أبو يوسف
18-05-2015, 01:47 PM
سعيد بنعياد
الحلقة السادسة
ضبط السواكن (غيرالمَدِّيَّة) وما يليها
* مقدمة *
1- في حلقتنا هذه، سنتطرق بالتفصيل إلى مسألتين:
* كيف يُضبَط الساكنُ الذي ليس بحرف مَدٍّ (ويدخل في هذا: التنوين؛ إذْ هو في حقيقة الأمر نون ساكنة تُلفَط ولا تُرسَم).
* وكيف يُضبط الحرف الواقع بعد الساكن.
2- هذا يعني أننا سنتطرق بالشرح والتوضيح إلى نقطتين مهمتين، سبقت الإشارة إليهما باقتضاب شديد في الحلقة الرابعة (http://www.abc4web.net/vb/showthread.php?t=31209):
* قولُنا عند الحديث عن علامة السكون: إن جمهور علماء الضبط لا يضعون هذه العلامة على حروف المد، ولا على الحروف المُخْفاة والحروف المُدغمة إدغاما تامًَّا، ولهم في ضبط الإدغام الناقص مذهبان.
* وقولُنا عند الحديث عن علامة التنوين: إن علماء الضبط ميَّزوا بين حالات تكُون فيها الحركتان فيها مُتَراكِبَتَيْنِ وأُخرى تكُونان فيها مُتَتابِعَتَيْن.
3- لِيَكُن في علمنا أن الحروف الساكنة غَيْرَ المَدِّيَّة لا تخرُج في طريقة لفظها عن إحدى الكيفيات الأربع التالية: الإظهار والإخفاء والقلب والإدغام.
وقد تعمَّدْنا تأخير الإدغام هنا، رغبةً منا في عرض المعلومات (المتعلقة بضبط الحالات الأربع) عرضًا يُراعي تدرُّجَها في الصعوبة، وإن جرت العادة بذكره مباشرةً بعد الإظهار.
-1-
الإظهار
أ- ما الإظهار؟
هو إخراج الحرف من مخرجه المعتاد، من غير زيادة على أصل الغُنَّة فيه إن كان مِمَّا يُغَنُّ، ولا تشديد للحرف الذي يليه.
وهذا هو الأصل في لفظ السواكن.
ب- ما كيفيةُ ضبْطِه؟
1- أمّا الساكن (المُظْهَر)، فحُكْمُه:
* إنْ كان حرفًا غَيْرَ التنوين: أن تُوضَع فوقه علامةُ السكون.
* وإنْ كان تنوينًا: أن تُجعَل الحرَكتانِ مُتراكبتَيْن، بأن تُوضَع إحداهما فوق الأُخرى؛ هكذا:
( ُُ ) أو ( و،) ، ( ً ) ، ( ٍ )
[في نِظام النَّقْطِ الْمُدَوَّرِ القديم، كانت العلامتان هكذا: ":"]
والمغزى من التركيب: الإشارة إلى تباعُد المخارج، الذي هو سبب الإظهار.
2- وأمّا الحرف التالي، فحُكمُه: أن يُحرَّك بالحركة التي تُناسِبُه مِن غيْرِ شَدَّةٍ معها.
ج- أمثلة
يُمكن أن يكون الساكنُ المُظْهَرُ:
1-حرفًا عاديًّا؛ كالدال في (عُــدْنَــا) (وَقَــدْ خَــلَقْتُكَ)، واللام في (قُــلْـتُــمْ) (بَــلْ قَــالُوا)، ونحو ذلك.
2- أو لامَ «ألْ» مع الحروف القمرية؛ نحو: (الْقَــمَر) (الْجَــنَّة) (الْــعَـزِيز).
3- أو ميمًا ساكنةً ليس بعْدَها ميمٌ ولا باءٌ، على مذهب جمهور أهل الأداء الذين يُخفونَها عند الباء؛ نحو: (تَــمْـرَحُـونَ) (لَهُــمْ فِــيهَا).
4- أو نُونًا ساكنةً قَبْلَ واوٍ أو ياءٍ من الكلمة نَفْسِها؛ وذلك في الكلمات الأربع: (قِــنْوَان) (صِــنْوَان) (بُــنْيَــان) (الدُّنْيَــا).
5- أو نُونًا ساكنةً أو تنوينًا قبْلَ أحرُفٍ مُعينة، هي أحرُف الحلق الستة (أ هـ ع ح غ خ) عند أكثر القُراء. ويُستَثْنَى الأخيران (غ خ) في قراءة أبي جعفر إلا في مواضع معدودة.
أ-النون الساكنة؛ نحو: (مِــنْهَــا) (مِــنْ هَــادٍ) (وَتَــنْحِــتُونَ) (فَمَــنْ حَــجَّ).
ب- والتنوين؛ كما في الأمثلة التالية (بطريقتَيِ المشارقة والمغاربة):
http://www4.0zz0.com/2015/05/18/13/621244819.jpg
نقرأ مثلاً: [أَحَقُّــنْ هُوَ]، بالإظهار.
د- إضافتان
1-السكتة اللطيفة (وهي التوقُّف قليلاً دُونَ قَطْعِ النَّفَس) تقتضي بالضرورة الإظهار. ولذلك تُضبَط (مَــنْس رَاقٍ) و(بَــلْس رَانَ) في رواية حفص وَفْقًا لطريقة ضبط الإظهار.
