أبو يوسف
09-08-2009, 04:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زمن الفعل المضارع، وبعض الأحكام الخاصّة
(ياسر محمد مطره جي)
----- ----- -----
الفعل المضارع في التعريف يدلُّ على مجموع أمرينِ: حَدَث (مَعْنَى)، وزَمَن صالح للحال والاستقبال في الأكثر الأعمّ، نحو: يدرسُ زيدٌ الآنَ، فالفعل (يدرسُ) يدلُّ على حدثٍ هو الدّراسة، وزمنٍ هو الحال، ونحو: سوفَ يدرسُ زيدٌ، فالفعل (يدرسُ) يدلُّ على حدثٍ هو الدِّراسة، وزمنٍ هو المستقبل.
ومن علاماتِ المضارعِ أنّه يقبل (السِّين، وسَوْفَ، ولَمْ، ولَنْ) في أوّله، فالفعل "يدرسُ" السَّابق يقبل الأحرف السّابقة كلّها في أوّله.
وما يجهله كثيرٌ من الطّلبة عنِ الفعل المضارع أنَّه لا يدلُّ فقط على الزَّمن الحاضر أو المستقبل وحسب، بل يدلُّ الفعل المضارع كالماضي تماماً على أربعة أزمنة هي:
أ- الزَّمن الماضي: وهو الزّمن الذي فات وانقضى، ولا يدلُّ المضارع على الماضي إلاّ بقرينة:
كأنْ يسبق بواحدِ ممّا يأتي:
لَمْ (الجازمة): كقولهِ تعالى: "لم يلدْ ولم يولَدْ"، فالفعلان "يلد، ويولد" مضارعان في اللّفظ، ماضيان في الزمن.
لمّا (الجازمة): كقولهِ تعالى: "كلاَّ لمَّا يقضِ ما أمرَهُ"، فالفعل "يقضِ" مضارعٌ في اللّفظ، ماضٍ في الزمن.
إذ (الظّرفيّة الزّمانيّة): كقوله تعالى: "إلاّ تنصروه فقد نصره اللهُ إذ أخرجه الّذين كفروا ثانيَ اثنينِ إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنَّ الله معنا..."، فالفعل "يقول" مضارعٌ في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
ربّما: كقولِكَ: "ربّما أَكْرَهُ هذا الأمر، وفيه نفعٌ كبيرٌ لي"، فالفعل "أَكْرَهُ" مضارعٌ في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
وكأن يقعَ المضارع خبراً لـ (كانَ) وأخواتها التّي بصيغة الماضي: كقولكَ: "كانَ زيدٌ يلعبُ عندما صدمتْهُ السّيّارةُ"، فالفعل "يلعبُ" مضارعٌ في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
وكأن يعطف المضارع على الماضي؛ وذلك لوجوب اتّحاد الفعلين المتعاطفين في الزّمان، كقولهِ تعالى: "ففريقاً كذّبتُمْ وفريقاً تقتلونَ"، فالفعل "تقتلونَ" مضارع في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
ب- الزَّمن الحاضر: ويدلُّ المضارع على الحال:
إذا اقترنَ بواحدةٍ من الكلمات الآتية:
الآن: نحو: "يدرسُ زيدٌ الآنَ"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
السّاعةَ: نحو: "يدرسُ زيدٌ السّاعةَ"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
حالاً: نحو: "يدرسُ زيدٌ حالاً"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
آنفاً: نحو: "يدرسُ زيدٌ آنفاً"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
ملحوظة: كلمة (آنفاً): عدَّها النحويّونَ من الألفاظ الّتي تجعلُ المضارع للحال، بوصفها تدلُّ –كما في القاموس- على أقرب زمن سابق يتّصل بالحال، فكأنّها للحال نفسه.
