سفيرة الاسلام
18-11-2009, 02:13 AM
هذه أيام الذاكرين
الشيخ/محمد حسين يعقوب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبعد فإنك تعيش الآن... أيام الذاكرين
قال الله جل جلاله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيام مَعْلُومَاتٍ} [الحج : 28]...
فأين الذاكرون؟!، أين المبتهلون والمتضرعون؟!
إننا وللأسف الشديد نعاني من انعقاد اللسان عن تملق الله جل جلاله!!
للأسف: أعاجم في الكلام مع رب العالمين!!
بينما تري الواحد من السلف يرفع يديه بالدعاء من العشاء إلى الفجر, وتبلغ همة أحدهم في تلاوة القرآن أنه يختم مرتين في اليوم الواحد, وبعضهم كان يحتبي الحبوة فيختم فيها ختمة!!
أين أنت من ذلك؟!
إنك إذًا تحتاج تمارين...
تمارين الذكر والدعاء:
تمارين الذكر:
إنها أيام ذكر، فأنت تحتاج أن تضرب رقما قياسيا في الباقيات الصالحات:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الكلام: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» [صححه الألباني]، وفي رواية: «أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يضرك بأيهن بدأت» [صححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم: «خذوا جنتكم من النار؛ قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، ومعقبات، ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات» [صححه الألباني].
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات» [رواه النسائي وصححه الألباني].
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في قول سبحان الله وبحمده:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل» [قال الألباني صحيح لغيره].
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الحوقلة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها من كنز الجنة» [صححه الألباني].
أما عن تلاوة القرآن.. وقيام ليالي العشر..
فإن كان السلف – يا سلفي! – يسمون شهر شعبان (شهر القراء)، وكانوا يغلقون فيه متاجرهم ويقبلون فيه على مصاحفهم، فما ظنك بأفضل الأيام؟!
هيا.. بدد وهم الفتور بعد رمضان، وعد إلى ختماتك المتتابعة التجارية السريعة، نافس الحجيج، سابق عقارب الساعة، سارع قبل ما بقي من الأيام العشر..
فإن الله جل جلاله لن يسمع منك أكرم عليه من كلامه عز وجل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض» [حسنه الألباني].
تمارين الدعاء:
من أنت إن لم تكثر الدعاء؟!
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [سورة الفرقان: 77].
سبحان الله؛ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» [رواه الترمذي وأبو داود، وصححه الألباني]
وسبحان الله؛ إن من أسباب استجابة الدعاء: الدعاء!!؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء» [رواه الترمذي، وحسنه الألباني]
وأظنك تعرف جيداً فضل الدعاء.. وما بقي عليك العمل..
هذه طائفة من أدعية القرآن الكريم والسنة المطهرة و مناجاة السلف الصالح وتضرعهم.. درب نفسك عليها كل يوم قبل المغرب, وفي السحر، تنفع يوم عرفة.
استعن على كل ما سبق:
1- بصيام التسع: فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صيام تسع ذي الحجة فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس [أبو داود، وصححه الألباني].
2- وبالخلوة قال الله جل جلاله {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [سورة المزمل: 8]، أليس من العمل الصالح: «انتظار الصلاة بعد الصلاة»، ألم يسم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (رباطاً) «فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» [رواه النسائي، وصححه الألباني].. إذًا فصل الفجر في المسجد، ثم ابق منتظراً صلاة العشاء.
3- وبمخالفة الهوى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها..»، فاستغل كثير من الإخوة النص العام - "العمل الصالح" - في اتباع الهوى، فبقي كما هو لا يتفرغ ولا يتبتل، ويقول: إنما هي أيام العمل الصالح، ولم يحدد لنا فيها شيء.. وأنا أمارس حياتي وأنوي أن ذلك من العمل الصالح!!!
وهذا من اتباع الهوى؛ لأنه لو فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف، ونظر في حالهم، لعلم أن أنسب عمل لأفضل الأيام.. هو أفضل الأعمال، وهو الذكر بلا شك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم»، قالوا: "بلى"، قال: «ذكر الله تعالى» [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني] يؤكد أفضلية الذكر لقوله الله جل جلاله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِيْ} [سورة طه: 14].
إنها أيام ذبح فاذبح هواك قال الله جل جلاله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة القصص: 50].
واجب الموقع أيضاً في الأيام العشر: الاستعداد للأضحية:
أين ستصلي العيد؟
لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً، لما رضي أن تصلي معه العيد؛ إن كان لك سعة ولم تضح؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا» [رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني].
إلى متى ستظل متفرجاً على الذين يضحون؟ أيفوتك الحج.. ثم لا تصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إخوتي في الله..
إن كلمة "من كان له سعة" لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتملص من الدين!!، وإنما لرفع الحرج عن غير المستطيع، ثم إنها ترفع همم الذين يتوقون لما لا يطيقون مما يرضي الله عز وجل: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [سورة التوبة: 92].
كم استدنت من أجل الدنيا، ولم تسأل عن حكم الاستدانة؟... ها هو الإمام أحمد يُجوِّز الاستدانة للأضحية..
يا أخي ضحِّ .. إن اسمها: "أضحية"...
واجب الربانيين أيضاً في الأيام العشر: دعوة الدنيا لتكبير الله عز وجل:
نشيدنا، وبهجتنا.. عزنا، وبلسم جراحنا..
الشبه الذي بيننا وبين أهل الجنة.. أنهم في عز عيدهم، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} [سورة يونس: 10]، «يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون أنتم النفس» [صححه الألباني].
فأهل الجنة يأكلون ويشربون ويسبحون، وعيدنا: «أكل وشرب وذكر» [صححه الألباني].