2- إذا تحرَّكَ التنوينُ، فحُكمُه التركيب أيضًا؛ لأن تحرُّكَه يقتضي الضرورة إظهارَهُ.
وإنَّما يتحرك التنوينُ لأحد سبَبَبيْن:
أ- للتخلص مِنِ الْتِقاء الساكنَيْن؛ نحو: (لُمَزَةٍ الَّــذِي)، تُلفَظ: [لُمَزَتِــنِــلَّذِي].
ب- أو لتخفيف الهمزة بالنقل، في رواية ورش؛ نحو: (بِعَذَابٍ اَلِيمٍ)، يقرؤها ورش: [بِعَذَابِــنَــلِيمٍ].
-2-
الإخفاء
أ- ما الإخفاء؟
وهو هنا نوعان:
1- إخفاء الميم الساكنة عند الباء، عند جمهور أهل الأداء، وذهب بعضهم إلى إظهارها.
والمقصود بالإخفاء هنا: إضعافُ الحرف، وسَتْرُ ذاتِه (التي تخرج من بين الشفتين) دُونَ إعدامِها بالكُلِّيَّة، مع إبقاء غُنَّتِه (التي تخرج من الخيشوم) والإتيان بِها كاملةً.
2- إخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروف مُعيَّنة.
والمقصود بالإخفاء هنا: إعدامُ ذات الحرف (التي تخرج من طرف اللسان مع ما يحاذيه من لِثَة الثنايا العليا) بالكُلِّيَّةِ، مع إبقاء غُنَّتِه (التي تخرج من الخيشوم) والإتيان بِها كاملةً.
ب- ما كيفيةُ ضبْطِه؟
1- أمّا الساكن (المُخْفَى)، فحُكْمُه:
* إنْ كان مِيمًا أو نُونًا: أن يُعَرَّى (أي: يُجرَّد) مِن علامةِ السكون.
* وإنْ كان تنوينًا: أن تُجعَل الحرَكتانِ مُتتابِعتَيْن، بأن تُوضَع إحداهما تِلْوَ الأُخرى؛ هكذا:
( ُ ُ ) ، ( َ َ ) ، ( ِ ِ )
[في نِظام النَّقْطِ الْمُدَوَّرِ القديم، كانت العلامتان هكذا: ".."]
والمغزى من التتابُع: الإشارة إلى تقارُب المخارج، الذي هو سبَبُ العُدول عن الإظهار إلى غيره من الأحكام (الإخفاء أو القلب أو الإدغام).
2- وأمّا الحرف التالي، فحُكمُه: أن يُحرك بحركته مِن غيْرِ شَدَّةٍ معها.
ج- أمثلة
1- الميم عند الباء؛ نحو: (فَٱحْكُــم بَــيْنَهُمْ) (مُبْتَلِيكُــم بـِـنَهَـرٍ).
2- النون والتنوين عند حروف مُعينة، هي عند أكثر القُرَّاء خمسةَ عَشَرَ تجمعُها أوائلُ كلماتِ هذا البيت:
صِــفْ ذا ثَــنَا، كَــمْ جــادَ شــخصٌ قــدْ سَــمَا
دُمْ طــيِّـبًـا، زدْ فــي تُــقًــى، ضَــعْ ظــالِــمَـــا
ويُضاف إليها في قراءة أبي جعفر حرفان: خ غ.
أ- النون؛ نحو: (يَــنـصُــرُكُمْ) (مِــن صِــيَامٍ) (كُــنـتُــمْ) (مِــن تُــرَابٍ).
ب- والتنوين؛ كما في الأمثلة التالية:
http://www4.0zz0.com/2015/05/18/13/698799036.jpg
* نقرأ مثلاً: [فَحْكُــمْ بَيْنَهُمْ] [يَــنْــصُرُكُمْ] [بَأْسُــنْ شَديدٌ]، بالإخفاء.
-3-
القَلْب
أ- ما القَلْب؟
هو تحويل النون الساكنة والتنوين لَفْظًا إلى ميمٍ ساكنة مُخفاةٍ بِغُنَّةٍ كاملة، وذلك قبل حرف الباء.
ب- ما كيفيةُ ضَبْطِه؟
كان بعض أهل الضبط يضبطونه بِمِثل الكيفية التي يضبطون بِها الإخفاء.
ولكن العمل استقرَّ على كيفية أخرى أوْضَحَ وأَبْيَنَ:
1- أمّا الساكن (المقلوب)، فحُكْمُه:
* إن كان نُونًا: أن يُعَرَّى من علامة السكون، وتُوضَعَ فوقه ميمٌ صغيرة (كانت تُجعل قديمًا بِمِدادٍ أحمر).
* وإن كان تنوينًا: أن تُعوَّضَ الحركةُ الثانيةُ بِميمٍ صغيرةٍ، تكُونُ هي والحركةُ الأولى مُتتابعتَيْن؛ هكذا:
( و م ) ( َ م ) ، ( ِ م)
[في نظام النَّقْط المُدوَّر القديم، كانت العلامتان هكذا: ".م"]
2- وأمّا الحرف التالي (وهو الباء)، فحُكمُه: أن يُحرَّك بحركته مِن غَيْرِ شَدَّةٍ معها.
