المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف الأسلام من القيم الجاهلية و منها الشعر


ارتقاء
30-06-2015, 09:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

غاية الإسلام من كل أولئك القيم ،
إحياء الفطرة السليمة،
و التدرُّج في التشريع لتهيئة النَّفس لقبول التكاليف،
و الأخذ بالأوامر وتجنُّب النواهي

لذا أختلف موقفه من هذه القِيَم تبعًا لنوعيتها:

1 ــ قابَل بعضها بالرفضِ، وقضى عليه قضاء مبرمًا.ـ
نعم
رفض كل ألوان الشرك ودعا إلى وَحْدانية الله تعالى،
واعتبر عبادةَ الأصنام كفرًا،
حتى لو كان تأويلُ هذه العبادة أنَّها تُقرِّبهم إلى الله زُلْفى
و وحدانية الله يتعلَّق ويرتبط بها وحدةُ النُّبوة الخاتمة
بالنسبة لنبينا محمدِ بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ،

2 ــ أقرَّ الإسلام من القيم الجاهلية ،ما رأى فيه فضائلَ إنسانية
اتبعها القومُ قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
فالمجتمعُ الجاهلي كما هو معروف ، لم يكن يخلو من قِيَم فاضلة:
بل شجع على ممارسة تلك القيم الفاضلة
ودعا اليه و أبقى على منبعه وأصله

لكن وجَّه مسارها الوجهة الإنسانية الخيِّرة الصحيحةَ،
وأعاد تنظيم الشخصية بأكملها
بتأثير المثل ألأخلاقية العليا والتربية السديدة الصالحة

و بهذا التنظيم تحقِّقُ إعلاء الغرائز،
وتنقيةَ الميول مما يشُوبها من عواملِ الأَثَرةِ والضَّعف،
وذلك بتحقيقِ وحدةِ الشَّخصية وتكامُلِها،
وبتقويةِ الإرادة، وتوفيرِ وسائل ضَبْطِ النَّفس

حقَّق الإسلامُ هذا الإعلاء
بربطِ الشَّخصية بالدِّين وقِيَمه التربوية من ناحية،
وربطِ العمل بالجزاء من ناحية ثانية،
وتقييم العمل على أساس النِّيَّة من ناحية ثالثة ،
بل سما بها فعاد بالنفعِ على الدِّين والناس .

ومن أمثلة الإعلاء،
موقفُ الإسلام من الشِّعر،

والمعروف أن العربَ أُمَّة شاعرة،
وأن الشِّعرَ ديوان العرب؛ سجَّلَتْ فيه أيامَها وتاريخَها ومعاشها،
ودفعت به، وبه هاجمت، وبه مدَحَتْ، وبه تغزَّلت،
وكانت القبيلةُ تُقِيم الأفراح إذا ما بزَغ فيها نجم شاعر؛
فالكلمة عند أمَّة البلاغة والفصاحة كان لها فعلُ السِّحر،
وصدَق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذ قال:
((إن مِن البيان لَسِحْرًا)).

والشِّعر الجاهلي شأنه شأن الأدب في كل أمَّة، وخاصة - من ناحية المضمون الفكري -
كان فيه
الوضيءُ والوضيع؛
كان فيه الغَزَل الفاحش، كما كان فيه الغَزَل العفيف،
وكان فيه الهجاء المُقذِع، كما كان فيه التغنِّي بالمناقب والخِصال الإنسانية العليا،
وكان فيه مِن الأوصاف ما هو مُوغِلٌ في الكذب، كما كان فيه ما يتدفَّقُ بالصِّدق

قوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ *
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ( سورة الشعراء: ألأية 224 - 227 ).

وقد نزلت الآياتُ الثلاث الأولى: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾

ابتداءً، وفيها حُكم عام صارم على الشعراء،

فبكى الشاعرُ المُسلم عبدُالله بن رواحة، فنزلت الآيةُ الأخيرة (227) تستثني مِن هذا الحُكم ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.).

فالشِّعر لم يحرِّمه الإسلامُ على إطلاقه،
فالإسلام لم يُوقِفْ تدفق الطاقة الشِّعرية عند الشعراء كما اعتقد البعض،
ولكن نهيه كان منصبًّا على الشِّعر الفاحش
الذي يخرُجُ على قواعد الدِّينِ والخُلُق،
فمدارُ التحريم والتحليل هنا
هو المضمونُ الفِكري للشِّعر، لا فن الشِّعر ذاته،
فإذا تضمن معنًى خبيثًا يُسيء إلى الناس أو الدِّين فهو حرامٌ ،
وإلا فهو من قَبيل المباح الذي لا حُرمةَ فيه،

