسعه الثراء
أثرت الادب بحكايات طريفة
من طرائفه
اختصم رجلان إلى جحا حيث ادعى أحدهما و كان رجلا بخيلا
على صاحبه انه أكل خبزه على رائحة شوائه ،وطالب الرجل بثمن الشواء الذي لم يأكله.
سال جحا البخيل:
وكم ثمن الشواء الذي تريده من الرجل؟
قال البخيل : ـــ ربع دينار.
طلب جحا من الرجل دينارا.. ورنه على الأرض ثم أعاده إلى صاحبه
قائلا للبخيل : ـــ إن رنين المال. ثمن كاف لرائحة الشواء.
><><
ماتت امراة جحا فلم ياسف عليها وبعد مدة مات حماره ،فظهر عليه علامات الهم والغم
قال له بعص اصحابه عجبا منك
ماتت امراتك من قبل لم تحزن هذا الحزن الذي حزنته على موت الحمار
فاجابهم
عندما توفيت زوجتي حضر الجيران
وقالوا لا تحزن سوف نجد لك أحسن منها وعاهدوني على ذلك
ولكن عندما مات الحمار لم يات احد يسليني منل هذه السلوى
الا يجدر بي ان يشتد حزني
><><
في يوم من أيّام الصيف الحّارة, و بعد عمل شاق في الحقل
أخلد نصر الدين خوجة إلى الراحة تحت ظلّ شجرة جوز.
فأخذ يتطّلع إلى حبّات الجوز المتدلية من أغصان الشجرة.
ثمّ نظر إلى البطيخ المتناثر عند قدميه،
فقال في نفسه : ــ
أنا أعلم أن الله خلق كلّ شيء على أحسن حال
و لكن كيف يمكن للجوز الذي لا يتجاوز حجمه حجم البيضة،
أن ينمو فوق أغصان شجرة سميكة ضخمة !!
في حين البطيخ ، متناثر على الأرض و لا تمسكه إلاّ فروع رقيقة و هشة ؟ !
وفجأة سقطت عليه جوزة فأوجعته رأسه ، فرفع عينيه إلى السماء و قال ، ـــ
ربيّ ؟ اغفر لي معارضتي على حكمك، أنت خير من يعلم ما يناسبنا
فلو كان البطيخ ينمو فوق أغصان الشجر ،فكيف كان سيكون حال جمجمتي الآن ؟!".
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www7.0zz0.com/2014/12/16/00/437485549.gif (http://www.0zz0.com)
إرتقاء