ج- أمثلة
1-النون، في نحو:
http://www9.0zz0.com/2015/05/18/13/112790649.jpg
2- والتنوين، في نحو:
http://www9.0zz0.com/2015/05/18/13/790228494.jpg
* نقرأ مثلاً: [سُــمْــبُلَةٍ] [سَمِيعُــمْــبَصِيرٌ]، بالقلب (مع مراعاة الإخفاء).
-4-
الإدغام
وهو نوعان: تامٌّ وناقص.
[1] الإدغام التَّامُّ (أو الكامل)
أ- ما الإدغام التام؟
هو أن يُلفظ الحرفان مَعًا كالثانِي مُشدَّدًا، مع اختفاء كُلِّ أثَرٍ لفظي للأول؛ وذلك بأن تذهب ذاتُ الحرفِ الأولِ وصِفَتُه، ويُشددَ الثانِي تشديدًا كاملاً.
ب- ما كيفيةُ ضَبْطِه؟
1- أمّا الساكن (المُدغَمُ إدغاما تامًّا)، فحُكْمُه:
* إنْ كان حرفًا غير التنوين: أن يُعَرَّى مِن علامةِ السكون.
* وإنْ كان تنوينًا: أن تُجعَل الحرَكتانِ مُتتابِعتَيْن.
2- وأمّا الحرف التالي، فحُكمُه: أن تُوضَعَ عليه الشَّدَّةُ بالإضافة إلى الحركة المُناسِبة.
ج- أمثلة
يُمكن أن يكون الحرفُ المُدغَمُ إدغامًا تامًّا:
1-حرفًا عاديًّا؛ كالدال في (عُــدتُّــمْ) (لَقَــد تَّــابَ)، واللام في (وَقُــل رَّبِّ)، والكاف في (يُدْرِكـكُّــمُ الْمَوْتُ)، والقاف في (أَلَمْ نَخْلُــقـكُّــمْ) على مذهب جمهور أهل الأداء الذين يُدغمون القاف في الكاف إدغامًا تامًّا، ونحو ذلك.
فنقرأ مثلا: [عُــتُّــمْ] [لَقَــتَّــابَ] [وَقُــرَّبِّ] [يُدْرِكُّــمُ] [أَلَمْ نَخْلُــكُّــمْ].
هذا، وتختلف مواضع الإدغام باختلاف الروايات المقروء بِها.
2- أو لامَ «ألْ» مع الحروف الشمسية؛ نحو: (الشَّــمْس) (السَّــمَآء) (النُّــجُوم).
3- أو ميمًا ساكنةً بعْدَها مِيمٌ؛ نحو: (لَهُــم مَّــا يَشَآءُونَ) (وَأَنتُــم مُّــسْلِمُـونَ).
4- أو نُونًا ساكنةً أو تنوينًا قبْلَ أحرُفٍ مُعَينة، هي:
أ- النون والميم بالإجماع، ويكون الإدغام فيهما بِغُنَّةٍ [هذا الإدغامُ تامٌّ عند علماء الضبط، وإنْ صاحَبَتْهُ الغُنَّةُ؛ لأن الغُنَّةَ لازِمةٌ للنُّون والميم المُشدَّدتَيْن. أما علماء التجويد، فبعضهم يراه تامًّا، وبعضهم يراه ناقِصًا بسبب الغُنَّة؛ وهو مجرد خلاف نظري، لا تأثير له في كيفية اللفظ].
* فمن أمثلتهما مع النون الساكنة: (عَــن نَّــفْسٍ) (مِــن مَّــآءٍ). فنقرأ مثلا: [عَــنَّــفْسٍ][مِــمَّــاءٍ].
* ومن أمثلتهما مع التنوين [سنلجأ هنا إلى الكتابة التقريبة، بدلاً من المزيد من اللوحات التوضيحية، اعتمادا على فطنة القارئ]:
(كَثِيـر ُ ُ مِّــنْهُمْ) (تَوْبَة َ َ نـَّـصُوحًا)
نقرأ: [كَثِيرُمِّــنْهُمْ] [تَوْبَتَــنَّــصُوحًا].
ب- اللام والراء عند جمهور أهل الأداء، الذين يُدغِمون فيهما إدغامًا تامًّا بغيْرِ غُنَّة؛ وذهب بعضُهم إلى الإدغام الناقص بِغُنَّةٍ.
* فمن أمثلتهما مع النون الساكنة: (مِــن لَّــدُنْهُ) (مِــن رَّبِّكُمْ). نقرأ: [مِــلَّــدُنْهُ] [مِــرَّبِّكُمْ].
* ومن أمثلتهما مع التنوين:
(أُفّ ِ ِ لـَّـكُمْ) (غـَفـُور ُ ُ رَّحِيمٌ)
نقرأ: [أُفـِّـلـَّـكُمْ] [غـَفـُورُرَّحِيمٌ].
ج- وتُضاف الواو والياء في رواية خَلَف عن حمزة، والياءُ وحْدَها في رواية الدُّوري عن الكسائي بخُلْفٍ عنه؛ لأن الإدغام عندهما هنا إدغامٌ تامٌّ بغير غُنَّة، خِلافًا لباقي القُراء الذين روَوْا هنا الإدغام الناقص بِغُنَّة (ستأتي أمثلة لذلك، فيُراعَى تغييرُ كيفية الضبط في الروايتين المُسْتَثْناتَيْنِ آنِفًا).
