أبو يوسف
22-10-2009, 08:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من روائع الحكم
لامية ابن الوردي
فهذه لامية مشهورة من أجمل اللاميات الإرشادية ، وهي عبارة عن نصائح شرعية وأخلاقية واجتماعية وسياسية
وآداب وحكم وتجارب يومية .
ناظمها هو الشيخ الفقيه النحوي القاضي المؤرخ زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس المعري البكري نسبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، المشهور بابن الوردي ، من شعراء القرن الثامن الهجري .
وقد ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام زمن المماليك سنة 689 هـ ، وخالف الزركلي فقال : إنه ولد سنة 691 هـ .
وكان من علماء اللغة العربية والنحو والفقه والأدب والتاريخ ,كما دل على ذلك تلك المصنفات المتنوعة له ،
وقد اشتهر بالزهد والورع وحسن الخلق وطيب المعشر ، فكانت له مهابة في قلوب معاصريه .
تولى القضاء في منبج وشيزر وحلب ، ثم ما لبث أن ترك ذلك كله وعزل نفسه لمنام رآه ، وكتب أبياتاً في ذم القضاء وأهله ، ثم اشتغل بالتعليم والتأليف حتى شاع ذكره وطار صيته في البلدان ، وقد توفي بالطاعون سنة 947 هـ
لمزيد من الترجمة ، راجع : الأعلام ، والدرر الكامنة.
اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ = وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ
ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا = فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ
إنْ أَهنـا عـِيشـةٍ قَضَّيتُهـا = ذَهبـتْ لـذَّاتُهـا وَالإثـمُ حَـلْ
واتـرُكِ الغـادَةَ لاَ تحفــلْ بهـا = تمُـسِ فـي عِـزٍّ رفيـعٍ وتُجَـلْ
وَافتَكـرْ فـي مُنتهَى حُسنِ الْذَّي = أنْـتَ تهَـواهُ تجـدْ أمـراً جَلَـلْ
.........=.............
وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً = كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا = جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ
لَيـسَ مـنْ يَقطعُ طُـرقاً بَطـلاً = إنمـا مـنْ يتَّقِـي اللهَ البَطَـلْ
صـدِّقِ الشَّـرعَ وَلاَ تـركنْ إِلى = رَجلٍ يَـرَّصِـدُ فـي الْلَّيل زُحـلْ
حَـارتِ الأَفْكارُ فـي حِكمةِ مَنْ = قَـدْ هَـدانـا سبْلنـا عـزَّ وجَـلْ
........=...............
كُتِـبَ المـوتُ على الخَلقِ فكمْ = فَـلَّ مِـن جَيـشٍ وأَفنَى مِـنْ دُوَلْ
أيـنَ نمـُرودُ وَكَنعـان ُ ومَـنْ = مـَلَكَ الأرْضَ وَوَلـىَّ وعَـزَلْ
أَينَ عـادٌ أَيـنَ فِـرعَـونُ وَمَنْ = رَفـعَ الأَهَـرامَ مِـنْ يسمعْ يَخَـلْ
أَيـنَ مَـنْ سَـادوا وشَادوا وبَنَوا = هَلَكَ الكُـلُّ و َلـم تُغـنِ القُلَـلْ
أَيـنَ أرْبـابُ الحِجَى أَهْـلُ النُّهى = أَيـنَ أهْـلُ العلـمِ والقـومُ الأوَلْ
.........=.............
سيُعيــدُ اللهُ كُـلاً مِنهـمُ = وَسيَجـزِي فَاعِـلاً مـا قـد فَعَـلْ
أيْ بُنـيَّ اسمـعْ وَصَايَا جَمعَـتْ = حِكمـاً خُصَّـتْ بهـِا خَـيرُ المِللْ
أُطلـبِ العِلـمَ وَلاَ تَكسَـلْ فَمَا = أَبعـَدَ الخْـيرَ عَلى أهـلِ الكَسَـلْ
وَاحتَفِـلْ للفقهِ فـي الـدِّينِ وَلا = تَشَّتغِـلْ عَنـهُ بمِـالٍ وخَـوَلْ
وَاهْجُـرِ النَّـومَ وَحصِّلهُ فمـنْ = يَعـرفِ المْطلُـوْبَ يَحقِِـرْ ما بَـذَلْ
لاَ تَقـلْ قَـدْ ذَهَبـتْ أربـابُهُ = كُلُّ مِـنْ سارَ عَلى الـدَّربِ وَصْـلْ
فـي ازدِيـادِ العِلمِ إِرغْامُ العِدى = وَجمَـالُ الْعِلـمِ إِصـلاَحُ الْعَمـلْ
جَمِّـلِ المَنطِـقَ بالنَّحـو فَمـنْ = يحُـرَمِ الإِعـرْابَ بالنُّطـقِ اخَتَبـلْ
انظُـمِ الشِّعـرَ وَلاَزِمْ مَـذْهَبِـي = فـي اطَّـراحِ الرَّفد لاَ تبغِ النَّحَـلْ
فَهـوَ عُنـوانٌ عَلَى الْفَضـلِ وَمَا = أحَسـنَ الشِّعـرَ إِذْا لـمَ يُبتـذلْ
....=......
مَاتَ أهـلُ الْفَضـلِ لم يَبقَ سِوى = مُقرفٍ أَوْ مَـنْ عَلَى الأَصْـلِ اتَّكـلْ
أَنَـا لاَ أَخَتَـارُ تَقبِيـلَ يـدٍ = قَطْعُهـا أَجمْـلُ مِـنْ تـِلكَ القُبَـلْ
إِنْ جَزتْني عَنْ مَديحِي صِرتُ فـي = رقِّهـا أَوْ لاَ فَيكفِيـني الخَجَـلْ
أَعـذْبُ الأَلْفَاظِ قَولي لَكَ : خُـذْ = وَأمَـرُّ الْلفـظِ نُطقـي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كِسـرى عَنهُ تُغني كِسْرةٌ = وَعنِ الْبحْـرِ اجْتـزاءٌ بـالـوَشـلْ
..=..
اَعتـَبر " نحَـن قَسَمنّـَا بَيَنَهُـمُ" = تَلقَـهُ حَقَـا ً وَبـِالحْـقِ نَـزْلْ
لَيـسَ مَا يَحْـوي الْفَتى مِنْ عَزمِهِ = لاَ وَلاَ مـَا فَاتَ يَـومـاً بِالكْسَـلْ
اطْـرَحِ الـدُّنيا فَمـنْ عَـادَاتهِا = تَخفِـضُ العاليْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عَيشةُ الـرَّاغـبِ فـي تحَصِيلِها = عَيشَـةُ الجْـاهـلِ فِيهْـا أَوْ أقْـلْ
كَـمْ جَهـولٍ بَاتَ فَيها مُكثـراً = وَعَليـمٍ بَـاتَ مِنهـا فـي عِلَـلْ
...=...
كَـمْ شُجاعٍ لم يَنـلْ فيها المُـنى = وَجَبـانٍ نَـالَ غـايـاتِ الأَمْـلْ
فَاتـركِ الحْيلَةَ فِيهَا وَاتَّكِـلْ = إِنمـا الحْيلَـةُ فـي تَـركِ الحِيَـلْ
أيُّ كَـفٍّ لمْ تَنـلْ مِنها المُـنى = فَـرْمَـاهَـا اللهُ مِنـهُ بـالشَّلَـلْ
لاَ تَقُـلْ أَصْلـي وَفَصلي أَبـداً = إِنما أصْـلُ الفَـتى مَـا قَـدْ حَصَـلْ
قَـدْ يسُـودُ المرءُ مِنْ دُونِ أبٍ = وَبِحُسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنفَى الدَّغَلْ
إِنما الْـوردُ مِـنَ الشَّـوكِ وَمَا = يَنبُـتُ النَّـرجِـسُ إِلاَ مِـنْ بَصَـلْ
غَـيرَ أَنـي أَحمـدُ اللهَ عَلـى = نَسـبي إِذْ بِـأَبِـي بِكَـرِ اتَّصـلْ
قِيمـةُ الإِنْسـانِ مَـا يُحسنُهُا = كثَّـرَ الإنِسـانُ منـهُ أمْ أقَـلْ
أُكْتمِ الأَمـرينِ فقـراً وغَنِـى = وَاكسَب الفَلْسَ وَحَاسِب منْ مطَـلْ
وَادَّرع جِـدا ً وكَـداً واجتنبْ = صُحبـةَ الحْمقـى وَأَرْبـابُ الخَلَـلْ
.....=......
بَـينَ تَبـذيـرٍ وبُخـلٍ رُتبةٌ = وَكِـلاَ هَـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لاَ تخُضْ فـي حَقِ سَاداتٍ مَضَوا = إِنهـم لَيسًُّـوا بـأهْـلِ للـزَّلَلْ
وَتَغَاضَـى عَـنْ أُمـورٍ إِنهُ = لم يفُـزْ بـِالحْمـدِ إِلاَ مَـنْ غَفَـلْ
لَيسَ يخَلُـو المْـرءُ مِنْ ضدٍّ وَلَو= حَـاوْلَ العُـزلـةَ فـي رَأسِ الجبَـلْ
مِـلْ عَنْ النَمَّامِ وازجُـرْهُ فَمَا = بلَّـغَ المْكـروهَ إلا مَـنْ نَقَـلْ
.....=....
دارِ جارَ السَّـوءِ بِالصَّبرِ وإنْ = لمْ تجـدْ صَـبراً فَمـا أحَلـى النُّقَـلْ
جَانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بَطشَهُ = لاَ تُعـانِـدْ مَـنْ إِذْا قـالَ فَعَـلْ
لاَ تَلِ الأحَكامَ إِنْ هُمْ سَأَلْـوا = رَغبـةً فيـكَ وَخَالفْ مَـنْ عَـذَلْ
إنَّ نِصـفَ النَّاسِ أَعَـداءٌ لمنْ= وُلـيَ الأَحكَـامَ هَـذْا إِنْ عَـدَلْ
فَهُـوُ كَالمحَبُوسِ عـَنْ لـذَّاتهِ = وَكِـلاَ كفّيـهِ فـي الحْشـرِ تُغَـلْ
......=.....
إِنَّ لِلنقـصِ والاسَتْثِقال ِ فـي = لَفظَـةِ الْقَاضِـي لَـوَعظاً أَوْ مَثَـلْ
لاَ تُـوازى لَـذةُ الحُكـمِ بمِا = ذَاقَهُ الشَّخـصُ إِذْا الشَّخـصُ انعـزْلْ
فَالْـوِلاَيَاتُ وَإِنْ طَابتْ لمـنْ = ذاقَهـا فَالسُّـمُّ فـي ذَاكَ العَسَـلْ
نَصَبُ المنصِبِ أَوْهى جَلَـدي = وَعَنـائـي مَـنْ مُـداراةِ السَّفَـلْ
قَصِّـرِ الآمالَ فـي الدُّنيا تفُزْ = فَـدْليـلُ الْعَقـلِ تقصـيرُ الأَمْـلْ
إِنْ منْ يطلِبهُ المْـوتُ عَلـى = غِـرَّةٍ مِنـهُ جَـديـرٌ بِـالـوَجَـلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّا َ تـزِد ْ حُبَّاً فَمنْ = أكثـرَ التَّـردَادَ أَقصـاهُ المَلَـلْ
لاَ يَضُرُّ الْفَضـلَ إِقـلالٌ كَما = لاَ يَضـرُّ الشَّمـسَ إطْبـاقُ الطَّفَـلْ
خُذْ بِنصْلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ= واعتـبرْ فَضـلَ الفـتى دونَ الحُلُـلْ
حُبُّكَ الأوْطانَ عَجـزٌ ظَاهِـرٌ = فَاغْتـربْ تلـقَ عَـنْ أَهْـلٍ بَـدَلْ
.......=...........