كبِّروا.. كبِّروا.. واعلموا أنكم تكبرون بمناسبة أنكم مسلمون!!... {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [الحج: 37]
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
الشيخ/محمد حسين يعقوب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبعد فإنك تعيش الآن... أيام الذاكرين
قال الله جل جلاله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيام مَعْلُومَاتٍ} [الحج : 28]...
فأين الذاكرون؟!، أين المبتهلون والمتضرعون؟!
إننا وللأسف الشديد نعاني من انعقاد اللسان عن تملق الله جل جلاله!!
للأسف: أعاجم في الكلام مع رب العالمين!!
بينما تري الواحد من السلف يرفع يديه بالدعاء من العشاء إلى الفجر, وتبلغ همة أحدهم في تلاوة القرآن أنه يختم مرتين في اليوم الواحد, وبعضهم كان يحتبي الحبوة فيختم فيها ختمة!!
أين أنت من ذلك؟!
إنك إذًا تحتاج تمارين...
تمارين الذكر والدعاء:
تمارين الذكر:
إنها أيام ذكر، فأنت تحتاج أن تضرب رقما قياسيا في الباقيات الصالحات:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الكلام: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» [صححه الألباني]، وفي رواية: «أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يضرك بأيهن بدأت» [صححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم: «خذوا جنتكم من النار؛ قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، ومعقبات، ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات» [صححه الألباني].
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات» [رواه النسائي وصححه الألباني].
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في قول سبحان الله وبحمده:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل» [قال الألباني صحيح لغيره].
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الحوقلة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها من كنز الجنة» [صححه الألباني].
أما عن تلاوة القرآن.. وقيام ليالي العشر..
فإن كان السلف – يا سلفي! – يسمون شهر شعبان (شهر القراء)، وكانوا يغلقون فيه متاجرهم ويقبلون فيه على مصاحفهم، فما ظنك بأفضل الأيام؟!
هيا.. بدد وهم الفتور بعد رمضان، وعد إلى ختماتك المتتابعة التجارية السريعة، نافس الحجيج، سابق عقارب الساعة، سارع قبل ما بقي من الأيام العشر..
فإن الله جل جلاله لن يسمع منك أكرم عليه من كلامه عز وجل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض» [حسنه الألباني].
تمارين الدعاء:
من أنت إن لم تكثر الدعاء؟!
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [سورة الفرقان: 77].
سبحان الله؛ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» [رواه الترمذي وأبو داود، وصححه الألباني]
وسبحان الله؛ إن من أسباب استجابة الدعاء: الدعاء!!؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء» [رواه الترمذي، وحسنه الألباني]
وأظنك تعرف جيداً فضل الدعاء.. وما بقي عليك العمل..
هذه طائفة من أدعية القرآن الكريم والسنة المطهرة و مناجاة السلف الصالح وتضرعهم.. درب نفسك عليها كل يوم قبل المغرب, وفي السحر، تنفع يوم عرفة.
استعن على كل ما سبق:
1- بصيام التسع: فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صيام تسع ذي الحجة فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس [أبو داود، وصححه الألباني].
2- وبالخلوة قال الله جل جلاله {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [سورة المزمل: 8]، أليس من العمل الصالح: «انتظار الصلاة بعد الصلاة»، ألم يسم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (رباطاً) «فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» [رواه النسائي، وصححه الألباني].. إذًا فصل الفجر في المسجد، ثم ابق منتظراً صلاة العشاء.
3- وبمخالفة الهوى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها..»، فاستغل كثير من الإخوة النص العام - "العمل الصالح" - في اتباع الهوى، فبقي كما هو لا يتفرغ ولا يتبتل، ويقول: إنما هي أيام العمل الصالح، ولم يحدد لنا فيها شيء.. وأنا أمارس حياتي وأنوي أن ذلك من العمل الصالح!!!
وهذا من اتباع الهوى؛ لأنه لو فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف، ونظر في حالهم، لعلم أن أنسب عمل لأفضل الأيام.. هو أفضل الأعمال، وهو الذكر بلا شك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم»، قالوا: "بلى"، قال: «ذكر الله تعالى» [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني] يؤكد أفضلية الذكر لقوله الله جل جلاله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِيْ} [سورة طه: 14].
إنها أيام ذبح فاذبح هواك قال الله جل جلاله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة القصص: 50].
واجب الموقع أيضاً في الأيام العشر: الاستعداد للأضحية:
أين ستصلي العيد؟
لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً، لما رضي أن تصلي معه العيد؛ إن كان لك سعة ولم تضح؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا» [رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني].
إلى متى ستظل متفرجاً على الذين يضحون؟ أيفوتك الحج.. ثم لا تصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إخوتي في الله..
إن كلمة "من كان له سعة" لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتملص من الدين!!، وإنما لرفع الحرج عن غير المستطيع، ثم إنها ترفع همم الذين يتوقون لما لا يطيقون مما يرضي الله عز وجل: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [سورة التوبة: 92].
كم استدنت من أجل الدنيا، ولم تسأل عن حكم الاستدانة؟... ها هو الإمام أحمد يُجوِّز الاستدانة للأضحية..
يا أخي ضحِّ .. إن اسمها: "أضحية"...
واجب الربانيين أيضاً في الأيام العشر: دعوة الدنيا لتكبير الله عز وجل:
نشيدنا، وبهجتنا.. عزنا، وبلسم جراحنا..
الشبه الذي بيننا وبين أهل الجنة.. أنهم في عز عيدهم، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} [سورة يونس: 10]، «يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون أنتم النفس» [صححه الألباني].
فأهل الجنة يأكلون ويشربون ويسبحون، وعيدنا: «أكل وشرب وذكر» [صححه الألباني].
كبِّروا.. كبِّروا.. واعلموا أنكم تكبرون بمناسبة أنكم مسلمون!!... {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [الحج: 37]
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين