أبوعرفات
09-02-2021, 11:46 PM
إخوتي الكرام، لقاءنا عنوانه “الوقاية خير من العلاج” وأول من قال هذه الجملة هو العالم المسلم ابن سينا عندما ألف في الطب، وكتبه في الطب كثيرة.
والطب علم يبحث في أصل الداء وأسبابه وعلاجه.
معنى الوقاية خير من العلاج
معنى الوقاية خير من العلاج هو الحفاظ على الصحة، والشرائع السماوية كلها جاءت بالحفاظ على الصحة نظراً لأن الصحة من أعظم نعم الله تبارك وتعالى.
وفي صحيح الإمام البخاري من قول النبي ï·؛: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ). (صحيح البخاري:6412)
كذلك في السنن من قول النبي ï·؛: (اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حَياتَك قبلَ موتِك، وصِحَّتَك قبلَ سَقَمِك). (صحيح الجامع:1077)
فالصحة مطلب عزيز، لأنه لا علم إلا بصحة، ولا عمل إلا بصحة، ولا جهاد إلا بصحة، فالصحة أساس كل شيء.
لذلك الحرص على الصحة مطلب سامٍ في هذه الشريعة الغراء.
والنبي ï·؛ قال: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ). (صحيح مسلم:2664)
كذلك أمرنا النبي ï·؛ أن ندعوا الله تعالى بالعافية (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخرةِ). (صحيح الأدب المفرد:912)
لذلك جملة “الوقاية خير من العلاج (https://aboarafat.com/%d8%ae%d8%b7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9/%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a7%d8%ac/)” جملة لها أصل في شريعتنا الغراء، للحفاظ على الصحة نقول “الوقاية خير من العلاج”.
وللوقاية أساليب كثيرة جاءت في شريعتنا الغراء.
كيفية الوقاية من الأمراض
النظافة
من طرق الوقاية من الأمراض الحض على النظافة.
والله تعالى مدح المتطهرين فقال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ). (سورة البقرة:222)
وفي السنة النبوية أن النبي ï·؛ قال: (طَهِّرُوا أفْنِيَتَكُمْ، فإِنَّ اليهودَ لا تُطَهِّرُ أفنِيَتَها). (صحيح الجامع:3935)
والفناء إن كان للدار أو إن كان للمسجد أو إن كان للحارة أو الشارع، فطهارة الأفنية نظافة، لأنها مكمن الأمراض كلها.
كذلك قال النبي ï·؛: (إذا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ، فلا يَغْمِسْ يَدَهُ في الإناءِ حتَّى يَغْسِلَها ثَلاثًا؛ فإنَّه لا يَدْرِي أيْنَ باتَتْ يَدُهُ). (صحيح مسلم:278)
وقد أمر النبي ï·؛ بالوضوء إلى الصلاة كما جاء في القرآن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ). (سورة المائدة:6)
ثم حض على استعمال السواك كنظافة وطهارة فقال ï·؛: (لولا أن أشقّ على أمّتِي لأمرتُهم بالسواكِ عند كلّ صلاةٍ). (سنن الترمذي:22)
فهذا أسلوب من أساليب الوقاية.
التحصن بالأذكار
كذلك من طرق الوقاية من الأمراض التحصن بالأذكار، تقي نفسك بالذكر، تقي نفسك الداء وسوء المصيبة بذكر الله تبارك وتعالى.
جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ ï·؛ فقال: يا رسولَ اللهِ ما لقيتُ مِن عقربٍ لدَغَتْني البارحةَ فقال ï·؛: (أمَا إنَّك لو قُلْتَ حينَ أمسَيْتَ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما خلَق لم يضُرَّك). (صحيح ابن حبان:2137)
تتحصن بهذا الذكر، عندما تصبح قل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
إن عقلها صغيرك فعلمها إياه، وإن لم يعقلها فقل: أعيذ نفسي وبيتي وأهلي بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
فإنك إن قلتها اعتقاداً لن يضرك شيء في يومك وإن لدغتك الأفعى أو لسعتك.
كذلك قال النبي ï·؛: (مَنْ قال حِينَ يُمسِي: بِسمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مع اسْمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، وهوَ السميعُ العليمُ، ثلاثَ مرَّاتٍ، لمْ يُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حتى يُصبِحَ، ومَنْ قالَها حِينَ يُصبِحُ ثلاثَ مرَّاتٍ، لمْ يُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حتى يُمسِي). (صحيح الجامع:6426)
إن قلتها في الصباح وقاك الله حتى المساء وإن قلتها في المساء وقاك الله حتى الصباح.
