أبو يوسف
01-11-2009, 05:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أبيات وقعت عليها وعجبت منها.. كأنها تصف حال بغداد اليوم.. مع أنها كتبت قبل أكثر من مائة وخمسين سنة..
نظمها عبد الغني أفندي جميل زاده، وبعث بها إلى أبي الثناء شهاب الدين الألوسي _صاحب التفسير_ فأوردها في كتابه (غرائب الاغتراب)..
والذي يثير العجب فيها بيت لولا أن القصيدة وردت في الكتاب المذكور لجزمت أن ناظمه يعيش في زماننا ويذم به شخصاً بعينه..
وأصبح القردُ بها مقتدى = يلعب بالألباب لعب القمار
لهفي على بغداد من بلدة = قد عشعش العز بها ثم طارْ
كانت عروساً مثل شمس الضحى = لمستعير حليها لا يعار
كان بها للنفس ما تشتهي = كجنة الخلد ودار القرار
كانت لآساد الوغى منزلاً = والخائف الجاني بها يستجار
كانوا يميطون الأذى أهلها = عن كل آتٍ حيها مستطار
واليوم لا مأوى لذي فاقة = فيها ولا في أهلها مستجار
واليوم قد حل بها من ترى = فانفر وإلا بيديك الخيار
لم يرقبوا إلاًّ ولا ذمة = فينا ولا عذراً لذي إعتذار
حل بها قوم وهم في عمى = ما ميزوا أشرارها والخيار
وأصبح القردُ بها مقتدى = يلعب بالألباب لعب القمار
والليث قد غاب وفي غابة = قطباً إذ الثور عليه المدار
وللخنا لما غدت مربضاً = قد سجد الليث بها للحمار
بارت بها أسنى تجاراتها = وهكذا عادة دار البوار
وأهلها لا عيب فيهم سوى = أنهمُ يرعون حق الذمار
قد نعق البوم على جُدْرها = يصيح بالناس البدارَ البدار
والكرخ قد أقفر من أهله = من بعد ما كانوا كورد البهار
ما سُمِّيَت زوراء إلا لما = فيها عن الرشد من الازورار
قد حُطَّ فيها كل طود علا = وما علا إلا خفيف العيار
وكل من كان بها واثباً = إلى العلى عادت خطاه قصار
قد خلع الناس عذار الحيا = فخار فيها الوغد والحرُّ حار
والكل فيها قادح زنده = وأول الإحراق يبدو الشرار
لا يشتفي غيظُ أخي نخوة = إلا إذا جرَّد بِيض الشفار
قد طال هجوي وعتابي لها = والآن قد ملت إلى الاختصار
أيا شهاب الدين يا سيدي = قد هجم النذل علينا وغار
بغدادكم أحنى عليها الذي = من أسره لا يُستطاع الفرار
قد بُليت بالغمرات التي = قد علمت مثلك خوض الغمار
يا نازحاً عنا وما قد درى = من بعده ما قد جرى في الديار
برمة من مسد رثّة =* بالذل قد قاد الصغار الكبار
لو أن لي ماسكة من قوى = أتيتكم حبواً إلى أسكدار
وفزت في لثم أيادٍ لنا = في لثمها السؤدد والافتخار
ونلت من راحتها نهلة = أطفي بها ما سامني من أُوار
علامة الدنيا وفهامة الـ = ـفتوى ومن به الدين القويم استجار
مشيخة الإسلام كانت له= نعم الدثار يا له من دثار
وقد غدا الدين الحنيفي في = أنظاره عالي الذرى والمنار
ومنتقى الدر ومختاره = من لفظه له علينا نثار
وملتقى الأبحر في كفه = يغني عن السحب الثقال الغزار
بحر علوم رائق صفوه = صدراً تراه مجمعاً للبحار
في حلبة الفضل إذا ما عدا= هيهات أن ينشق منه الغبار
وإن جرى في طرسه أجرد = علم أهل الفضل كيف المغار
إن جال طرف الطرف في مبحث = تمتلئ الآفاق نقعاً مثار
وفي سوى منزله ما ترى = لذي كمال أبداً من قرار
ذو شيم شم إذا جسمت = كانت لوجه الدهر أبهى عذار
لا يعرف الفضل سوى أهله = وهل سواه من يقيل العثار
دام على مخلصه مسبلاً = من عفوه الشامل ذيل الإزار
ما صدحت ورق على بانة =وغرد القمري وغنى الهزار
.