فَبمُكـثِ المَاءِ يَبقـى آسِنـاً = وَسُـرى البـدرِ بهِ الْبـدرُ اكتمـلْ
أيُّهْا الْعَائِـبُ قُـولـي عبثـاً = إِن طيـبَ الْـوردِ مُـؤذٍ لِلجُعـلْ
عَدِّ عَن أسهُمِ قَـولي وَاستتـِرْ = لاَ يُصيبنَّـكَ سَهـمٌ مِـن ثُعَـلْ
لاَ يَغـرَّنَّكَ لَيْـنٌ مِـنْ فـتىً = إنَّ لِلحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أَنـا مِثـلُ المْاءِ سَهَـلٌ سَائـغٌ = وَمـتى سُخِّـنَ آذى وقَتَــلْ
.........=............
أَنا كَالخيَـزور صَعبٌ كسْـرهُ= وَهُـوْ لَـدْنٌ كَيفَ ما شِئتَ انفتَـلْ
غَيرَ أنـيّ َ فـي زَمانٍ مَـنْ يكنْ= فيهُ ذَا مَـالٍ هُـوْ المـولَى الأَجـلْ
وَاجبٌ عِنـد الْورى إكـرامُـهُ = وَقليـلُ المـالِ فيهـم ْ يُستقـلْ
كُلُّ أهـلِ العصـرِ غمـرٌ وَأَنَا = مٍِنهُـمُ فَـاتـرُّكِ تَفَاصِيـلَ الجُمَـلْ
وَصـلاةُ اللهِ ربـي كُلَّمـا = طَلَـعَ الشَّمـسُ نهَـاراً وَأَفْـلْ
لِلذِّي حَازَ العُلى مِـنْ هَـاشِمٍ = أحمَـدَ المُختـارِ مَـنْ سَـادَ الأَوَْلْ
.
من روائع الحكم
لامية ابن الوردي
فهذه لامية مشهورة من أجمل اللاميات الإرشادية ، وهي عبارة عن نصائح شرعية وأخلاقية واجتماعية وسياسية
وآداب وحكم وتجارب يومية .
ناظمها هو الشيخ الفقيه النحوي القاضي المؤرخ زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس المعري البكري نسبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، المشهور بابن الوردي ، من شعراء القرن الثامن الهجري .
وقد ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام زمن المماليك سنة 689 هـ ، وخالف الزركلي فقال : إنه ولد سنة 691 هـ .
وكان من علماء اللغة العربية والنحو والفقه والأدب والتاريخ ,كما دل على ذلك تلك المصنفات المتنوعة له ،
وقد اشتهر بالزهد والورع وحسن الخلق وطيب المعشر ، فكانت له مهابة في قلوب معاصريه .
تولى القضاء في منبج وشيزر وحلب ، ثم ما لبث أن ترك ذلك كله وعزل نفسه لمنام رآه ، وكتب أبياتاً في ذم القضاء وأهله ، ثم اشتغل بالتعليم والتأليف حتى شاع ذكره وطار صيته في البلدان ، وقد توفي بالطاعون سنة 947 هـ
لمزيد من الترجمة ، راجع : الأعلام ، والدرر الكامنة.
اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ = وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ
ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا = فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ
إنْ أَهنـا عـِيشـةٍ قَضَّيتُهـا = ذَهبـتْ لـذَّاتُهـا وَالإثـمُ حَـلْ
واتـرُكِ الغـادَةَ لاَ تحفــلْ بهـا = تمُـسِ فـي عِـزٍّ رفيـعٍ وتُجَـلْ
وَافتَكـرْ فـي مُنتهَى حُسنِ الْذَّي = أنْـتَ تهَـواهُ تجـدْ أمـراً جَلَـلْ
.........=.............
وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً = كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا = جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ
لَيـسَ مـنْ يَقطعُ طُـرقاً بَطـلاً = إنمـا مـنْ يتَّقِـي اللهَ البَطَـلْ
صـدِّقِ الشَّـرعَ وَلاَ تـركنْ إِلى = رَجلٍ يَـرَّصِـدُ فـي الْلَّيل زُحـلْ
حَـارتِ الأَفْكارُ فـي حِكمةِ مَنْ = قَـدْ هَـدانـا سبْلنـا عـزَّ وجَـلْ
........=...............
كُتِـبَ المـوتُ على الخَلقِ فكمْ = فَـلَّ مِـن جَيـشٍ وأَفنَى مِـنْ دُوَلْ
أيـنَ نمـُرودُ وَكَنعـان ُ ومَـنْ = مـَلَكَ الأرْضَ وَوَلـىَّ وعَـزَلْ
أَينَ عـادٌ أَيـنَ فِـرعَـونُ وَمَنْ = رَفـعَ الأَهَـرامَ مِـنْ يسمعْ يَخَـلْ
أَيـنَ مَـنْ سَـادوا وشَادوا وبَنَوا = هَلَكَ الكُـلُّ و َلـم تُغـنِ القُلَـلْ
أَيـنَ أرْبـابُ الحِجَى أَهْـلُ النُّهى = أَيـنَ أهْـلُ العلـمِ والقـومُ الأوَلْ
.........=.............
سيُعيــدُ اللهُ كُـلاً مِنهـمُ = وَسيَجـزِي فَاعِـلاً مـا قـد فَعَـلْ
أيْ بُنـيَّ اسمـعْ وَصَايَا جَمعَـتْ = حِكمـاً خُصَّـتْ بهـِا خَـيرُ المِللْ
أُطلـبِ العِلـمَ وَلاَ تَكسَـلْ فَمَا = أَبعـَدَ الخْـيرَ عَلى أهـلِ الكَسَـلْ
وَاحتَفِـلْ للفقهِ فـي الـدِّينِ وَلا = تَشَّتغِـلْ عَنـهُ بمِـالٍ وخَـوَلْ
وَاهْجُـرِ النَّـومَ وَحصِّلهُ فمـنْ = يَعـرفِ المْطلُـوْبَ يَحقِِـرْ ما بَـذَلْ
لاَ تَقـلْ قَـدْ ذَهَبـتْ أربـابُهُ = كُلُّ مِـنْ سارَ عَلى الـدَّربِ وَصْـلْ
فـي ازدِيـادِ العِلمِ إِرغْامُ العِدى = وَجمَـالُ الْعِلـمِ إِصـلاَحُ الْعَمـلْ
جَمِّـلِ المَنطِـقَ بالنَّحـو فَمـنْ = يحُـرَمِ الإِعـرْابَ بالنُّطـقِ اخَتَبـلْ
انظُـمِ الشِّعـرَ وَلاَزِمْ مَـذْهَبِـي = فـي اطَّـراحِ الرَّفد لاَ تبغِ النَّحَـلْ
فَهـوَ عُنـوانٌ عَلَى الْفَضـلِ وَمَا = أحَسـنَ الشِّعـرَ إِذْا لـمَ يُبتـذلْ
....=......
مَاتَ أهـلُ الْفَضـلِ لم يَبقَ سِوى = مُقرفٍ أَوْ مَـنْ عَلَى الأَصْـلِ اتَّكـلْ
أَنَـا لاَ أَخَتَـارُ تَقبِيـلَ يـدٍ = قَطْعُهـا أَجمْـلُ مِـنْ تـِلكَ القُبَـلْ
إِنْ جَزتْني عَنْ مَديحِي صِرتُ فـي = رقِّهـا أَوْ لاَ فَيكفِيـني الخَجَـلْ
أَعـذْبُ الأَلْفَاظِ قَولي لَكَ : خُـذْ = وَأمَـرُّ الْلفـظِ نُطقـي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كِسـرى عَنهُ تُغني كِسْرةٌ = وَعنِ الْبحْـرِ اجْتـزاءٌ بـالـوَشـلْ
..=..