الحمية من الطعام والشراب
كذلك من أساليب الوقاية في الشريعة الوقاية في الأكل والشرب، وحسبك أن تعلم أن هذه الأمة لم تخلق للأكل إنما الأكل عندها وسيلة لمقصد غال وسامٍ.
قال رسول الله ï·؛: (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ حسْبُ الآدميِّ لقيماتٌ يُقِمنَ صلبَهُ فإن غلبتِ الآدميَّ نفسُهُ فثُلُثٌ للطَّعامِ وثلثٌ للشَّرابِ وثلثٌ للنَّفَسِ). (صحيح ابن ماجه:2720)
كذلك هناك أشربة وهناك أطعمة جاء الشرع بالحض عليها.
في صحيح البخاري أن النبي ï·؛ قال: (فِي الحَبَّةِ السَّوْداءِ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ، إلَّا السَّامَ). (صحيح البخاري:5688)
الحبة السوداء استخدمها، لا مانع أن تجعلها في طهيك، إذا طهت زوجتك طعاما اجعل على الطعام الحبة السوداء كبهار، ولا مانع أن تشربها كالشاي.
واجعلها في برنامجك اليومي فهي شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت.
كذلك عند ابن ماجة من قول النبي ï·؛: (عليكُم بالعودِ الهنديِّ يعني به الكُستَ فإنَّ فيه سَبعةَ أشفيةٍ منها ذاتُ الجَنبِ). (صحيح ابن ماجه:2809)
والعود الهندي يسمى بالقسط البحري، وهو متوفر عند العطارين، وهو عبارة عن خشب يستخرج من قاع البحار، وهذا الخشب له فوائد عظيمة ومنها أنه يرفع المناعة.
خذ من عند العطار مقداراً ثم اصحنه ثم إن أردت أن تشربه كالشاي افعل، إن أردت أن تطعمه مع العسل افعل، إن أردت أن تتبخر به افعل، إن أردت أن تجعل منه مخلوطاً بماء وتصبه في أنفيك مثل النقط افعل، لماذا؟ لأن فيه سبعة أشفية.
وأي فيروس هو مرض، فإننا عندنا في الشريعة ما يقينا هذا الداء أو هذا الفيروس، والعلماء اليوم قالوا أن الحبة السوداء والقسط البحري سبيل إلى إذهاب أي فيروس وإن كان حجمه ما كان.
إن استخذته سعوطاً نقطاً في الأنف أو بخوراً شماً أو شرباً فإن هذا يقتل أي فيروس يهاجم بدنك.
الإبتعاد عن السبب المؤدي للمرض
كذلك من طرق الوقاية من الأمراض ترك السبب الذي من خلاله يتوفر الداء.
وفي حديث النبي ï·؛: (يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ! خَمسُ خِصالٍ إذا ابْتُلِيتُم بِهنَّ، وأَعوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لم تَظْهرِ الفاحِشةُ في قومٍ قطُّ حتى يُعلِنُوا بِها؛ إلا فَشَا فِيهمُ الطاعونُ والأَوجاعُ التِي لم تكنْ مَضتْ في أسلافِهم الَّذين مَضَوَا). (صحيح الترغيب:2419)
لم تظهر الفاحشة في قوم قط، الفاحشة هي الزنا لقول الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا غ– إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا). (سورة الإسراء:32)
وفيروس كورونا هذا لم يكن يعلمه جدك الذي سبقك، مسمى جديد اختراع جديد، وهذا من سوء ما فعل العباد.
لم يظهر الزنا في قوم قط أياً كانوا مسلمين أو غير مسلمين حتى يعلنوا بها أي يذيعوا وتشتهر ولم ينكر منكر، إلا فشى فيها الأوجاع والأسقام التي لم تكن مضت في أسلافهم.
فترك السبب سبيل إلى الشفاء، ترك السبب سبيل إلى عودة العافية، ترك السبب أسلوب يتحصن من خلاله الإنسان.
والله تعالى نهانا عن قتل النفس قال: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ غڑ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا). (سورة النساء:29)
بل نهانا عن القرب من موطن الهلكة فقال: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ). (سورة البقرة:195)
حسن التوكل على الله
ثم اعلموا إخوتي الكرام أن من طرق الوقاية من الأمراض حسن التوكل على الله بالإيمان الحق.
