ارتقاء
29-01-2017, 04:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس الخوف أن يحرمك الله وأنت تطيعه ، إنّما الخوف أن يعطيك الله وأنت تعصيه .
يقول الكاتب :
دخلتُ لمقهى في البندقية بإيطاليا،، وطلبت كوباً من القهوة وقطعة كيك.
تنقلت بينهما ما بين مرتشف وقاضمٍ متأملاً في الهدوء الذي عج به المكان ،
فلا يقطعه إلا قرع الجرس المعلق على الباب وهو يُعلن عن دخول أحدهم أو خروج إحداهن .
ومع وصولي لنصف كوب القهوة، دخل أحدهم للمكان وسحب مقعداً بجوار طاولتي
فسارعه الموظف بعد قليل من جلوسه فقال له الزبون: ــ
لو سمحت،، أحضر لي كوباً من القهوة، وكوباً آخر على الحائط .
اندهشت من طلبه،، وتساءلت بيني وبين نفسي عن قصده ب (كوب قهوة على الحائط)،،
ولم أجد غير الانتظار والترقب لهذا المشهد .
وبعد لحظات جاء الموظف وفي يده كوب قهوة واحد فقط ،، قدمه لجاري،،
ثم أخرج ورقة صغيرة وكتب عليها (كوب قهوة) وتحرك نحو الحائط وألصقها عليه وانصرف
تاركاً على رأسي صف من علامات الاستفهام والتعجب .
بعدها بدقائق معدودة دخل ثلاثه وكرروا ذات المشهد بأن طلبوا ثلاثة أكواب قهوة وزادوا عليها بكوبين على الحائط،،
فلم يكن من الموظف إلا أن أحضر لهم الثلاثة أكواب،،
ومن ثم ألصق ورقتين على ذات الحائط بعد أن كتب على كل واحده عبارة (كوب قهوة)،،
أحسست وقتها برغبة عارمة في الصراخ بكل أسئلة الاستفسار،،
إلا أني تذكرت أني في قارة (كل في حاله) ولست في بلد تتساوى فيه عبارة (السلام عليكم) في طرحها على الاخر .
وما هي إلا دقائق حتى دخل زبون آخر رث الملبس إلى حدٍ ما،، فجلس بالجوار فأتاه الموظف فقال له الزبون بهدوء :ــ
كوب قهوة من على الحائط.
فذهب الموظف ومن ثم عاد بكوب قهوة ووضعه على طاولة الزبون،،
ومن ثم اتجه صوب الحائط وانتزع إحدى الأوراق الملصقة عليه،،
وهنا ألفكرة قد وصلت ..... ،
ويالدماثة خلق صاحبها!!!
إنه التكافل الإجتماعي !
وبطريقة جداً مهذبه ومحترمة ومكتظة بالذوق،، نعم بالذوق ورقي الخلق .
طريقه تضمن لمن ليس لديه ثمن كوب قهوة من الفقراء أن يطلبها
دون حرجٍ وبهدوء لا يخدش كبرياءه ولا يبعثر كرامته،،
وفي الوقت ذاته تعطي للمقتدر فرصة التصدق بثمن كوب قهوة
دون التأثر ببؤس نظرات الفقير والمحتاج،،
يا ترى ؟؟
كم من حائط في مطاعمنا ومقاصف مدارسنا في حاجة لتفعيل هذه الفكرة الرائعة
ذات الجوهر الإسلامي العتيق والحلول الأوربية المعاصرة ؟
أليس مجتمعنا الاسلامي بشرائعه مجتمع طامح للخيروالعطاء ..؟؟
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_17148569751994482.jpg (http://up.arabseyes.com/) العاب (http://games.arabseyes.com)
إرتقاء
ليس الخوف أن يحرمك الله وأنت تطيعه ، إنّما الخوف أن يعطيك الله وأنت تعصيه .
يقول الكاتب :
دخلتُ لمقهى في البندقية بإيطاليا،، وطلبت كوباً من القهوة وقطعة كيك.
تنقلت بينهما ما بين مرتشف وقاضمٍ متأملاً في الهدوء الذي عج به المكان ،
فلا يقطعه إلا قرع الجرس المعلق على الباب وهو يُعلن عن دخول أحدهم أو خروج إحداهن .
ومع وصولي لنصف كوب القهوة، دخل أحدهم للمكان وسحب مقعداً بجوار طاولتي
فسارعه الموظف بعد قليل من جلوسه فقال له الزبون: ــ
لو سمحت،، أحضر لي كوباً من القهوة، وكوباً آخر على الحائط .
اندهشت من طلبه،، وتساءلت بيني وبين نفسي عن قصده ب (كوب قهوة على الحائط)،،
ولم أجد غير الانتظار والترقب لهذا المشهد .
وبعد لحظات جاء الموظف وفي يده كوب قهوة واحد فقط ،، قدمه لجاري،،
ثم أخرج ورقة صغيرة وكتب عليها (كوب قهوة) وتحرك نحو الحائط وألصقها عليه وانصرف
تاركاً على رأسي صف من علامات الاستفهام والتعجب .
بعدها بدقائق معدودة دخل ثلاثه وكرروا ذات المشهد بأن طلبوا ثلاثة أكواب قهوة وزادوا عليها بكوبين على الحائط،،
فلم يكن من الموظف إلا أن أحضر لهم الثلاثة أكواب،،
ومن ثم ألصق ورقتين على ذات الحائط بعد أن كتب على كل واحده عبارة (كوب قهوة)،،
أحسست وقتها برغبة عارمة في الصراخ بكل أسئلة الاستفسار،،
إلا أني تذكرت أني في قارة (كل في حاله) ولست في بلد تتساوى فيه عبارة (السلام عليكم) في طرحها على الاخر .
وما هي إلا دقائق حتى دخل زبون آخر رث الملبس إلى حدٍ ما،، فجلس بالجوار فأتاه الموظف فقال له الزبون بهدوء :ــ
كوب قهوة من على الحائط.
فذهب الموظف ومن ثم عاد بكوب قهوة ووضعه على طاولة الزبون،،
ومن ثم اتجه صوب الحائط وانتزع إحدى الأوراق الملصقة عليه،،
وهنا ألفكرة قد وصلت ..... ،
ويالدماثة خلق صاحبها!!!
إنه التكافل الإجتماعي !
وبطريقة جداً مهذبه ومحترمة ومكتظة بالذوق،، نعم بالذوق ورقي الخلق .
طريقه تضمن لمن ليس لديه ثمن كوب قهوة من الفقراء أن يطلبها
دون حرجٍ وبهدوء لا يخدش كبرياءه ولا يبعثر كرامته،،
وفي الوقت ذاته تعطي للمقتدر فرصة التصدق بثمن كوب قهوة
دون التأثر ببؤس نظرات الفقير والمحتاج،،
يا ترى ؟؟
كم من حائط في مطاعمنا ومقاصف مدارسنا في حاجة لتفعيل هذه الفكرة الرائعة
ذات الجوهر الإسلامي العتيق والحلول الأوربية المعاصرة ؟
أليس مجتمعنا الاسلامي بشرائعه مجتمع طامح للخيروالعطاء ..؟؟
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_17148569751994482.jpg (http://up.arabseyes.com/) العاب (http://games.arabseyes.com)
إرتقاء