أو إذا وقع خبراً لفعلٍ من أفعال الشّروع: نحو قولكَ: "شرع المطرُ يهطلُ"، فالفعل "يهطلُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
أو إذا نُفِيَ بالفعل (ليس): نحو قولكَ: "ليس يقومُ زيدٌ"، فالفعل "يقومُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
أو إذا دخلت عليه لام الابتداء: نحو قولكَ: "إنَّ هذا الرّجلُ لَيكتبُ جيّداً""، فالفعل "يكتبُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
أو إذا وقع مع مرفوعه جملةً في محلّ نصب حال: نحو قولكَ: "جاء زيدٌ يركضُ"، فالفعل "يركضُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
جـ- الزَّمن المستقبل: وأيضاً يدلُّ الفعل المضارع على الزَّمنِ المستقبلِ:
إذا سُبِقَ بواحدةٍ من الكلمات الآتية:
هل: نحو قولكَ: "هل تذهبُ إلى دمشقَ"، فالفعل "تذهبُ" مضارعٌ في اللّفظ، مستقبلٌ في الزّمن.
أداة شرط (جازمة أو غير جازمة): نحو قولكَ: "إن تدرسْ تنجحْ"، فالفعلان "تدرس، وتنجح" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أداة رجاء: نحو قولكَ: "لعلَّ الغائبَ يحضرُ"، فالفعل "يحضرُ" مضارعٌ في اللّفظ، مستقبلٌ في الزّمن.
حرف نصب (ظاهر أو مقدّر): وقد اجتمعا في قوله تعالى: "لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّونَ"، فالفعلان "تنالوا، وتنفقوا" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
السين، وسوف: كقوله تعالى: "كلاّ سيعلمون"، وقوله جلَّ وعلا: "كلاّ سوف تعلمون"، فالفعلان "يعلمون، وتعلمون" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا اقتضى طلباً: نحو قولِهِ تعالى: "والوالداتُ يُرْضِعْنَ أولادهُنَّ حولَيْنِ كاملَيْنِ"، وقوله عزَّ وجلَّ: "لِينفقْ ذو سعةٍ من سعتِهِ"، فالفعلان "يرضعْنَ، وينفق" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا اقتضى وعداً أو وعيداً: نحو قوله تعالى: "يعذِّبُ مَنْ يشاءُ ويغفرُ لمَنْ يشاءُ"، فالفعلان "يعذِّب، ويغفر" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا صحبته إحدى نوني التّوكيد (الخفيفة أو الثّقيلة): وقد اجتمعتا في قوله تعالى: "ليسجنَنّ وليكونَنْ من الصَّاغرينَ"، فالفعلان "يسجنَنَّ، ويكونَنْ" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
ء- الزَّمن المطلق (الماضي والحاضر والمستقبل): نحو قوله تعالى: "وإنَّا لَنحنُ نحيي ونميتُ"، فالفعلان "نحيي، ونميت" مضارعا اللّفظ، ولكنَّ زمنهما الماضي والحاضر والمستقبل، ومنه قولكَ: "الشّمسُ تشرقُ وتغيبُ"، فالفعلان "تشرق، وتغيب" مضارعا اللّفظ، ولكنَّ زمنهما الماضي والحاضر والمستقبل.
------------
ملحوظة 1- : هناكَ قاعدة تقولُ: إذا اجتمع زمنانِ واحتملا الدّلالة على قريبٍ وبعيدٍ في آنٍ معاً، كانَ الأَوْلَى الأخذ بالقريب، نحو قولِكَ: "زيدٌ يدرسُ"، فالفعلُ "يدرسُ" يحتملُ الدّلالة على الحال وعلى المستقبل؛ لأنّه لا توجد قرينة تمايز بينهما، لذلك فالأولى أن يكونَ دالاً على الحال.
ملحوظة 2- : ورأى كثيرٌ من النّحويّين أنَّ المضارع إذا تجرّدَ عن أيّة قرينة تحدّد له زمناً خاصّاً، وجبَ كون زمنِهِ للحال؛ لأنَّ الماضي عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه الماضي والأمر عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه المستقبل؛ وعليه فمن الأَولى أنْ يختصّ الزمن الحاضر بالمضارع عندما يتجرّد عن القرائن التي تحدّد له زمنه.