في الصحيح أن النبي ï·؛ قال: (لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هامَةَ) فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللَّهِ، فَما بالُ إبِلِي، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟ فقالَ النبي ï·؛: (فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟). (صحيح البخاري:5717)
ومراد النبي ï·؛ من هذا القول أن لا يعتقد الناس أن المرض ينتشر بنفسه إنما ينتشر إذا قدر الله انتشاره، وإذا لم يقدر الله انتشاره تحجم.
فلا تجعل في اعتقادك أن المرض ينتقل بذاته، إنما ينتقل بقدر الله.
لذلك لو توكلت على الله حق التوكل لم يضرك شيء إلا بأمره سبحانه وتعالى.
الحجر الصحي
كذلك من طرق الوقاية من الأمراض الحجر الصحي.
والنبي ï·؛ لما اشتغل على عامل الإعتقاد وقوي عامل الإعتقاد عند الصحابة الكرام قال بعدها: (إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها). (صحيح البخاري:5728)
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه سمع بالطاعون في الشام فلم يأتها، فقالوا لعمر: أتفر من قدر الله؟ فقال قولة متوكل قال: أفر من قدر الله إلى قدر الله.
ما من نفس يخرج من الإنسان إلا بقدر ولا يرجع إلا بقدر، لا يحدث شيء في كون الله إلا بتقدير منه، والله قال: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ). (سورة القمر:49)
لذلك من أساليب الوقاية الحجر الصحي.
والنبي ï·؛ قال في الحديث: (لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ). (صحيح البخاري:5771)
والمعنى أن الممرض صاحب الإبل المراض والمصح صاحب الإبل الصحاح.
كيف وقد قال لا عدوى؟
قال لا عدوى ليبين أن الداء لا ينتقل من نفسه، وقال لا يوردن ممرض على مصح حتى يبين للناس إن هجم المرض لا ينسبوه إلى ذاته إنما ينسبوه إلى من بيده مقاليد كل شيء.
لا يوردن ممرض على مصح أسلوب وقائي، واستخدام الكمامة أسلوب وقائي.
هل هذا ينفي التوكل؟
حاشا وكلا، المريض يلبس الكمامة والصحيح هو وشأنه، إن خاف على نفسه مع حسن الإيمان بالله لا مانع أن يرتدي الكمامة عند الزحام وأحوال شتى.
لذلك هذه أساليب الوقاية في شريعتنا الغراء.
الله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشفي مرضى المسلمين.
مشاهدة الخطبة (https://www.youtube.com/watch?v=6Nt2_3U2avQ)
والطب علم يبحث في أصل الداء وأسبابه وعلاجه.
معنى الوقاية خير من العلاج
معنى الوقاية خير من العلاج هو الحفاظ على الصحة، والشرائع السماوية كلها جاءت بالحفاظ على الصحة نظراً لأن الصحة من أعظم نعم الله تبارك وتعالى.
وفي صحيح الإمام البخاري من قول النبي ï·؛: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ). (صحيح البخاري:6412)
كذلك في السنن من قول النبي ï·؛: (اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حَياتَك قبلَ موتِك، وصِحَّتَك قبلَ سَقَمِك). (صحيح الجامع:1077)
فالصحة مطلب عزيز، لأنه لا علم إلا بصحة، ولا عمل إلا بصحة، ولا جهاد إلا بصحة، فالصحة أساس كل شيء.
لذلك الحرص على الصحة مطلب سامٍ في هذه الشريعة الغراء.
والنبي ï·؛ قال: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ). (صحيح مسلم:2664)
كذلك أمرنا النبي ï·؛ أن ندعوا الله تعالى بالعافية (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخرةِ). (صحيح الأدب المفرد:912)
لذلك جملة “الوقاية خير من العلاج (https://aboarafat.com/%d8%ae%d8%b7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9/%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a7%d8%ac/)” جملة لها أصل في شريعتنا الغراء، للحفاظ على الصحة نقول “الوقاية خير من العلاج”.
وللوقاية أساليب كثيرة جاءت في شريعتنا الغراء.
كيفية الوقاية من الأمراض
النظافة
من طرق الوقاية من الأمراض الحض على النظافة.
والله تعالى مدح المتطهرين فقال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ). (سورة البقرة:222)
وفي السنة النبوية أن النبي ï·؛ قال: (طَهِّرُوا أفْنِيَتَكُمْ، فإِنَّ اليهودَ لا تُطَهِّرُ أفنِيَتَها). (صحيح الجامع:3935)
والفناء إن كان للدار أو إن كان للمسجد أو إن كان للحارة أو الشارع، فطهارة الأفنية نظافة، لأنها مكمن الأمراض كلها.
