المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشخصية القلقة ( الوسواسية ) للبروفيسور طارق الحبيب


ذوالجناح
08-06-2009, 08:28 PM
:salam:


الشخصية القلقة ( الوسواسية )

يختلف هذا النوع من الشخصيات في طبعه عن غيره من الناس بأنه مغرم بالتنظيم والترتيب ، يعشق الدقة ويتضايق أيما تضايق حينما يختلف ترتيب الأشياء أو عندما تجرى الأمور على غير عادتها.

هو حساس إلى درجة كبيرة من أمور لا يتحسس منها الناس في العادة. ويهتم كثيراً بشكل مقلق بتفاصيل الأمور ودقائقها ويحرص جداً على اتباع روتين النظام مما قد يؤثر سلباً في تطبيق روح ذلك النظام. كما لا تسمح له نفسه بالتخلص من الأوراق غير المهمة كالفواتير القديمة فتجده يقوم بترتيبها وفهرستها وحفظها لربما احتاج إليها بعد حين !!

هو مثالي لدرجة ربما أعاق إكمال أي مشروع يبدؤه بسبب تلك المثالية المقيدة لروح العمل من حيث تريد له النقاء والرقي كما تظن.

يشعر أن الأمور يجب أن تقف لأنها تسير بلا ضوابط وعلى غير هدى فالانضباط في حس تلك الشخصية هو التطبيق الأعمى للقواعد وأنظمة ذلك المشروع.

هذا النوع من الشخصيات تتجه للعمل والإنتاجية دون اعتبار لحاجة الإنسان للمتعة والراحة. كما لا يهتم هؤلاء لظروفهم وحاجاتهم الحياتية فاتباع القواعد والثوابت والأنظمة هو الهدف المنشود ولاشيء سواه.

كما تجدهم أيضاً لا يعتدّون لصداقاتهم ولا لذويهم إن اختلفت حاجات أولئك مع روتينهم المعتاد فلا استعداد للتنازل أو تقديم المرونة التي تتطلبها ظروف الحياة.

ضمائرهم حية لدرجة مقلقة تجعلك تشعر أن ذلك ليس تقوى أو أمانة بمقدار ما هو طبع جبلي نظراً لما يصاحب ذلك الضمير من قلق وانزعاج.

مشغول بشكل مبالغ فيه بالمبادئ والقيم والأخلاقيات والمثاليات وقد يخاصم الناس إن رأى منهم مجرد خطأ يسير لا يستدعي عادة ذلك الانفعال وتلك الخصومة. ومن أجل أن يبرر ذلك الانفعال تجده يبالغ في الاستشهاد بالنصوص الشرعية والآثار والأشعار لكنه استشهاد حرفي لا يعتبر متغيرات الزمان والمكان والأحداث والأشخاص من حوله.

يتردد كثيراً في توزيع المهمات على من حوله ما لم يتيقن أنهم سيؤدونها تماماً بكل دقة، ويظل يتابعهم بشكل مزعج ربما يمنعهم من مواصلة إنجازها. كما أنه عنيد في رأيه ولا يقبل رأي الآخر نظراً لانعدام المرونة في ذاته.

في الغالب حريص على حفظ المال أكثر مما يجب، ويسعى إلى ادخاره بشكل مبالغ فيه تحسباً لأي طوارئ مستقبلية.

تجده مزعجاُ بسماته تلك لمن هم تحت مسئوليته من أبنائه وموظفيه إلا أنه ممتع لمديره نظراً لدرجة الدقة والانضباط والتقيد بالأنظمة لديه.

كما أن فيهم الطابع الرسمي في التعامل حتى مع معارفهم وذويهم وترى ذلك أيضاً في مشاعرهم وأحاسيسهم حيث لا دفء في المشاعر. وتنقصهم التلقائية، ويغلب عليهم طابع الجدية وعلى حواراتهم التفصيل الممل.

هذا الصنف من الناس يتحملون ساعات العمل الطويلة شرط أن لا تكثر فيها المقاطعات أو أمور مستجدة على روتينهم المعتاد. كما يتصفون بمحدودية المهارات في التواصل مع الآخرين ، ويصرون على وجوب توافق الآخرين مع طباعهم وحاجاتهم النفسية، فهم يقلقون أيما قلق عند حدوث أي أمر ربما يؤثر على حياتهم أو برنامجهم اليومي.

علاوة على ذلك فإن لديهم الاستعداد لإسعاد من يرونهم أقوى منهم في طباعهم ويتعاملون مع رغبات أولئك وكأنها واجبات وأوامر. كما أن فيهم الخوف من الوقوع في الخطأ وهذا ما يفسر طبع التردد لديهم وضعف القدرة على اتخاذ القرار.

أما حياتهم الزوجية والمهنية فمستقرة إلا أنها غير مسترخية بشكل عام، كما أن صداقاتهم محدودة.

مدى الانتشار

ليس ذلك معلوماً على وجه الدقة إلا أنه لدى الرجال أكثر من النساء، وينتشر هذا الاضطراب أكثر لدى أقارب من يعانون من ذات الاضطراب وممن نشؤوا في بيئات فيها المبالغة في التربية على الانضباط وانعدام التعبير عن الرأي وعدم المرونة أو التسامح في التعامل مع الخطأ.

مسار ومآل المرض

ليس من السهل تحديد ذلك . وقد تحدث لدى أولئك الأشخاص بعض الوساوس القهرية من وقت لآخر ، كما قد ينتابهم نوبات من الاكتئاب.

كما قد ينقلب بعض المراهقين ممن يتسمون بسمات هذه الشخصية إلى أشخاص منفتحين مرنين وذوي مشاعر دافئة.

العـــــــــــلاج

يكون الفرد من أولئك عادة مستبصراً بعيوب شخصيته وينشد الخلاص من تلك السمات.

ورغم إمكانية التحسن في هذه السمات إلا أن رحلة العلاج طويلة والتي تشمل العلاج الجماعي والفردي والسلوكي ومهارات التكيف مع الضغوط.

إضافة لذلك فهناك عقاقير دوائية يمكن استخدامها إلا أن تأثيرها في نظري مؤقت إن لما يصاحبها برامج علاج نفسية.

المقالة للشيخ : طارق بن علي الحبيب الأستاذ المشارك و رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بالرياض

نقلا عن موقعه جزاه الله خيرا (http://www.prof-alhabeeb.com/)

abohmam
08-06-2009, 10:18 PM
بارك الله فيك أخى ذا الجناح

مقال قيم ومعلومات مفيدة جزيت خيرا

أبو يوسف
09-06-2009, 08:47 PM
بدأت بقراءة الموضوع فوجدته يتحدث عن شخصيتي بكل تفاصيلها إلا بند غير موجود عندي وهو :-

كما تجدهم أيضاً لا يعتدّون لصداقاتهم ولا لذويهم إن اختلفت حاجات أولئك مع روتينهم المعتاد فلا استعداد للتنازل أو تقديم المرونة التي تتطلبها ظروف الحياة.

هناك مرونة أكثر من المعتاد مع الأصدقاء ومع العائلة وممكن كسر الروتين عندما يتعلق الأمر بصديق أو بأحد افراد العائلة ..

أنا لا اظن أن هذا مرضا ؛ بل هو عين الصواب فالله خلق الكون بنظام وكل ما في الكون يسير وفق نظام معين ؛ والمسلم هو المنظم في حياته ؛ وكل حياة المسلم نظام فالصلاة نظام وفي وقتها وقس على ذلك باقي العبادات ...

وباقي ما تفضلت به يذكرني بقول المتنبي : -

وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت من مرادها الأجسام



أجزل الشكر لك اخي الكريم على هذا البحث الموجز


.

ذوالجناح
09-06-2009, 09:39 PM
حياك الله أخي أبايوسف

هل لي أن أطلب منك أن تعود لقراءة الموضوع مرة أخرى بتأن وروية ؟!
فالذي شجعني على نشره بعد قراءته أحد معارفي الذي وردتني منه 23 مكالمة هاتفية في يومين ! لأني وعدته بمساعدة في أمر ما وهكذا ظل يتصل ليتأكد من اني سأساعده وأنجز ما وعدته به ولك أن تعجب من هذا الشخص الذي يتحدث المقال عن أمثاله .
وشخص آخر يظل يردد الكلام والتوجيهات لأبنائه حين يرسلهم حتى ينسيهم ويربكهم بكثرة ترديده للكلام .
وشخص آخر ابتلاني الله به مقيم خارج الوطن وحين يريد مني القيام بعمل نيابة عنه فإنه يلاحق الاتصالات ويحفظني الكلام الذي سأقوله والخطوات التي أمشي عليها .
وأشخاص آخرون يترددون في اتخاذ قرارات روتينية خوفا من غضب مديريهم .
وأيضا أشخاص آخرون حين يتولون إدارة مهمة ما فإنهم لا يعيرون العمال أي اهتمام ويوجهون لهم السب والشتم ويضغطون عليهم في العمل لدرجة يهرب بعض العمال من العمل بسببها .
هذه أصناف قابلتها في حياتي والمقال يتحدث عنها . فهل تتصف بهذه الصفات ؟ لا أظن ذلك .
أما النظام الذي تحدثت عنه وهو محمود ممدوح فلو رجعت إلى المقال مرة أخرى لوجدته يتحدث عن نوع آخر من الالتزام والنظام لدى أولئك الموسوسين .
تحياتي لك ولكل من قرأ أو عقب .

أبو يوسف
10-06-2009, 07:41 PM
أجزل الشكر لك اخي الكريم للتعقيب ولكن للأسف اعدت قراءته ووجدته ينطبق عليّ في معظمه ؛ ولكن ليس لدرجة الوسواس أو توبيخ العمال فتوبيخ العمال ليس من المثالية حتى ولو أخطأوا ..

.

.