المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التصريح بالنية وبدع المنتديات الجديدة !!!


abohmam
18-06-2007, 01:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أكتب لكم هذا الموضوع وهو ليس ردا على موضوع بعينه ولكن هو عرض لبعض الأدلة عن البدع وخطرها والمثال الذى تم وضعه على ميزان البدعة هو ( التصريح بالنية وتجديدها ووضع ذلك فى مشاركة)
ولكن نستطيع أن نزن الكثير من الأعمال التى يفتعلها بعضنا دون اللجوء إلى أهل العلم أو معرفة ميزان السنة لنتعرف هل هذا العمل مشروعا وسنحصل عليه الأجر والثواب أم أنه إستحسان فى الدين وإبتداع .

ولأن الأمر هام وجد خطير فلابد لنا من التقديم ،

فقد كثرت المشاركات التى تتناولها المنتديات مثل (سجل حضورك بالصلاة على رسول صلى الله عليه وسلم) وكذلك مشاركة بعنوان (سجل دخولك المنتدى بذكر الله) ومنهم من زاد (سجل دخولك وخروجك بذكر الله ) وإبتدع احدهم ايضا مشاركة بعنوان ( تعالوا نختم القرآن فى المنتدى ) وكل عضو يدخل ينقل آية ويخرج ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولا يعرف هؤلاء المساكين أنهم إذا وضعوا مشاركة لأهل العلم بها من العلم النافع من آيات بينات وأحاديث صحيحة ينتفع بها كل من يقرأها سوف يقوم كل من يقرأ بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله أكثر من مرة والتى حددوا بها مشاركاتهم ........

وقد كتبت ردا على أحد هذه المشاركات فى هذا الرابط

و صدق من قال من السلف : "ما أُحدثت بدعة إلا و أُميتت سنةٌ"


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ... فهجرته إلى ما هاجر إليه"

هذا الحديث الشريف قال عنه السلف الصالح هو بمثابة ثلث العلم ،وقد وجه السلف كون الحديث ثلث العلم بأن كسب العبد يقع بقلبه ولسانه وجوارحه.

فالنية أحد أقسامها الثلاثة وأرجحها. وهناك أدلة أخرى تأكد ذلك: "نية المؤمن خير من عمله"
وفى حديث غزو الكعبة: "ثم يبعثون على نياتهم".
وحديث : "لاهجرة بعد الفتح إلا جهاد ونية"
وحديث: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"
وحديث: "رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته"
وحديث: "من غزا لا ينوي إلا عقالا فله ما نوى"

وقوله صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال بالنيات" يفيد الحصر عند المحققين فمعناه. كل عمل بنية، فلا عمل إلا بنية.

والنية - معناها فى اللغة - القصد، أي عزيمة القلب، أو انبعاث القلب نحو ما يريده العبد من جلب نفع أو دفع مضرة.

والقرآن الكريم يؤكد أهمية النية في العمل مثل قول الله عز وجل : {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً}،
وفي قوله أيضا : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ}.

لعل البعض يتساءل لماذا هذه الإعادة وقد عرضنا هذه الأدلة من قبل فى مشاركة سابقة عن النية وتعريفها وأحكامها ، وبدعية التلفظ بها عند القيام بالعبادات .
أقول بلى قد ذكرت بعضا من هذا التفصيل من قبل ولكن فقط للتذكير بأن تصحيح النية عبادة لله عز وجل تأخذ أحكام العبادات ، وليس كما قيل أنه يجب علينا التفريق بين ماجاء به الشرع على انه عبادة وعلى ماقد يستحسنه أحدنا ظنا منه أنه عمل جيد مادام لم يأت به النص العبادة !!!

وأنا أتساءل هل فى حياة المسلم أعمال يقوم بها لايريد بها التقرب إلى الله ولايستصحب معها النية بعد عرض أهمية النية بالنسبة للأعمال؟
أترك لكن الإجابة ...............

نلاحظ هذا جليا عندما ارشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن للرجل أجر إذا وضع اللقمة فى فم أهله
مع العلم أن الإنفاق على الزوجة واجب ولكن الأجر على النية التى فعل من اجلها ذلك من تلطف أو مداعبة ، فحصل على الأجر لنيته فى ذلك ، وليس لأنه أطعمها والأمثلة كثيرة.

بعد التأكد من كون النية وإصلاح النية عبادة من العبادات فلماذا لا نذهب إلى القاعدة العظيمة التى أصلها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم فى قوله :" كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد "

وهذا هو الميزان الذى يجب وزن أى عمل أو قول نريد به التقرب إلى الله عليه !!!