كذلك قال النبي ï·؛: (إذا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ، فلا يَغْمِسْ يَدَهُ في الإناءِ حتَّى يَغْسِلَها ثَلاثًا؛ فإنَّه لا يَدْرِي أيْنَ باتَتْ يَدُهُ). (صحيح مسلم:278)
وقد أمر النبي ï·؛ بالوضوء إلى الصلاة كما جاء في القرآن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ). (سورة المائدة:6)
ثم حض على استعمال السواك كنظافة وطهارة فقال ï·؛: (لولا أن أشقّ على أمّتِي لأمرتُهم بالسواكِ عند كلّ صلاةٍ). (سنن الترمذي:22)
فهذا أسلوب من أساليب الوقاية.
التحصن بالأذكار
كذلك من طرق الوقاية من الأمراض التحصن بالأذكار، تقي نفسك بالذكر، تقي نفسك الداء وسوء المصيبة بذكر الله تبارك وتعالى.
جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ ï·؛ فقال: يا رسولَ اللهِ ما لقيتُ مِن عقربٍ لدَغَتْني البارحةَ فقال ï·؛: (أمَا إنَّك لو قُلْتَ حينَ أمسَيْتَ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما خلَق لم يضُرَّك). (صحيح ابن حبان:2137)
تتحصن بهذا الذكر، عندما تصبح قل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
إن عقلها صغيرك فعلمها إياه، وإن لم يعقلها فقل: أعيذ نفسي وبيتي وأهلي بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
فإنك إن قلتها اعتقاداً لن يضرك شيء في يومك وإن لدغتك الأفعى أو لسعتك.
كذلك قال النبي ï·؛: (مَنْ قال حِينَ يُمسِي: بِسمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مع اسْمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، وهوَ السميعُ العليمُ، ثلاثَ مرَّاتٍ، لمْ يُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حتى يُصبِحَ، ومَنْ قالَها حِينَ يُصبِحُ ثلاثَ مرَّاتٍ، لمْ يُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حتى يُمسِي). (صحيح الجامع:6426)
إن قلتها في الصباح وقاك الله حتى المساء وإن قلتها في المساء وقاك الله حتى الصباح.
الحمية من الطعام والشراب
كذلك من أساليب الوقاية في الشريعة الوقاية في الأكل والشرب، وحسبك أن تعلم أن هذه الأمة لم تخلق للأكل إنما الأكل عندها وسيلة لمقصد غال وسامٍ.
قال رسول الله ï·؛: (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ حسْبُ الآدميِّ لقيماتٌ يُقِمنَ صلبَهُ فإن غلبتِ الآدميَّ نفسُهُ فثُلُثٌ للطَّعامِ وثلثٌ للشَّرابِ وثلثٌ للنَّفَسِ). (صحيح ابن ماجه:2720)
كذلك هناك أشربة وهناك أطعمة جاء الشرع بالحض عليها.
في صحيح البخاري أن النبي ï·؛ قال: (فِي الحَبَّةِ السَّوْداءِ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ، إلَّا السَّامَ). (صحيح البخاري:5688)
الحبة السوداء استخدمها، لا مانع أن تجعلها في طهيك، إذا طهت زوجتك طعاما اجعل على الطعام الحبة السوداء كبهار، ولا مانع أن تشربها كالشاي.
واجعلها في برنامجك اليومي فهي شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت.
كذلك عند ابن ماجة من قول النبي ï·؛: (عليكُم بالعودِ الهنديِّ يعني به الكُستَ فإنَّ فيه سَبعةَ أشفيةٍ منها ذاتُ الجَنبِ). (صحيح ابن ماجه:2809)
والعود الهندي يسمى بالقسط البحري، وهو متوفر عند العطارين، وهو عبارة عن خشب يستخرج من قاع البحار، وهذا الخشب له فوائد عظيمة ومنها أنه يرفع المناعة.
خذ من عند العطار مقداراً ثم اصحنه ثم إن أردت أن تشربه كالشاي افعل، إن أردت أن تطعمه مع العسل افعل، إن أردت أن تتبخر به افعل، إن أردت أن تجعل منه مخلوطاً بماء وتصبه في أنفيك مثل النقط افعل، لماذا؟ لأن فيه سبعة أشفية.
وأي فيروس هو مرض، فإننا عندنا في الشريعة ما يقينا هذا الداء أو هذا الفيروس، والعلماء اليوم قالوا أن الحبة السوداء والقسط البحري سبيل إلى إذهاب أي فيروس وإن كان حجمه ما كان.