هذه أبيات وقعت عليها وعجبت منها.. كأنها تصف حال بغداد اليوم.. مع أنها كتبت قبل أكثر من مائة وخمسين سنة..
نظمها عبد الغني أفندي جميل زاده، وبعث بها إلى أبي الثناء شهاب الدين الألوسي _صاحب التفسير_ فأوردها في كتابه (غرائب الاغتراب)..
والذي يثير العجب فيها بيت لولا أن القصيدة وردت في الكتاب المذكور لجزمت أن ناظمه يعيش في زماننا ويذم به شخصاً بعينه..
وأصبح القردُ بها مقتدى = يلعب بالألباب لعب القمار
لهفي على بغداد من بلدة = قد عشعش العز بها ثم طارْ
كانت عروساً مثل شمس الضحى = لمستعير حليها لا يعار
كان بها للنفس ما تشتهي = كجنة الخلد ودار القرار
كانت لآساد الوغى منزلاً = والخائف الجاني بها يستجار
كانوا يميطون الأذى أهلها = عن كل آتٍ حيها مستطار
واليوم لا مأوى لذي فاقة = فيها ولا في أهلها مستجار
واليوم قد حل بها من ترى = فانفر وإلا بيديك الخيار
لم يرقبوا إلاًّ ولا ذمة = فينا ولا عذراً لذي إعتذار
حل بها قوم وهم في عمى = ما ميزوا أشرارها والخيار
وأصبح القردُ بها مقتدى = يلعب بالألباب لعب القمار
والليث قد غاب وفي غابة = قطباً إذ الثور عليه المدار
وللخنا لما غدت مربضاً = قد سجد الليث بها للحمار
بارت بها أسنى تجاراتها = وهكذا عادة دار البوار
وأهلها لا عيب فيهم سوى = أنهمُ يرعون حق الذمار
قد نعق البوم على جُدْرها = يصيح بالناس البدارَ البدار
والكرخ قد أقفر من أهله = من بعد ما كانوا كورد البهار
ما سُمِّيَت زوراء إلا لما = فيها عن الرشد من الازورار
قد حُطَّ فيها كل طود علا = وما علا إلا خفيف العيار
وكل من كان بها واثباً = إلى العلى عادت خطاه قصار
قد خلع الناس عذار الحيا = فخار فيها الوغد والحرُّ حار
والكل فيها قادح زنده = وأول الإحراق يبدو الشرار
لا يشتفي غيظُ أخي نخوة = إلا إذا جرَّد بِيض الشفار
قد طال هجوي وعتابي لها = والآن قد ملت إلى الاختصار
أيا شهاب الدين يا سيدي = قد هجم النذل علينا وغار
بغدادكم أحنى عليها الذي = من أسره لا يُستطاع الفرار
قد بُليت بالغمرات التي = قد علمت مثلك خوض الغمار
يا نازحاً عنا وما قد درى = من بعده ما قد جرى في الديار
برمة من مسد رثّة =* بالذل قد قاد الصغار الكبار
لو أن لي ماسكة من قوى = أتيتكم حبواً إلى أسكدار
وفزت في لثم أيادٍ لنا = في لثمها السؤدد والافتخار
ونلت من راحتها نهلة = أطفي بها ما سامني من أُوار
علامة الدنيا وفهامة الـ = ـفتوى ومن به الدين القويم استجار
مشيخة الإسلام كانت له= نعم الدثار يا له من دثار
وقد غدا الدين الحنيفي في = أنظاره عالي الذرى والمنار
ومنتقى الدر ومختاره = من لفظه له علينا نثار
وملتقى الأبحر في كفه = يغني عن السحب الثقال الغزار
بحر علوم رائق صفوه = صدراً تراه مجمعاً للبحار
في حلبة الفضل إذا ما عدا= هيهات أن ينشق منه الغبار
وإن جرى في طرسه أجرد = علم أهل الفضل كيف المغار
إن جال طرف الطرف في مبحث = تمتلئ الآفاق نقعاً مثار
وفي سوى منزله ما ترى = لذي كمال أبداً من قرار
ذو شيم شم إذا جسمت = كانت لوجه الدهر أبهى عذار
لا يعرف الفضل سوى أهله = وهل سواه من يقيل العثار
دام على مخلصه مسبلاً = من عفوه الشامل ذيل الإزار
ما صدحت ورق على بانة =وغرد القمري وغنى الهزار
.