[2] الإدغام الناقص
أ- ما الإدغام الناقص؟
هو أن يُلفَظ الحرفان مَعًا كالثانِي مُشددًا، مع بقاء أثَرٍ لفظي للأول؛ وذلك بأن تذهب ذاتُ الحرفِ الأول، وتبقى صِفَتُهُ دالَّةً عليه، ويُشَددَ الثاني تشديدًا ناقصًا.
ب- ما كيفيةُ ضبْطِه؟
يُمَيزُ هُنا بين حالتين:
أولاً: إذا كان الساكنُ (المُدغَمُ إدغامًا ناقصًا) حرفًا غيْرَ التنوين، فإن طريقة الضبط هنا مَحَلُّ خلاف بين المشارقة والمغاربة:
1- فعند المشارقة، وطريقتهم هنا تُماثِل طريقة ضبط الإخفاء:
* الساكن: يُعَرَّى من علامة السكون (لوقوع الإدغام).
* والحرف التالي: يُحرك بحركته من غير شدة معها (لنقصان الإدغام).
2- وعند المغاربة:
* الساكن: توضع عليه علامة السكون (لنقصان الإدغام).
* والحرف التالي: توضع عليه الشدة مع الحركة المناسبة (لوقوع الإدغام).
ثانيا: إذا كان الساكن (المُدغَم إدغامًا ناقصًا) تنوينًا، فإن طريقة الضبط حينئذ مُجمَعٌ عليها بين المشارقة والمغاربة، وهي تُماثِل طريقة ضبط الإخفاء:
1- التنوين: تكُون الحركتان فيه متتابعتين (لوقوع الإدغام).
2- والحرف التالي: يُحرك بحركته من غير شَدةٍ معها (لنقصان الإدغام).
ج- أمثلة
يمكن أن يكون الساكن (المُدغَم إدغامًا ناقصًا):
1- طاءً بعدها تاءٌ، إذ تُدغَم الطاءُ هنا مع بقاء صِفَة الإطباق الدالة عليها؛ وذلك في أربعة مواضع، تُضبَط بطريقتَي المشارقة والمغاربة هكذا:
(بَسَــطــتَ) (فَرَّطــتُــمْ) (أَحَــطــتُ) (فَرَّطــتُ)
(بَسَــطـْـتَّ) (ڢَرَّطـْـتـُّـمْ) (أَحَــطـْـتُّ) (ڢَرَّطـْـتُّ)
فنقرأ مثلا: [أَحَـطْـتُّ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
2- أو قافًا بعدها كاف، على مذهب بعض أهل الأداء الذين يُدغمون القاف مع إبقاء صِفَة الإطباق الدالة عليها؛ وذلك في موضع واحد، يُضبط - على هذا المذهب - بطريقتَي المشارقة والمغاربة هكذا:
(أَلَمْ نَخْلُــقـكُــمْ)
(أَلَمْ نَخْلُــڧـْـكُّــمْ)
وتُلفظ: [أَلَمْ نَخْلُـقْـكُّــمْ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
وجمهور أهل الأداء – كما سبق القول – يُدغِمون القاف هنا إدغاما تاما.
3- أو نُونًا أو تنوينًا قبل أحرف مُعينة، هي:
أ-الواو والياء، عند أكثر القُراء، مِمَّن يُدغِمون فيهما إدغامًا ناقصًا بِغُنَّةٍ؛ خِلافًا لرواية خَلَف عن حمزة فيما يتعلق بالواو والياء معا، وخِلافًا لأحد وجْهَيْ رواية الدُّوري عن الكسائي فيما يتعلق بالياء وحدها.
* فمن أمثلة النون الساكنة، بطريقتَيِ المشارقة والمغاربة:
(مِــن وَالٍ) (فَمَــن يَــعْمَـلْ)
(مِــںْ وَّالٍ) (ڢَمَــںْ يَّــعْمَـلْ)
نقرأ: [مِـنْوَّالٍ][فَمَـنْيَّــعْمَلْ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
* ومن أمثلة التنوين، ولا خلاف هنا بين الطريقتين:
(رَحِيم ُ ُ وَدُودٌ) (عِشَآء َ َ يَــبْكُونَ)
نقرأ: [رَحِيمُـنْوَّدُودٌ] [عِشَاءَنْيَّــبْكُونَ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
ب- اللام والراء، عند بعض أهل الأداء الذين يُدغِمون فيهما إدغامًا ناقصًا بغُنَّة، خلافا للجمهور الذين يُدغِمون فيهما – كما سبق القول – إدغامًا تاما بغيْرِ غُنَّة (مَرَّتْ بنا أمثلة لذلك، فيُراعَى تغييرُ طريقة الضبط في مذهب من يُدغِم بغُنَّة).
* خاتمة *
في كتابتنا الحديثة، توقَّف التمييز بين الحالات الأربع في الضبط، إلا عند ضبط لام «ألْ» مع الحروف الشمسية، نحو: (الشَّمْس).
دمتم بكل خير.
نقلا عن سعيد بنعيـــــــــــــــــــاد
الحلقة السادسة
ضبط السواكن (غيرالمَدِّيَّة) وما يليها
* مقدمة *
1- في حلقتنا هذه، سنتطرق بالتفصيل إلى مسألتين:
* كيف يُضبَط الساكنُ الذي ليس بحرف مَدٍّ (ويدخل في هذا: التنوين؛ إذْ هو في حقيقة الأمر نون ساكنة تُلفَط ولا تُرسَم).
* وكيف يُضبط الحرف الواقع بعد الساكن.
2- هذا يعني أننا سنتطرق بالشرح والتوضيح إلى نقطتين مهمتين، سبقت الإشارة إليهما باقتضاب شديد في الحلقة الرابعة (http://www.abc4web.net/vb/showthread.php?t=31209):
* قولُنا عند الحديث عن علامة السكون: إن جمهور علماء الضبط لا يضعون هذه العلامة على حروف المد، ولا على الحروف المُخْفاة والحروف المُدغمة إدغاما تامًَّا، ولهم في ضبط الإدغام الناقص مذهبان.
* وقولُنا عند الحديث عن علامة التنوين: إن علماء الضبط ميَّزوا بين حالات تكُون فيها الحركتان فيها مُتَراكِبَتَيْنِ وأُخرى تكُونان فيها مُتَتابِعَتَيْن.
3- لِيَكُن في علمنا أن الحروف الساكنة غَيْرَ المَدِّيَّة لا تخرُج في طريقة لفظها عن إحدى الكيفيات الأربع التالية: الإظهار والإخفاء والقلب والإدغام.
وقد تعمَّدْنا تأخير الإدغام هنا، رغبةً منا في عرض المعلومات (المتعلقة بضبط الحالات الأربع) عرضًا يُراعي تدرُّجَها في الصعوبة، وإن جرت العادة بذكره مباشرةً بعد الإظهار.
-1-
الإظهار
أ- ما الإظهار؟
هو إخراج الحرف من مخرجه المعتاد، من غير زيادة على أصل الغُنَّة فيه إن كان مِمَّا يُغَنُّ، ولا تشديد للحرف الذي يليه.
وهذا هو الأصل في لفظ السواكن.
ب- ما كيفيةُ ضبْطِه؟
1- أمّا الساكن (المُظْهَر)، فحُكْمُه:
* إنْ كان حرفًا غَيْرَ التنوين: أن تُوضَع فوقه علامةُ السكون.
* وإنْ كان تنوينًا: أن تُجعَل الحرَكتانِ مُتراكبتَيْن، بأن تُوضَع إحداهما فوق الأُخرى؛ هكذا:
( ُُ ) أو ( و،) ، ( ً ) ، ( ٍ )
[في نِظام النَّقْطِ الْمُدَوَّرِ القديم، كانت العلامتان هكذا: ":"]
والمغزى من التركيب: الإشارة إلى تباعُد المخارج، الذي هو سبب الإظهار.
2- وأمّا الحرف التالي، فحُكمُه: أن يُحرَّك بالحركة التي تُناسِبُه مِن غيْرِ شَدَّةٍ معها.
ج- أمثلة
يُمكن أن يكون الساكنُ المُظْهَرُ:
1-حرفًا عاديًّا؛ كالدال في (عُــدْنَــا) (وَقَــدْ خَــلَقْتُكَ)، واللام في (قُــلْـتُــمْ) (بَــلْ قَــالُوا)، ونحو ذلك.
2- أو لامَ «ألْ» مع الحروف القمرية؛ نحو: (الْقَــمَر) (الْجَــنَّة) (الْــعَـزِيز).
3- أو ميمًا ساكنةً ليس بعْدَها ميمٌ ولا باءٌ، على مذهب جمهور أهل الأداء الذين يُخفونَها عند الباء؛ نحو: (تَــمْـرَحُـونَ) (لَهُــمْ فِــيهَا).
4- أو نُونًا ساكنةً قَبْلَ واوٍ أو ياءٍ من الكلمة نَفْسِها؛ وذلك في الكلمات الأربع: (قِــنْوَان) (صِــنْوَان) (بُــنْيَــان) (الدُّنْيَــا).
5- أو نُونًا ساكنةً أو تنوينًا قبْلَ أحرُفٍ مُعينة، هي أحرُف الحلق الستة (أ هـ ع ح غ خ) عند أكثر القُراء. ويُستَثْنَى الأخيران (غ خ) في قراءة أبي جعفر إلا في مواضع معدودة.
أ-النون الساكنة؛ نحو: (مِــنْهَــا) (مِــنْ هَــادٍ) (وَتَــنْحِــتُونَ) (فَمَــنْ حَــجَّ).
ب- والتنوين؛ كما في الأمثلة التالية (بطريقتَيِ المشارقة والمغاربة):
http://www4.0zz0.com/2015/05/18/13/621244819.jpg
نقرأ مثلاً: [أَحَقُّــنْ هُوَ]، بالإظهار.
د- إضافتان
1-السكتة اللطيفة (وهي التوقُّف قليلاً دُونَ قَطْعِ النَّفَس) تقتضي بالضرورة الإظهار. ولذلك تُضبَط (مَــنْس رَاقٍ) و(بَــلْس رَانَ) في رواية حفص وَفْقًا لطريقة ضبط الإظهار.
2- إذا تحرَّكَ التنوينُ، فحُكمُه التركيب أيضًا؛ لأن تحرُّكَه يقتضي الضرورة إظهارَهُ.
وإنَّما يتحرك التنوينُ لأحد سبَبَبيْن:
أ- للتخلص مِنِ الْتِقاء الساكنَيْن؛ نحو: (لُمَزَةٍ الَّــذِي)، تُلفَظ: [لُمَزَتِــنِــلَّذِي].
ب- أو لتخفيف الهمزة بالنقل، في رواية ورش؛ نحو: (بِعَذَابٍ اَلِيمٍ)، يقرؤها ورش: [بِعَذَابِــنَــلِيمٍ].
-2-
الإخفاء
أ- ما الإخفاء؟
وهو هنا نوعان:
1- إخفاء الميم الساكنة عند الباء، عند جمهور أهل الأداء، وذهب بعضهم إلى إظهارها.
والمقصود بالإخفاء هنا: إضعافُ الحرف، وسَتْرُ ذاتِه (التي تخرج من بين الشفتين) دُونَ إعدامِها بالكُلِّيَّة، مع إبقاء غُنَّتِه (التي تخرج من الخيشوم) والإتيان بِها كاملةً.
2- إخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروف مُعيَّنة.
والمقصود بالإخفاء هنا: إعدامُ ذات الحرف (التي تخرج من طرف اللسان مع ما يحاذيه من لِثَة الثنايا العليا) بالكُلِّيَّةِ، مع إبقاء غُنَّتِه (التي تخرج من الخيشوم) والإتيان بِها كاملةً.
ب- ما كيفيةُ ضبْطِه؟
1- أمّا الساكن (المُخْفَى)، فحُكْمُه:
* إنْ كان مِيمًا أو نُونًا: أن يُعَرَّى (أي: يُجرَّد) مِن علامةِ السكون.
* وإنْ كان تنوينًا: أن تُجعَل الحرَكتانِ مُتتابِعتَيْن، بأن تُوضَع إحداهما تِلْوَ الأُخرى؛ هكذا:
( ُ ُ ) ، ( َ َ ) ، ( ِ ِ )
[في نِظام النَّقْطِ الْمُدَوَّرِ القديم، كانت العلامتان هكذا: ".."]
والمغزى من التتابُع: الإشارة إلى تقارُب المخارج، الذي هو سبَبُ العُدول عن الإظهار إلى غيره من الأحكام (الإخفاء أو القلب أو الإدغام).
2- وأمّا الحرف التالي، فحُكمُه: أن يُحرك بحركته مِن غيْرِ شَدَّةٍ معها.
ج- أمثلة
1- الميم عند الباء؛ نحو: (فَٱحْكُــم بَــيْنَهُمْ) (مُبْتَلِيكُــم بـِـنَهَـرٍ).
2- النون والتنوين عند حروف مُعينة، هي عند أكثر القُرَّاء خمسةَ عَشَرَ تجمعُها أوائلُ كلماتِ هذا البيت:
صِــفْ ذا ثَــنَا، كَــمْ جــادَ شــخصٌ قــدْ سَــمَا
دُمْ طــيِّـبًـا، زدْ فــي تُــقًــى، ضَــعْ ظــالِــمَـــا
ويُضاف إليها في قراءة أبي جعفر حرفان: خ غ.
أ- النون؛ نحو: (يَــنـصُــرُكُمْ) (مِــن صِــيَامٍ) (كُــنـتُــمْ) (مِــن تُــرَابٍ).
ب- والتنوين؛ كما في الأمثلة التالية:
http://www4.0zz0.com/2015/05/18/13/698799036.jpg
* نقرأ مثلاً: [فَحْكُــمْ بَيْنَهُمْ] [يَــنْــصُرُكُمْ] [بَأْسُــنْ شَديدٌ]، بالإخفاء.
-3-
القَلْب
أ- ما القَلْب؟
هو تحويل النون الساكنة والتنوين لَفْظًا إلى ميمٍ ساكنة مُخفاةٍ بِغُنَّةٍ كاملة، وذلك قبل حرف الباء.
ب- ما كيفيةُ ضَبْطِه؟
كان بعض أهل الضبط يضبطونه بِمِثل الكيفية التي يضبطون بِها الإخفاء.
ولكن العمل استقرَّ على كيفية أخرى أوْضَحَ وأَبْيَنَ:
1- أمّا الساكن (المقلوب)، فحُكْمُه:
* إن كان نُونًا: أن يُعَرَّى من علامة السكون، وتُوضَعَ فوقه ميمٌ صغيرة (كانت تُجعل قديمًا بِمِدادٍ أحمر).
* وإن كان تنوينًا: أن تُعوَّضَ الحركةُ الثانيةُ بِميمٍ صغيرةٍ، تكُونُ هي والحركةُ الأولى مُتتابعتَيْن؛ هكذا:
( و م ) ( َ م ) ، ( ِ م)
[في نظام النَّقْط المُدوَّر القديم، كانت العلامتان هكذا: ".م"]
2- وأمّا الحرف التالي (وهو الباء)، فحُكمُه: أن يُحرَّك بحركته مِن غَيْرِ شَدَّةٍ معها.
ج- أمثلة
1-النون، في نحو:
http://www9.0zz0.com/2015/05/18/13/112790649.jpg
2- والتنوين، في نحو:
http://www9.0zz0.com/2015/05/18/13/790228494.jpg
* نقرأ مثلاً: [سُــمْــبُلَةٍ] [سَمِيعُــمْــبَصِيرٌ]، بالقلب (مع مراعاة الإخفاء).
-4-
الإدغام
وهو نوعان: تامٌّ وناقص.
[1] الإدغام التَّامُّ (أو الكامل)
أ- ما الإدغام التام؟
هو أن يُلفظ الحرفان مَعًا كالثانِي مُشدَّدًا، مع اختفاء كُلِّ أثَرٍ لفظي للأول؛ وذلك بأن تذهب ذاتُ الحرفِ الأولِ وصِفَتُه، ويُشددَ الثانِي تشديدًا كاملاً.
ب- ما كيفيةُ ضَبْطِه؟
1- أمّا الساكن (المُدغَمُ إدغاما تامًّا)، فحُكْمُه:
* إنْ كان حرفًا غير التنوين: أن يُعَرَّى مِن علامةِ السكون.
* وإنْ كان تنوينًا: أن تُجعَل الحرَكتانِ مُتتابِعتَيْن.
2- وأمّا الحرف التالي، فحُكمُه: أن تُوضَعَ عليه الشَّدَّةُ بالإضافة إلى الحركة المُناسِبة.
ج- أمثلة
يُمكن أن يكون الحرفُ المُدغَمُ إدغامًا تامًّا:
1-حرفًا عاديًّا؛ كالدال في (عُــدتُّــمْ) (لَقَــد تَّــابَ)، واللام في (وَقُــل رَّبِّ)، والكاف في (يُدْرِكـكُّــمُ الْمَوْتُ)، والقاف في (أَلَمْ نَخْلُــقـكُّــمْ) على مذهب جمهور أهل الأداء الذين يُدغمون القاف في الكاف إدغامًا تامًّا، ونحو ذلك.
فنقرأ مثلا: [عُــتُّــمْ] [لَقَــتَّــابَ] [وَقُــرَّبِّ] [يُدْرِكُّــمُ] [أَلَمْ نَخْلُــكُّــمْ].
هذا، وتختلف مواضع الإدغام باختلاف الروايات المقروء بِها.
2- أو لامَ «ألْ» مع الحروف الشمسية؛ نحو: (الشَّــمْس) (السَّــمَآء) (النُّــجُوم).
3- أو ميمًا ساكنةً بعْدَها مِيمٌ؛ نحو: (لَهُــم مَّــا يَشَآءُونَ) (وَأَنتُــم مُّــسْلِمُـونَ).
4- أو نُونًا ساكنةً أو تنوينًا قبْلَ أحرُفٍ مُعَينة، هي:
أ- النون والميم بالإجماع، ويكون الإدغام فيهما بِغُنَّةٍ [هذا الإدغامُ تامٌّ عند علماء الضبط، وإنْ صاحَبَتْهُ الغُنَّةُ؛ لأن الغُنَّةَ لازِمةٌ للنُّون والميم المُشدَّدتَيْن. أما علماء التجويد، فبعضهم يراه تامًّا، وبعضهم يراه ناقِصًا بسبب الغُنَّة؛ وهو مجرد خلاف نظري، لا تأثير له في كيفية اللفظ].
* فمن أمثلتهما مع النون الساكنة: (عَــن نَّــفْسٍ) (مِــن مَّــآءٍ). فنقرأ مثلا: [عَــنَّــفْسٍ][مِــمَّــاءٍ].
* ومن أمثلتهما مع التنوين [سنلجأ هنا إلى الكتابة التقريبة، بدلاً من المزيد من اللوحات التوضيحية، اعتمادا على فطنة القارئ]:
(كَثِيـر ُ ُ مِّــنْهُمْ) (تَوْبَة َ َ نـَّـصُوحًا)
نقرأ: [كَثِيرُمِّــنْهُمْ] [تَوْبَتَــنَّــصُوحًا].
ب- اللام والراء عند جمهور أهل الأداء، الذين يُدغِمون فيهما إدغامًا تامًّا بغيْرِ غُنَّة؛ وذهب بعضُهم إلى الإدغام الناقص بِغُنَّةٍ.
* فمن أمثلتهما مع النون الساكنة: (مِــن لَّــدُنْهُ) (مِــن رَّبِّكُمْ). نقرأ: [مِــلَّــدُنْهُ] [مِــرَّبِّكُمْ].
* ومن أمثلتهما مع التنوين:
(أُفّ ِ ِ لـَّـكُمْ) (غـَفـُور ُ ُ رَّحِيمٌ)
نقرأ: [أُفـِّـلـَّـكُمْ] [غـَفـُورُرَّحِيمٌ].
ج- وتُضاف الواو والياء في رواية خَلَف عن حمزة، والياءُ وحْدَها في رواية الدُّوري عن الكسائي بخُلْفٍ عنه؛ لأن الإدغام عندهما هنا إدغامٌ تامٌّ بغير غُنَّة، خِلافًا لباقي القُراء الذين روَوْا هنا الإدغام الناقص بِغُنَّة (ستأتي أمثلة لذلك، فيُراعَى تغييرُ كيفية الضبط في الروايتين المُسْتَثْناتَيْنِ آنِفًا).
[2] الإدغام الناقص
أ- ما الإدغام الناقص؟
هو أن يُلفَظ الحرفان مَعًا كالثانِي مُشددًا، مع بقاء أثَرٍ لفظي للأول؛ وذلك بأن تذهب ذاتُ الحرفِ الأول، وتبقى صِفَتُهُ دالَّةً عليه، ويُشَددَ الثاني تشديدًا ناقصًا.
ب- ما كيفيةُ ضبْطِه؟
يُمَيزُ هُنا بين حالتين:
أولاً: إذا كان الساكنُ (المُدغَمُ إدغامًا ناقصًا) حرفًا غيْرَ التنوين، فإن طريقة الضبط هنا مَحَلُّ خلاف بين المشارقة والمغاربة:
1- فعند المشارقة، وطريقتهم هنا تُماثِل طريقة ضبط الإخفاء:
* الساكن: يُعَرَّى من علامة السكون (لوقوع الإدغام).
* والحرف التالي: يُحرك بحركته من غير شدة معها (لنقصان الإدغام).
2- وعند المغاربة:
* الساكن: توضع عليه علامة السكون (لنقصان الإدغام).
* والحرف التالي: توضع عليه الشدة مع الحركة المناسبة (لوقوع الإدغام).
ثانيا: إذا كان الساكن (المُدغَم إدغامًا ناقصًا) تنوينًا، فإن طريقة الضبط حينئذ مُجمَعٌ عليها بين المشارقة والمغاربة، وهي تُماثِل طريقة ضبط الإخفاء:
1- التنوين: تكُون الحركتان فيه متتابعتين (لوقوع الإدغام).
2- والحرف التالي: يُحرك بحركته من غير شَدةٍ معها (لنقصان الإدغام).
ج- أمثلة
يمكن أن يكون الساكن (المُدغَم إدغامًا ناقصًا):
1- طاءً بعدها تاءٌ، إذ تُدغَم الطاءُ هنا مع بقاء صِفَة الإطباق الدالة عليها؛ وذلك في أربعة مواضع، تُضبَط بطريقتَي المشارقة والمغاربة هكذا:
(بَسَــطــتَ) (فَرَّطــتُــمْ) (أَحَــطــتُ) (فَرَّطــتُ)
(بَسَــطـْـتَّ) (ڢَرَّطـْـتـُّـمْ) (أَحَــطـْـتُّ) (ڢَرَّطـْـتُّ)
فنقرأ مثلا: [أَحَـطْـتُّ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
2- أو قافًا بعدها كاف، على مذهب بعض أهل الأداء الذين يُدغمون القاف مع إبقاء صِفَة الإطباق الدالة عليها؛ وذلك في موضع واحد، يُضبط - على هذا المذهب - بطريقتَي المشارقة والمغاربة هكذا:
(أَلَمْ نَخْلُــقـكُــمْ)
(أَلَمْ نَخْلُــڧـْـكُّــمْ)
وتُلفظ: [أَلَمْ نَخْلُـقْـكُّــمْ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
وجمهور أهل الأداء – كما سبق القول – يُدغِمون القاف هنا إدغاما تاما.
3- أو نُونًا أو تنوينًا قبل أحرف مُعينة، هي:
أ-الواو والياء، عند أكثر القُراء، مِمَّن يُدغِمون فيهما إدغامًا ناقصًا بِغُنَّةٍ؛ خِلافًا لرواية خَلَف عن حمزة فيما يتعلق بالواو والياء معا، وخِلافًا لأحد وجْهَيْ رواية الدُّوري عن الكسائي فيما يتعلق بالياء وحدها.
* فمن أمثلة النون الساكنة، بطريقتَيِ المشارقة والمغاربة:
(مِــن وَالٍ) (فَمَــن يَــعْمَـلْ)
(مِــںْ وَّالٍ) (ڢَمَــںْ يَّــعْمَـلْ)
نقرأ: [مِـنْوَّالٍ][فَمَـنْيَّــعْمَلْ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
* ومن أمثلة التنوين، ولا خلاف هنا بين الطريقتين:
(رَحِيم ُ ُ وَدُودٌ) (عِشَآء َ َ يَــبْكُونَ)
نقرأ: [رَحِيمُـنْوَّدُودٌ] [عِشَاءَنْيَّــبْكُونَ] (تؤخذ بالتلقي والمشافهة).
ب- اللام والراء، عند بعض أهل الأداء الذين يُدغِمون فيهما إدغامًا ناقصًا بغُنَّة، خلافا للجمهور الذين يُدغِمون فيهما – كما سبق القول – إدغامًا تاما بغيْرِ غُنَّة (مَرَّتْ بنا أمثلة لذلك، فيُراعَى تغييرُ طريقة الضبط في مذهب من يُدغِم بغُنَّة).
* خاتمة *
في كتابتنا الحديثة، توقَّف التمييز بين الحالات الأربع في الضبط، إلا عند ضبط لام «ألْ» مع الحروف الشمسية، نحو: (الشَّمْس).
دمتم بكل خير.
نقلا عن سعيد بنعيـــــــــــــــــــاد