إن استخذته سعوطاً نقطاً في الأنف أو بخوراً شماً أو شرباً فإن هذا يقتل أي فيروس يهاجم بدنك.
الإبتعاد عن السبب المؤدي للمرض
كذلك من طرق الوقاية من الأمراض ترك السبب الذي من خلاله يتوفر الداء.
وفي حديث النبي ï·؛: (يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ! خَمسُ خِصالٍ إذا ابْتُلِيتُم بِهنَّ، وأَعوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لم تَظْهرِ الفاحِشةُ في قومٍ قطُّ حتى يُعلِنُوا بِها؛ إلا فَشَا فِيهمُ الطاعونُ والأَوجاعُ التِي لم تكنْ مَضتْ في أسلافِهم الَّذين مَضَوَا). (صحيح الترغيب:2419)
لم تظهر الفاحشة في قوم قط، الفاحشة هي الزنا لقول الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا غ– إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا). (سورة الإسراء:32)
وفيروس كورونا هذا لم يكن يعلمه جدك الذي سبقك، مسمى جديد اختراع جديد، وهذا من سوء ما فعل العباد.
لم يظهر الزنا في قوم قط أياً كانوا مسلمين أو غير مسلمين حتى يعلنوا بها أي يذيعوا وتشتهر ولم ينكر منكر، إلا فشى فيها الأوجاع والأسقام التي لم تكن مضت في أسلافهم.
فترك السبب سبيل إلى الشفاء، ترك السبب سبيل إلى عودة العافية، ترك السبب أسلوب يتحصن من خلاله الإنسان.
والله تعالى نهانا عن قتل النفس قال: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ غڑ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا). (سورة النساء:29)
بل نهانا عن القرب من موطن الهلكة فقال: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ). (سورة البقرة:195)
حسن التوكل على الله
ثم اعلموا إخوتي الكرام أن من طرق الوقاية من الأمراض حسن التوكل على الله بالإيمان الحق.
في الصحيح أن النبي ï·؛ قال: (لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هامَةَ) فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللَّهِ، فَما بالُ إبِلِي، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟ فقالَ النبي ï·؛: (فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟). (صحيح البخاري:5717)
ومراد النبي ï·؛ من هذا القول أن لا يعتقد الناس أن المرض ينتشر بنفسه إنما ينتشر إذا قدر الله انتشاره، وإذا لم يقدر الله انتشاره تحجم.
فلا تجعل في اعتقادك أن المرض ينتقل بذاته، إنما ينتقل بقدر الله.
لذلك لو توكلت على الله حق التوكل لم يضرك شيء إلا بأمره سبحانه وتعالى.
الحجر الصحي
كذلك من طرق الوقاية من الأمراض الحجر الصحي.
والنبي ï·؛ لما اشتغل على عامل الإعتقاد وقوي عامل الإعتقاد عند الصحابة الكرام قال بعدها: (إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها). (صحيح البخاري:5728)
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه سمع بالطاعون في الشام فلم يأتها، فقالوا لعمر: أتفر من قدر الله؟ فقال قولة متوكل قال: أفر من قدر الله إلى قدر الله.
ما من نفس يخرج من الإنسان إلا بقدر ولا يرجع إلا بقدر، لا يحدث شيء في كون الله إلا بتقدير منه، والله قال: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ). (سورة القمر:49)
لذلك من أساليب الوقاية الحجر الصحي.
والنبي ï·؛ قال في الحديث: (لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ). (صحيح البخاري:5771)
والمعنى أن الممرض صاحب الإبل المراض والمصح صاحب الإبل الصحاح.
كيف وقد قال لا عدوى؟
قال لا عدوى ليبين أن الداء لا ينتقل من نفسه، وقال لا يوردن ممرض على مصح حتى يبين للناس إن هجم المرض لا ينسبوه إلى ذاته إنما ينسبوه إلى من بيده مقاليد كل شيء.
لا يوردن ممرض على مصح أسلوب وقائي، واستخدام الكمامة أسلوب وقائي.
هل هذا ينفي التوكل؟
حاشا وكلا، المريض يلبس الكمامة والصحيح هو وشأنه، إن خاف على نفسه مع حسن الإيمان بالله لا مانع أن يرتدي الكمامة عند الزحام وأحوال شتى.
لذلك هذه أساليب الوقاية في شريعتنا الغراء.
الله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشفي مرضى المسلمين.
مشاهدة الخطبة (https://www.youtube.com/watch?v=6Nt2_3U2avQ)