ونبدا فى النظر إلى هذا العمل ونرده إلى القواعد الشرعية:

هل النية وإصلاح النية عبادة ؟
الجواب نعم بنص الأحاديث لأنها تقريب من الله

هل إصلاح النية من أعمال القلب أم اللسان ؟
الجواب بل من أعمال القلب والتى لايطلع عليها إلا الله عز وجل والدليل قوله تعالى {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً}.

هل العبادات توقيفية ؟
الجواب نعم ، لاعبادة إلا بنص ولا نتقرب إلى الله إلا بما دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.

والآن ننتقل إلى المرحلة التالية ونتساءل

هل نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( فعلا أو قولا أو تقريرا ) أنه أوصى بالإعلان عن تجديد النية ؟
الجواب لا

هل فعل ذلك الصحابة الكرام والتابعين وتابعيهم أو نقل عن أحدهم؟
الجواب لا

هل نرى أن هذا الأمر حسنا ؟ وسوف يقربنا إلى الله ؟
نعم يراه البعض كذلك ، وربما يكون تذكره ودعوة إلى الخير.
وأقول لمن يرى مثل هذه الأعمال حسنة بالرغم من أنه لم يأت بها نص ولا نقل ولا فعل ، إن هذا إستحسان فى الدين وقد قيل " من إستحسن فى الدين فقد شَرع " وهذا القول منسوب للشافعى رحمه الله.

هل كان هناك حاجة وقت الرسول صلى الله عليه وسلم لفعل ذلك ؟
الجواب نعم
وقد أتى أكثر من حديث واشهرها فى حديث مسلم حديث حنظلة عندما قال نافق حنظلة ، نافق حنظلة " ولم يقل له الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن عن تجديد نيتك بين إخوانك

هل كان يستطيع الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك أو الإرشاد به أم لا؟
الجواب نعم يستطيع

هل لنا أن نستدرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الشريعة ونستحسن أمور تقربنا إلى الله ؟
الجواب لا
لأن هذا إتهام بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قصر فى تبليغ الرسالة أو كان هناك من خير لم يدلنا عليه
وقد قال عز من قائل : " ياأيها الرسول بلغ ماأنزل عليك من ربك فأن لم تفعل فما بلغت رسالته "

وأنا أشهد وأشهدكم جميعا بأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " ماتركت من خير يقربكم من الله ويباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه " السلسلة الصحيحة 1803
فلماذا الزيادة فى الدين وإستحسان مالم يأت به الأمين ، ولنتذكر " فوربك لنسالنهم أجمعين" !!!

وبعد هذا البحث المتواضع تعرفنا على أن هذا الفعل مادام يراد به التقرب إلى الله ولم يفعله رسولنا ولا الصحابة ولا السلف الصالح فهو بدعة !!!

وقد نقل عن ابن مسعود رضى الله عنه : "الإقتصاد فى السنة خير من الإجتهاد فى البدعة "
وقد قال الإمام الشاطبي رحمه الله : " كل بدعة مهما كانت صغيرة فهي ضلالة "
وقال بعض السلف : "ما أُحدثت بدعة إلا و أُميتت سنةٌ"

ولا يفوتنى أن نعرض البديل :

وهو تعليم الأعضاء قدر النية وأهميتها وأنها من اعمال القلوب التى يجب أن يحرص الإنسان على سلامتها وتجريدها لله عز وجل وعدم إطلاع أحد عليها خشية أن تفسد أو يشوبها شئ من الرياء والسمعة فلا نحصل من عملنا إلا ضياع الوقت والمشقة وكيف لا وقد قال الله عز وجل : " قل هل ننبأكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون "
ولا مانع من ذكر بعض الأعمال الصالحة التى يجب أن يسطصحب الإنسان النية عند القيام بها إبتغاء الأجر والثواب من الله عز وجل
ولنتذكر قول رسولنا صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر كأجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا " أو كما قال صلى الله عليه وسلم

أسأل الله تعالى أن يعصمنا من الإستحسان فى الدين أو الزيادة والنقصان عما أتى به الأمين

أعتذر للإطالة وإن شاء الله نكمل البحث فى الرد على التعليقات إذا كان هناك سؤال أو إستفسار أو شبهات.

سفيرة الاسلام
22-07-2008, 05:54 AM
جزاك الله خيرا

أبو يوسف
17-02-2009, 01:13 PM
جزاك الله خيرا أخي

أبو همام

وبارك الله فيك



.