اَعتـَبر " نحَـن قَسَمنّـَا بَيَنَهُـمُ" = تَلقَـهُ حَقَـا ً وَبـِالحْـقِ نَـزْلْ
لَيـسَ مَا يَحْـوي الْفَتى مِنْ عَزمِهِ = لاَ وَلاَ مـَا فَاتَ يَـومـاً بِالكْسَـلْ
اطْـرَحِ الـدُّنيا فَمـنْ عَـادَاتهِا = تَخفِـضُ العاليْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عَيشةُ الـرَّاغـبِ فـي تحَصِيلِها = عَيشَـةُ الجْـاهـلِ فِيهْـا أَوْ أقْـلْ
كَـمْ جَهـولٍ بَاتَ فَيها مُكثـراً = وَعَليـمٍ بَـاتَ مِنهـا فـي عِلَـلْ
...=...
كَـمْ شُجاعٍ لم يَنـلْ فيها المُـنى = وَجَبـانٍ نَـالَ غـايـاتِ الأَمْـلْ
فَاتـركِ الحْيلَةَ فِيهَا وَاتَّكِـلْ = إِنمـا الحْيلَـةُ فـي تَـركِ الحِيَـلْ
أيُّ كَـفٍّ لمْ تَنـلْ مِنها المُـنى = فَـرْمَـاهَـا اللهُ مِنـهُ بـالشَّلَـلْ
لاَ تَقُـلْ أَصْلـي وَفَصلي أَبـداً = إِنما أصْـلُ الفَـتى مَـا قَـدْ حَصَـلْ
قَـدْ يسُـودُ المرءُ مِنْ دُونِ أبٍ = وَبِحُسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنفَى الدَّغَلْ
إِنما الْـوردُ مِـنَ الشَّـوكِ وَمَا = يَنبُـتُ النَّـرجِـسُ إِلاَ مِـنْ بَصَـلْ
غَـيرَ أَنـي أَحمـدُ اللهَ عَلـى = نَسـبي إِذْ بِـأَبِـي بِكَـرِ اتَّصـلْ
قِيمـةُ الإِنْسـانِ مَـا يُحسنُهُا = كثَّـرَ الإنِسـانُ منـهُ أمْ أقَـلْ
أُكْتمِ الأَمـرينِ فقـراً وغَنِـى = وَاكسَب الفَلْسَ وَحَاسِب منْ مطَـلْ
وَادَّرع جِـدا ً وكَـداً واجتنبْ = صُحبـةَ الحْمقـى وَأَرْبـابُ الخَلَـلْ
.....=......
بَـينَ تَبـذيـرٍ وبُخـلٍ رُتبةٌ = وَكِـلاَ هَـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لاَ تخُضْ فـي حَقِ سَاداتٍ مَضَوا = إِنهـم لَيسًُّـوا بـأهْـلِ للـزَّلَلْ
وَتَغَاضَـى عَـنْ أُمـورٍ إِنهُ = لم يفُـزْ بـِالحْمـدِ إِلاَ مَـنْ غَفَـلْ
لَيسَ يخَلُـو المْـرءُ مِنْ ضدٍّ وَلَو= حَـاوْلَ العُـزلـةَ فـي رَأسِ الجبَـلْ
مِـلْ عَنْ النَمَّامِ وازجُـرْهُ فَمَا = بلَّـغَ المْكـروهَ إلا مَـنْ نَقَـلْ
.....=....
دارِ جارَ السَّـوءِ بِالصَّبرِ وإنْ = لمْ تجـدْ صَـبراً فَمـا أحَلـى النُّقَـلْ
جَانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بَطشَهُ = لاَ تُعـانِـدْ مَـنْ إِذْا قـالَ فَعَـلْ
لاَ تَلِ الأحَكامَ إِنْ هُمْ سَأَلْـوا = رَغبـةً فيـكَ وَخَالفْ مَـنْ عَـذَلْ
إنَّ نِصـفَ النَّاسِ أَعَـداءٌ لمنْ= وُلـيَ الأَحكَـامَ هَـذْا إِنْ عَـدَلْ
فَهُـوُ كَالمحَبُوسِ عـَنْ لـذَّاتهِ = وَكِـلاَ كفّيـهِ فـي الحْشـرِ تُغَـلْ
......=.....
إِنَّ لِلنقـصِ والاسَتْثِقال ِ فـي = لَفظَـةِ الْقَاضِـي لَـوَعظاً أَوْ مَثَـلْ
لاَ تُـوازى لَـذةُ الحُكـمِ بمِا = ذَاقَهُ الشَّخـصُ إِذْا الشَّخـصُ انعـزْلْ
فَالْـوِلاَيَاتُ وَإِنْ طَابتْ لمـنْ = ذاقَهـا فَالسُّـمُّ فـي ذَاكَ العَسَـلْ
نَصَبُ المنصِبِ أَوْهى جَلَـدي = وَعَنـائـي مَـنْ مُـداراةِ السَّفَـلْ
قَصِّـرِ الآمالَ فـي الدُّنيا تفُزْ = فَـدْليـلُ الْعَقـلِ تقصـيرُ الأَمْـلْ
إِنْ منْ يطلِبهُ المْـوتُ عَلـى = غِـرَّةٍ مِنـهُ جَـديـرٌ بِـالـوَجَـلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّا َ تـزِد ْ حُبَّاً فَمنْ = أكثـرَ التَّـردَادَ أَقصـاهُ المَلَـلْ
لاَ يَضُرُّ الْفَضـلَ إِقـلالٌ كَما = لاَ يَضـرُّ الشَّمـسَ إطْبـاقُ الطَّفَـلْ
خُذْ بِنصْلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ= واعتـبرْ فَضـلَ الفـتى دونَ الحُلُـلْ
حُبُّكَ الأوْطانَ عَجـزٌ ظَاهِـرٌ = فَاغْتـربْ تلـقَ عَـنْ أَهْـلٍ بَـدَلْ
.......=...........
فَبمُكـثِ المَاءِ يَبقـى آسِنـاً = وَسُـرى البـدرِ بهِ الْبـدرُ اكتمـلْ
أيُّهْا الْعَائِـبُ قُـولـي عبثـاً = إِن طيـبَ الْـوردِ مُـؤذٍ لِلجُعـلْ
عَدِّ عَن أسهُمِ قَـولي وَاستتـِرْ = لاَ يُصيبنَّـكَ سَهـمٌ مِـن ثُعَـلْ
لاَ يَغـرَّنَّكَ لَيْـنٌ مِـنْ فـتىً = إنَّ لِلحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أَنـا مِثـلُ المْاءِ سَهَـلٌ سَائـغٌ = وَمـتى سُخِّـنَ آذى وقَتَــلْ
.........=............
أَنا كَالخيَـزور صَعبٌ كسْـرهُ= وَهُـوْ لَـدْنٌ كَيفَ ما شِئتَ انفتَـلْ
غَيرَ أنـيّ َ فـي زَمانٍ مَـنْ يكنْ= فيهُ ذَا مَـالٍ هُـوْ المـولَى الأَجـلْ
وَاجبٌ عِنـد الْورى إكـرامُـهُ = وَقليـلُ المـالِ فيهـم ْ يُستقـلْ
كُلُّ أهـلِ العصـرِ غمـرٌ وَأَنَا = مٍِنهُـمُ فَـاتـرُّكِ تَفَاصِيـلَ الجُمَـلْ
وَصـلاةُ اللهِ ربـي كُلَّمـا = طَلَـعَ الشَّمـسُ نهَـاراً وَأَفْـلْ
لِلذِّي حَازَ العُلى مِـنْ هَـاشِمٍ = أحمَـدَ المُختـارِ مَـنْ سَـادَ الأَوَْلْ
.