ملحوظة 3- : قصرْتُ الدِّراسة فقط على الدلالة الزّمنيّة للمضارع وبعض الأحكام المغيّبة عن ذهن الطالب، أمّا بالنظر إلى علامة إعرابه وبنائه فلا أظنّ أنّها مغيّبة عنه...
ملحوظة 4- : من الخطأ الاعتماد على أحرف (أنيت) علامةً مميّزةً للمضارع في أثناء إعرابه؛ لأنَّ هناك الآلاف من الأفعال الماضية والأمر والأسماء والحروف التي تبدأ بأحد هذه الأحرف..
لذلك فمن الأَولى الاعتماد كما ذكرتُ في بداية البحث على أنّه يقبل (السين + سوف + لم + لن) في أوّله.
ملحوظة 5- : إنَّ أحرف المضارعة الأربعة (أنيت) واجبة الفتح دائماً، نحو:"أَدرسُ، ونَدرسُ، ويَدرسُ، وتَدرسُ"...
1- وقد تأتي مضمومةً في حالتين فقط، هما:
أ- إذا كانَ المضارع من (أَفْعَلَ) الماضي:نحو: "أَكْرَمَ = أُكْرِمُ،ونُكرمُ، ويُكرمُ، وتُكرمُ".
ب- إذا كان المضارع مبنيّاً لما لم يُسمَّ فاعله (للمفعول، أو للمجهول):نحو: "يُضْرَبُ، ويُكْرَمُ".
2-وقد تأتي مكسورةً في حالةٍ واحدةٍ، هي: الفعل المضارع "إِخَالُ" الّذي ماضيه: "خَالَ" بمعنى "ظَنَّ".
***
بقلم: أ. ياسر محمد مطره جي
زمن الفعل المضارع، وبعض الأحكام الخاصّة
(ياسر محمد مطره جي)
----- ----- -----
الفعل المضارع في التعريف يدلُّ على مجموع أمرينِ: حَدَث (مَعْنَى)، وزَمَن صالح للحال والاستقبال في الأكثر الأعمّ، نحو: يدرسُ زيدٌ الآنَ، فالفعل (يدرسُ) يدلُّ على حدثٍ هو الدّراسة، وزمنٍ هو الحال، ونحو: سوفَ يدرسُ زيدٌ، فالفعل (يدرسُ) يدلُّ على حدثٍ هو الدِّراسة، وزمنٍ هو المستقبل.
ومن علاماتِ المضارعِ أنّه يقبل (السِّين، وسَوْفَ، ولَمْ، ولَنْ) في أوّله، فالفعل "يدرسُ" السَّابق يقبل الأحرف السّابقة كلّها في أوّله.
وما يجهله كثيرٌ من الطّلبة عنِ الفعل المضارع أنَّه لا يدلُّ فقط على الزَّمن الحاضر أو المستقبل وحسب، بل يدلُّ الفعل المضارع كالماضي تماماً على أربعة أزمنة هي:
أ- الزَّمن الماضي: وهو الزّمن الذي فات وانقضى، ولا يدلُّ المضارع على الماضي إلاّ بقرينة:
كأنْ يسبق بواحدِ ممّا يأتي:
لَمْ (الجازمة): كقولهِ تعالى: "لم يلدْ ولم يولَدْ"، فالفعلان "يلد، ويولد" مضارعان في اللّفظ، ماضيان في الزمن.
لمّا (الجازمة): كقولهِ تعالى: "كلاَّ لمَّا يقضِ ما أمرَهُ"، فالفعل "يقضِ" مضارعٌ في اللّفظ، ماضٍ في الزمن.
إذ (الظّرفيّة الزّمانيّة): كقوله تعالى: "إلاّ تنصروه فقد نصره اللهُ إذ أخرجه الّذين كفروا ثانيَ اثنينِ إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنَّ الله معنا..."، فالفعل "يقول" مضارعٌ في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
ربّما: كقولِكَ: "ربّما أَكْرَهُ هذا الأمر، وفيه نفعٌ كبيرٌ لي"، فالفعل "أَكْرَهُ" مضارعٌ في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
وكأن يقعَ المضارع خبراً لـ (كانَ) وأخواتها التّي بصيغة الماضي: كقولكَ: "كانَ زيدٌ يلعبُ عندما صدمتْهُ السّيّارةُ"، فالفعل "يلعبُ" مضارعٌ في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
وكأن يعطف المضارع على الماضي؛ وذلك لوجوب اتّحاد الفعلين المتعاطفين في الزّمان، كقولهِ تعالى: "ففريقاً كذّبتُمْ وفريقاً تقتلونَ"، فالفعل "تقتلونَ" مضارع في اللفظ، ماضٍ في الزمن.
ب- الزَّمن الحاضر: ويدلُّ المضارع على الحال:
إذا اقترنَ بواحدةٍ من الكلمات الآتية:
الآن: نحو: "يدرسُ زيدٌ الآنَ"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
السّاعةَ: نحو: "يدرسُ زيدٌ السّاعةَ"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
حالاً: نحو: "يدرسُ زيدٌ حالاً"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
آنفاً: نحو: "يدرسُ زيدٌ آنفاً"، فالفعل "يدرسُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
ملحوظة: كلمة (آنفاً): عدَّها النحويّونَ من الألفاظ الّتي تجعلُ المضارع للحال، بوصفها تدلُّ –كما في القاموس- على أقرب زمن سابق يتّصل بالحال، فكأنّها للحال نفسه.
أو إذا وقع خبراً لفعلٍ من أفعال الشّروع: نحو قولكَ: "شرع المطرُ يهطلُ"، فالفعل "يهطلُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
أو إذا نُفِيَ بالفعل (ليس): نحو قولكَ: "ليس يقومُ زيدٌ"، فالفعل "يقومُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
أو إذا دخلت عليه لام الابتداء: نحو قولكَ: "إنَّ هذا الرّجلُ لَيكتبُ جيّداً""، فالفعل "يكتبُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
أو إذا وقع مع مرفوعه جملةً في محلّ نصب حال: نحو قولكَ: "جاء زيدٌ يركضُ"، فالفعل "يركضُ" مضارع في اللفظ، حالٌ في الزمن.
جـ- الزَّمن المستقبل: وأيضاً يدلُّ الفعل المضارع على الزَّمنِ المستقبلِ:
إذا سُبِقَ بواحدةٍ من الكلمات الآتية:
هل: نحو قولكَ: "هل تذهبُ إلى دمشقَ"، فالفعل "تذهبُ" مضارعٌ في اللّفظ، مستقبلٌ في الزّمن.
أداة شرط (جازمة أو غير جازمة): نحو قولكَ: "إن تدرسْ تنجحْ"، فالفعلان "تدرس، وتنجح" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أداة رجاء: نحو قولكَ: "لعلَّ الغائبَ يحضرُ"، فالفعل "يحضرُ" مضارعٌ في اللّفظ، مستقبلٌ في الزّمن.
حرف نصب (ظاهر أو مقدّر): وقد اجتمعا في قوله تعالى: "لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّونَ"، فالفعلان "تنالوا، وتنفقوا" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
السين، وسوف: كقوله تعالى: "كلاّ سيعلمون"، وقوله جلَّ وعلا: "كلاّ سوف تعلمون"، فالفعلان "يعلمون، وتعلمون" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا اقتضى طلباً: نحو قولِهِ تعالى: "والوالداتُ يُرْضِعْنَ أولادهُنَّ حولَيْنِ كاملَيْنِ"، وقوله عزَّ وجلَّ: "لِينفقْ ذو سعةٍ من سعتِهِ"، فالفعلان "يرضعْنَ، وينفق" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا اقتضى وعداً أو وعيداً: نحو قوله تعالى: "يعذِّبُ مَنْ يشاءُ ويغفرُ لمَنْ يشاءُ"، فالفعلان "يعذِّب، ويغفر" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا صحبته إحدى نوني التّوكيد (الخفيفة أو الثّقيلة): وقد اجتمعتا في قوله تعالى: "ليسجنَنّ وليكونَنْ من الصَّاغرينَ"، فالفعلان "يسجنَنَّ، ويكونَنْ" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
ء- الزَّمن المطلق (الماضي والحاضر والمستقبل): نحو قوله تعالى: "وإنَّا لَنحنُ نحيي ونميتُ"، فالفعلان "نحيي، ونميت" مضارعا اللّفظ، ولكنَّ زمنهما الماضي والحاضر والمستقبل، ومنه قولكَ: "الشّمسُ تشرقُ وتغيبُ"، فالفعلان "تشرق، وتغيب" مضارعا اللّفظ، ولكنَّ زمنهما الماضي والحاضر والمستقبل.
------------
ملحوظة 1- : هناكَ قاعدة تقولُ: إذا اجتمع زمنانِ واحتملا الدّلالة على قريبٍ وبعيدٍ في آنٍ معاً، كانَ الأَوْلَى الأخذ بالقريب، نحو قولِكَ: "زيدٌ يدرسُ"، فالفعلُ "يدرسُ" يحتملُ الدّلالة على الحال وعلى المستقبل؛ لأنّه لا توجد قرينة تمايز بينهما، لذلك فالأولى أن يكونَ دالاً على الحال.
ملحوظة 2- : ورأى كثيرٌ من النّحويّين أنَّ المضارع إذا تجرّدَ عن أيّة قرينة تحدّد له زمناً خاصّاً، وجبَ كون زمنِهِ للحال؛ لأنَّ الماضي عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه الماضي والأمر عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه المستقبل؛ وعليه فمن الأَولى أنْ يختصّ الزمن الحاضر بالمضارع عندما يتجرّد عن القرائن التي تحدّد له زمنه.
ملحوظة 3- : قصرْتُ الدِّراسة فقط على الدلالة الزّمنيّة للمضارع وبعض الأحكام المغيّبة عن ذهن الطالب، أمّا بالنظر إلى علامة إعرابه وبنائه فلا أظنّ أنّها مغيّبة عنه...
ملحوظة 4- : من الخطأ الاعتماد على أحرف (أنيت) علامةً مميّزةً للمضارع في أثناء إعرابه؛ لأنَّ هناك الآلاف من الأفعال الماضية والأمر والأسماء والحروف التي تبدأ بأحد هذه الأحرف..
لذلك فمن الأَولى الاعتماد كما ذكرتُ في بداية البحث على أنّه يقبل (السين + سوف + لم + لن) في أوّله.
ملحوظة 5- : إنَّ أحرف المضارعة الأربعة (أنيت) واجبة الفتح دائماً، نحو:"أَدرسُ، ونَدرسُ، ويَدرسُ، وتَدرسُ"...
1- وقد تأتي مضمومةً في حالتين فقط، هما:
أ- إذا كانَ المضارع من (أَفْعَلَ) الماضي:نحو: "أَكْرَمَ = أُكْرِمُ،ونُكرمُ، ويُكرمُ، وتُكرمُ".
ب- إذا كان المضارع مبنيّاً لما لم يُسمَّ فاعله (للمفعول، أو للمجهول):نحو: "يُضْرَبُ، ويُكْرَمُ".
2-وقد تأتي مكسورةً في حالةٍ واحدةٍ، هي: الفعل المضارع "إِخَالُ" الّذي ماضيه: "خَالَ" بمعنى "ظَنَّ".
***
بقلم: أ. ياسر محمد مطره جي