نستدلَّ ـ بما يُنسَب إلي الرسول ألأمين صلى الله عليه وسلم
من أحاديثَ تمجِّدُ بعض الشِّعر وتعظِّمه؛ من ذلك
قولُه: ((إن من الشِّعر لحكمةً))
طلبه من حَسَّانَ أن يكون لسانَ المسلمين الناطقَ
طلبه من حسان بالردعلى كفار قريش
وكان يُشجِّعه ويثني عليه،
و يُشجِّع عبدَالله بن رواحةَ، ويدعو له

من شعر حسان عندما طلب منه قريش هجاء الرسول
فلما رأى حسان النبي -عليه الصلاة والسلام
وقد أشرق بطلعته البهية وأنواره السنية ،
قذف الله عز وجل النور في قلب حسان ..فانشرح صدره
فأجابهم بقوله :

لمــا رأيت أنــواره سطعت
.....وضـعت من خيفتي كفي على بصري

خوفا على بصري من حسن صورتـه
...........فلست أنظره،،إلا على قــدري

روح من النور في جسم من القمر
.......... كحلية نسجت من الأنجم الزهر

وأنشد مادحاً الرسول : ــ

شَـقَّ لَـهُ مِـنِ إِسـمِهِ كَي يُجِلَّهُ
...... فَـذو الـعَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ

نَـبِـيٌّ أَتـانـا بَـعـدَ يَأسٍ وَ فَترَةٍ
.....مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ

فَـأَمـسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً
........يَـلـوحُ كَـما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ

وَ أَنـذَرَنـا نـاراً وَبَـشَّـرَ جَـنَّةً
.........وَعَـلَّـمَـنـا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ

وَأَنـتَ إِلَـهَ الـحَـقِّ رَبّي وَخالِقي
......بِـذَلِـكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أشهَدُ

تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا
.......سِـواكَ إِلَـهـاً أَنـتَ أَعلى وَأَمجَدُ

لَـكَ الـخَلقُ وَالنَعماءُ وَالأَمرُ كُلُّهُ
.........فَـإِيّـاكَ نَـسـتَـهدي وَإِيّاكَ نَعبُدُ

لِأَنَّ ثَـوابَ الـلَـهِ كُـلَّ مُـوَحِّـدٍ
.....جِـنـانٌ مِـنَ الفِردَوسِ فيها يُخَلَّدُ

دمتم بخير والسلام عيكم ورحمة الله وبركات

http://store1.up-00.com/2015-06/1435604208421.gif (http://www.up-00.com/)

إرتقاء

فرح صالحي
01-07-2015, 01:58 AM
جزاك الله الخير العميم ومتعك بدوام الصحة والعافية وزادك من علمه الغزير
:abc_152:

أبو يوسف
01-07-2015, 06:25 PM
جزاك الله خيرا استاذتنا الفاضلة إرتقـــــــــــــــــــــ ـــــاء

من العادات الحسنة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي قرى الضيف وهو إطعامه، وهو من الكرم الذي يحمد صاحبه عليه ، ويحمد له ويثنى به عليه فجاء الإسلام بتقريره وتأكيده إذ قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ).
وإني لعبد الضيف ما دام نازلا = وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا

ارتقاء
01-07-2015, 10:24 PM
جزاك الله الخير العميم ومتعك بدوام الصحة والعافية وزادك من علمه الغزير
:abc_152:

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيكم وبكم أخونا الفاضل أستاذ فرح صالحي وجزاكم كل خير

والبسكم ثوب الصحة والعافية إنْ شاء الله

تقيم الموضوع بحضوركم يشرفني ودعواتكم الطيبة يسعدني

شكري وتقديري وجميل تحياتي

http://store2.up-00.com/2015-07/1435777938341.jpg (http://www.up-00.com/)

أختكم إرتقاء

ارتقاء
01-07-2015, 10:35 PM
جزاك الله خيرا استاذتنا الفاضلة إرتقـــــــــــــــــــــ ـــــاء

من العادات الحسنة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي قرى الضيف وهو إطعامه، وهو من الكرم الذي يحمد صاحبه عليه ، ويحمد له ويثنى به عليه فجاء الإسلام بتقريره وتأكيده إذ قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ).
وإني لعبد الضيف ما دام نازلا = وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيكم وبكم أستاذي الفاضل أستاذ فيصال وجزاكم خيرا وعافية إنْ شاء الله

قرانا كرم حضوركم وتعليقكم الشهي

عطر تحياتي وشكري وتقديري

دمت كريما وافر العطاء

http://store2.up-00.com/2015-07/1435777938473.jpg (http://www.up-00.com/)

إرتقاء

abohmam
03-07-2015, 11:52 PM
جزاك الله خيرا اختنا ارتقاء

بارك الله فيك وفى جهودك النافعة