المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لُعَبُ الأَطْفَالِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَصَدْرِ الإِسْلامِ


أبو يوسف
24-01-2010, 07:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لُعَبُ الأَطْفَالِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَصَدْرِ الإِسْلامِ


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


فقد يتوهم كثير من الناس أن صبيان العرب في الجاهلية لم يكونوا يلعبون، ولا يروحون عن أنفسهم إذا كلُّوا من مشاقِّ الحياة وأعبائها، ونَصَبِهَا ولأوائِهَا، وهذا توهم باطل يكفي في ردِّه أقلُ نَظَرٍ فِي كُتُبِ الأَدَبِ وشُرُوحِ دَوَاوِيينِ الجاهليينَ أو حتى شواهدِ كُتُبِ النَّحْوِ والصَّرْفِ !
ولأدلل على ذلك ، أكتب لكم هذه الكلمات اليسيرة عن بعض ألعاب الأطفال في الجاهلية وصدر الإسلام.

وقبل ذكر تلك اللُعَبِ وتفسير صفاتها وصورها يجدر بي أن أؤكد الظنون العالقة في صدور القراء من أن تلك الألعاب الجاهلية كانت بسيطة ساذجة كالجاهلية نفسها، فما كان الصبي يظفر بمثل ما قد يظفر به أشقى صبياننا اليوم، ولذا كان قِوامَ ألعابهم إما أسمالٌ باليةٌ متآكلةٌ لا نفعَ فيها، أو حدائدُ متكسرةٌ وخُشُبٌ مشققةٌ لا وطر فيها لحدَّادٍ ولا إربةَ فيها لنجَّارٍ، وإن عجزوا عن ذلك فخطوط يخطونها في قيعة صفصف يحجلون بينها.

ورغم قلة ذات أيديهم مقارنة بصبيان اليوم كان الصبي فيهم أو الجارية الحدثة منهم -ولمَّا تحيض بعد- تنشدُ الأشعارَ الفصيحةَ وتنطق بالكلماتِ الجزلةِ البليغةِ التي يعيا شيوخ أدبائنا اليوم عن أن يحفظوها فضلًا عن أن يحاكوها ، وهذا غير منكر مع تبدل الأزمان والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .




(1) لعبة الخُذْرُوفُ: وهو شيء يربطه الصبي في خيط ثم يدور الخيط حوله في سرعة فيسمع لذلك الشيء صوتًا وهزًا لمقابلته للريح .
ويسميها بعض الأدباء " الخَرَّارةَ " وبعض جهابذة الصبيان يتخذ لنفسه عودًا ويشقه ويبقي في وسطه شاخصًا من جنس العود ويربط في الشاخص شيئًا من عهن (صوف) أو اليرمع بدلًا من الصوف ( وهي أحجار بيض ) ثم يدير العود حوله في سرعة ومهارة ويسمع لذلك حفيفًًا (دويًا شديدًا)تلذ له نفسه.
وقال امرؤ القيس يصف حركة قوائم فرس:


دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ= تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ

(2) البُقَّيرى : وهي لعبة يبقرون(يحفرون) فيها الأرض ويخبئون فيها خبيئًا، فيأتي الصبي إلى شيء فيجعله في الأرض ويسأل قرنه على جمعه.

(3) الكُرة: وهي شيء يجعلونه على هيئة مستديرة ويتقاذفونه ويتسارعون عليه.

(4) عظم وضَّاح : عظم يطرحونه بالليل، ومن يجده فقد غلب أقرانه، وهي لعبة تلعب ليلًا ، وكان يولع بها صبيان الأعراب.

(5) الأنبوثة: وهي لعبة يحفر فيها أحدهم حفيرة ويضع فيها شيئًا ثم يغطيه فمن وجده من أقرانه فقد غلب ، وحري بها أن تسمى الأنبوشة!

(6) الأرجوحة: آلة معروفة مادتها حبال وشاخص(شجرة مثلًا) ، وإذا تأرجح الصبي وحده سمي ذلك حمصًا.

(7) الفئال : لعبة صورتها أن يجمع الصبيان ترابًا ثم يضع فيه أحدهم عودًا من حطب ونحوه ثم يقسم التراب قسمين طولًا ، هذا وأقرانه لا يرونه ثم يقول لهم في القسمين العود ؟! وتسمى البُحْثَة والخُلَّيطى وغير ذلك.

(8) الزحلوفة: وصورتها أن يأتوا بخشبة فيضعوا تحت وسطها شيء يحملها وينقسموا فريقين، يجلس كل فريق على طرف ، فأي الفريقين كان أثقل فاز لأن الفريق الآخر سيطيش لخفته فيستغيث بالفائزين: خلوا خلوا .

(9) مِنْ دِحِنْدِحٍ : وهما كلمتان سميت بهما لعبة ( ولا معنى للكلمتين) يجتمع فيها الصبيان فيكررون الكلمتين فمن أخطأ في نطقهما رفع رجلًا وحجل بالأخرى سبع مرات.

(10) المقلاع أو المِخْذَفَةُ: وهي شيء يتخذ من سعف النخل أو الجلود وتوضع فيها حجارة ويدار في الهواء بسرعة ثم يترك نحو السماء لينطلق الحجر فيصيد الطيور ونحوها، وما زالت تلك اللعبة إلى اليوم. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف وهو أخذك العصاة أو النواة بين السبابة والإبهام ورميك بها.
قال الشاعر:


كأنَّ الحصى من خلفِهِا وأمامِهِا = إذا نجلتْهُ رجلُها خَذْفُ أعسرا

يعني:إذا نجلته رجلها ويدها([1]).

(11) خَرَاج: أن يمسك أحد الصبيان شيئًا في يده محكمًا قبضته عليه ثم يقول لإخوانه أخرجوا ما في يدي.

(12) المطاردة : وصورتها أن يعدو الصبى وراء أقرانه حتى يدرك بعضهم.

(13) الحَجُّورة : أن يخطوا خطًا دائريًا يقف فيه أحدهم ، وبقية خارجه ويحاولون إخراجه.

(14) جبَّى جُعَل : وصورتها أن يضع الصبي رأسه على الأرض ثم ينقلب على الظهر.

(15) البنات: العرائس الساذجة على صورة جارية تخاطبها الفتاة.

(16) المِهْزَام : وصورتها أن يغطي أحدهم رأسه ثم يضربه زملاؤه بأيديهم ويلطمونه ، وقال الأزهري: تضرب استُه ، ثم يقال له: من لطمك؟ فإن عرفه فعل فعله وإلا بقي حتى يجعل الله له مخرجًا.

(17) المدحاة : لعبة يلعبها أهل مكة ، وصورتها أن ياتوا بأحجار ثم يحفروا حفرة على قدر حجر فيها، ثم يبسط أحدهم الأحجار فإن وقع الحجر في الحفرة فقد فاز من حصل على يديه ذلك وإلا فلا ! وكانوا يقامرون بها.

(18) المِخْرَاقُ: وهو منديل يُلْوَى فيضرب به، قال أحيحة بن الجلاح:


لَقِيتكُمُ يَوْمَ الخَنَادِقِ حَاسِراً = كَأَنّ يَدَي بالسّيْفِ مِخْرَاقُ لاَعِبِ

(19) ركوب القصبة: وهي قصبة يركبها الصبي يحاكي بها الرجال راكبي الخيول.


وغير ذلك كثير، ولعلي أوفق لكتابة شيء عن لُعَبِ الفتيان والشيبان فيما بعد.
والله أعلم وصلى الله على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.


[1] - شواهد التوضيح : 113- 114 . ومثله قوله تعالى( سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم) أي سرابيل تقيكم الحر والبرد واخرى تقيكم بأسكم، ولسنا بغضض ذلك.


نقلا عن أبي قتادة وليد الأموي

.

.

الدمشقي
25-01-2010, 12:06 AM
مشكور ياغالي على هذه المعلومات الحلوة
ربي مايحرمنا

:abc_139:

سالي الفلسطينية
25-01-2010, 01:14 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ذوالجناح
25-01-2010, 02:11 PM
ذكرتنا بأيام الصبا في الصحراء حيث كانت أسعد ايام حياتنا موسم نزول السيول لأن الأرض تزرع ولا نرعى الأغنام مساء ونقضي وقتنا من بعد الظهر إلى العتمة في اللعب.
اللعب هي نفسها ولكن تختلف الأسماء:
لعبنا الخدروف، وعظم وضاح ونتخذه من ورك شاة ميتة ولا أدري كيف أننا لم نكن نستقذر الإقدام على ذلك؟!
ولعبنا الفئال، والمطاردة، وجبّى جعل ولا ننقلب إلى منازلنا بعد المغرب إلا وقد امتلأت رؤوسنا ووجوهنا بالرمل ولا تسل عما كنا نلقاه من أمهاتنا من الضرب والتعنيف، لعبنا المهزام وكان أحدنا يضرب على مؤخرة رأسه، ولعبنا ركوب القصبة.
أما المخراق فكنا نلعبه في الليالي المقمرة، حيث نأتي بشماغ ونجعل في وسطه عقدة غليظة ثم يرميه أكبرنا أبعد مايمكنه ومن التقطه يضرب به الآخرين حتى نعدو إلى مكاننا الأول.
حياة البداوة االصحية النقية لم نكن نعرف الكهرباء ولا الغاز ولا الأطعمة المعلبة. فراشنا تغزله النساء في البيوت والسمن واللبن واللحم من المواشي المتوفرة لدى كل أسرة، ولا نعرف من وسائل الإعلام سوى الراديو.
حياة بسيطة ولكنها ممتعة.
تحياتي لك وشكري أخانا العزيز أبايوسف؛ فقد بعثت الحنين فينا للأيام الخوالي.

أبو يوسف
26-01-2010, 03:27 PM
حياكم الله جميعا إخواني الأفاضل

ولا شك الكبار بالسن أدركوا بعض هذه الألعاب ولعبوها ولكن من نشأ حديثا فلا يعرف سوى الرسوم المتحركة وألعاب لا تسمن ولا تعني من جوع

.

خضر صبح
30-01-2010, 03:45 PM
يعتبر اللعب من أهم الأنشطة الحيوية والهامة لحياة الأطفال. فهو وسيلة تعلم للأطفال من العالم المحيط بهم وهو خبرة تعليمية ضرورية تمكن الأطفال من إتقان المهارات واكتساب المفاهيم في الجوانب المعرفية – الاجتماعية – البد نية- والنفسية . فهناك علاقة وثيقة بين ذكاء الطفل واللعب ، فمن خلال اللعب نستدل على درجة ذكاء الطفل ومن خلال استخدامه وممارسته للألعاب ، ويعتبر مخرج وعلاج لمواقف الإحباط ويكشف لنا عن دوافع الطفل ومواهبه فالاهتمام بلعبة معينة من الألعاب تدل على ان الطفل يملك موهبة فنان .
فوائد اللعب :
= من الناحية النفسية :
- تخفيف الضغوطات والقلق والاكتئاب والتوتر.
- تحقيق الذات وإشباع الرغبات .
- تدعيم الثقة بالنفس.
- تفريغ الطاقات المكبوتة.
ومن الناحية التربوية:
- تنمية القدرات العقلية واللغوية والمعرفية.
- تطوير المهارات الإبداعية والابتكارات.
- تعديل السلوكيات السلبية
ومن الناحية الاجتماعية:
- تنمية روح الجماعات المختلطة .
- تنمية الشخصية القيادية.
- شغل أوقات الفراغ.
- تنمية الخواطر الاجتماعية مثل الحب والانتماء والشجاعة والجرأة والاحترام.
ومن الناحية الجسمية:
. شعور الاسترخاء .
. التمتع بصحة جسمية سليمة .
. حماية الجسم من الإمراض .
. اللياقة البدنية.
. تقويه العضلات.
= أهداف اللعب:

-نفسياً :
. إيجاد حالة من التوازن النفسي والهدوء الانفعالي عند الطفل.
. التغلب على الاضطرابات النفسية.

:عضوياً وحيوياً -

. تنشيط الوظائف في الأعضاء الجسمية .
. تجديد مختلف القوى الحيوية .
- اجتماعياً:
. إعطاء الطفل القدرة على التعبير عن نفسه بطرق سليمة.
. التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه وتكوين صداقات.
فلا تحرموا أطفالكم ممارسة اللعب حتى لا يحرموا هذه الفوائد

أبو فارس
02-02-2010, 06:13 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .