k.aman
13-04-2008, 11:13 PM
size=5] قال تبارك وتعالى عن أهمية المساجد فى العقيدة الإسلامية:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }البقرة114
{وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187
{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }التوبة17
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18
{ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18
[/SIZE]
أرجو أن تكون هذه الآيات قد أكدت على قيمة المساجد فى العقيدة الإسلامية ...
صلاة الجماعة يا إخوة الإسلام ...
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي المُسلم ............... وفقه الله ورعاه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بلغني بارك الله بحياتكم وحباكم من فضله العظيم ورفع قدركم في الدارين عملكم بقول بعض الأئمة أن صلاة الجماعة مستحبة غير واجبة ،مع تقديركم وتبجيلكم واحترامكم لمن قال بوجوبها من أئمة الحنابلة رحمهم الله تعالى فجزاكم الله خيراً على حسن تعاملكم وتقديركم لأئمة الدين ورفع الله منزلتكم في عليين .
وإني يا أخي الحبيب وإن كنت مُسلّماً بماذكرتم وعلى علم تام بخلاف الفقهاء في المسألة ، ومقدرا لعلمهم وزهدهم وجهودهم التي بذلوها لرفعة الأمة إلا أنني أعتب عليكم في تطبيق الأخذ بالرخص على نفسك فأنت وأمثالك شأنهم الأخذ بالعزائم لا التراخي للرخص ، فإن الله قد أمتن عليكم بنعمة الاستقامة ،وابتلاكم وامتحنكم بأن صرتم قدوات للناس ،فقد يكون الترخص من أمثالكم دون موجب سبب لفتنة غيركم ليس في هذه المسألة ، بل في غيرها . ولذا فإن الشيطان لايدخل على الإنسان من باب أنه يريد به الشر بل يرقق له الأمور فيترك النوافل المطلقة ثم بترك السنن الرواتب ثم يترك سنة الفجر ثم يترك الوتر ثم يترك صلاة الجماعة وهكذا ينزل به شيئاً فشيئاً حتى يضيع عليه أعزما يملك من عرى موثقة بينه وبين ربه .
ولذا كان من فضل الله على عباده أن شرع لهم من الشرائع ما يكون سورا يحفظ لهم به قوة إيمانهم ،ويرفع به درجاتهم . فكانت صلاة الجماعة سوراً يتحصن به عن ترك الصلاة مطلقاً، وكانت السنن الرواتب سوراً يحمي به صلاة الجماعة ،وكانت المحافظة على الوتر وسنة الفجر حتى في السفر سوراً يحمي به السنن الرواتب ،وكانت المحافظة على النوافل المطلقة سوراً يحمي به مادونها من نوافل امتثالاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه لما سأله أن يرافقه في الجنة فقال : ((أعني على نفسك بكثرة السجود )) أي بكثرة صلاة النوافل .وهكذا النوافل كسنة الضحى ،وغيرها .
إذن يا أخي الحبيب ليست المسألة عبادة لمجرد الخوف فقط فإن كان لا ينبني عليها عقاب تركها العبد ،ولكن عبادة الصالحين رغباً ورهباً وخشوعاً ، وتعرض لنفحات الله ،فرب سجدة يفعلها العبد تكون سبباً لنجاته، ورب عبادة يهمل فيها العبد يتمنى لو أنها فعلها ساعة لاندم .
إن الدنيا مزرعة للآخرة ،وإن الجنة درجات فكيف بك ياأخي الكريم وقد فاتك مرافقة المحسنين ،كيف بك يا أخي وقد سبقك إخوانك ؟فهانحن نتذاكر في وقت المهلة فإنما هي أنفاس قلائل ثم نغادر دار الفناء إلى دار الخلود والبقاء .والنفس على ما تعودها .
انظر أخي الحبيب كم من الخير لأداء الجماعة وكذا أداؤها في المسجد قد يفوته الإنسان بالكسل :
اولاً: لا يفوتك الأجر المضاعَف
1- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )) [ متفق عليه ] .
ثانياً : هل يحسن بنا أن نفوت هذه الكنوز ؟:
1ـ يفوته رفع الدرجات .
2ـ حط الخطيئات.
3ـ دعاء الملائكة له.
4ـ أجر اعتكافه في المسجد منتظراً للصلاة.دليل ما سبق- قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الرجل في جماعة تَضْعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة ، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة ، وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي عليه ، ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة )) [ متفق عليه ] .
ُثالثاً : تفوته فرصة غفران الذُّنوب:
- قال صلى الله عليه وسلم : (( من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء ، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام ، غُفِرَ له ذنبه )) [ رواه ابن خزيمة في صحّيَحه ] .
رابعاً : يفوته سنن أهل الهدى وأوشك على الضلال :
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بِهِن ، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن من سُنن الهدى ، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ؛ لتركتم سُنَّة نبيّكم ، ولو تركتم سُنّة نبيّكم لضللتم .. ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلوم النِّفاق ، ولقد كان الرَّجُل يُؤْتى به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقام في الصَّف )) [ رواه مسلم ] .
خامساً : قد يفوته فضل هذا الحديث:
1ـ من حافَظ على الجماعة عاش بخير ومات بخير.
2ـ أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.
5- وقال صلى الله عليه وسلم : (( أتاني الليلة آتٍ من ربي . قال : يا محمد ! أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ؛ في الكفّارات والدرجات ، ونقل الأقدام للجماعات ، وإسباغ الوضوء في السَّبَرات ، وانتظار الصلاة ، ومَن حافظ عليهن عاش بخير ، ومات بخير ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) [ رواه أحمد والترمذي ] .
سادساً : فضل صلاة العشاء والفجر جماعة
8- قال صلى الله عليه وسلم : (( من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومَن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )) [ رواه مسلم ] .
سابعاً: براءة من النار وبراءة من النفاق
- قال صلى الله عليه وسلم : (( مَن صلَّى لله أربعين يوماً في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كُتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق )) [ رواه الترمذي ] .
ثامناً : مما يدل على فضل الصلاة في المسجد أن من كان شديد الحب للمساجد فإن الله تبارك وتعالى يظله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .
يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد) : معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها .
تاسعاً : لا يفوتك فضل المشي إلى المساجد :
روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد قال : والبقاع خالية . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام أي الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد .
عاشراً : لا تفوت أجر كأجر الحاج المحرم: فقد روى الإمام أحمد والإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ) حديث حسن .
الله أكبر ! ما أعظم اجر الخارج إلى المسجد .
الحادي عشر: أنه في ضمان الله ورعايته : فقد روى الإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل ) وذكر منهم ( ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ) حديث صحيح ما أوثق هذا الضمان وأعظمه ! وأي ضمان أعظم من ضمان مولانا عزوجل؟.
الثاني عشر: بشارة لأهل المشي للمساجد بالنور التام يوم القيامة:روى الإمام ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليبشر المشاءون في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة ) حديث صحيح .
وقال الطيبي في شرح الحديث ( في وصف النور التام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا )
الثالث عشر: إكرام الله لأهل الصلاة في المسجد:عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح ) رواه البخاري ومسلم
الرابع عشر: آت المسجد زائر الله تعالى :
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر ) سبحانه جل شأنه يكرم عباده تفضلاً منه وإنعاماً.
الخامس عشر : فضل الصفوف الأولى وميامن الصفوف :
إن لصلاة الجماعة في الصفوف الأولى ولاسيما في الصف الأول فضلاً عظيماً وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث هذا الفضل ومنها : قوله ( لو يعلم الناس مافي النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) حديث صحيح .
وروى الإمام أبو داود عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وان الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه ) .
كما أن الله تعالى وملائكته يصلون على الصفوف الأولى وميامن الصفوف فقد قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى )كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ).
السادس عشر : الصلاة في الجماعة تعصم العبد من الشيطان :
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة )
ومعنى ذئب الغنم أن الشيطان مفسد للإنسان بإغوائه كإفساد الذئب إذا أطلق في قطيع من الغنم .
السابع عشر: زيادة فضل الجماعة بزيادة عدد المصلين :
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل ) .
هذا ما تيسر جمعه من فضائل الصلاة مع الجماعة ولعل ما ذكر فيه الكفاية والدلالة على الفضائل الكثيرة العظيمة للصلاة مع الجماعة وليست المسألة هل هي واجبة أم لا ؟ وإنما المسألة أن هناك كنوز تضييع ، وبالمقابل هناك شيطان يتربص وله خطوات ،والنفس أمارة بالسوء يريد الإنسان راحتها، وراحتها ليست في هذه الدار ،إذ كيف تكون الراحة في دار الكبد والمشقة ؟وإنما راحتها أن نجاهدها حتى يستوي لها الطريق وعند الصباح يحمد القوم السرى .
فمن الظلم أن نلقي بأنفسنا وهي أمانة على خطوات الشياطين ثم نعاتبها
ألقوه في اليم مكتوفاً وقالوا له *** إياك إياك أن تبتل بالماء .
واسأل الله أن يجمعنا بك أخي الحبيب في أعلى عليين وصلى الله وسلم على سيدنا وحبينا محمد وعلى آله وصحبه .
بعد كل هذا لا يجوز الإستهتار بصلاة الجماعة بالمساجد .. فهى أهم دعائم عمارة المساجد التى قال عنها سبحانه أنه لا يُؤديها إلا من آمن بالله واليوم الآخر :
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ ..مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18
اللهم ربنا أدخلنا برحمتك مع الذين قلت عنهم:
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ.. فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ.. وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }البقرة114
{وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187
{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }التوبة17
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18
{ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18
[/SIZE]
أرجو أن تكون هذه الآيات قد أكدت على قيمة المساجد فى العقيدة الإسلامية ...
صلاة الجماعة يا إخوة الإسلام ...
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي المُسلم ............... وفقه الله ورعاه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بلغني بارك الله بحياتكم وحباكم من فضله العظيم ورفع قدركم في الدارين عملكم بقول بعض الأئمة أن صلاة الجماعة مستحبة غير واجبة ،مع تقديركم وتبجيلكم واحترامكم لمن قال بوجوبها من أئمة الحنابلة رحمهم الله تعالى فجزاكم الله خيراً على حسن تعاملكم وتقديركم لأئمة الدين ورفع الله منزلتكم في عليين .
وإني يا أخي الحبيب وإن كنت مُسلّماً بماذكرتم وعلى علم تام بخلاف الفقهاء في المسألة ، ومقدرا لعلمهم وزهدهم وجهودهم التي بذلوها لرفعة الأمة إلا أنني أعتب عليكم في تطبيق الأخذ بالرخص على نفسك فأنت وأمثالك شأنهم الأخذ بالعزائم لا التراخي للرخص ، فإن الله قد أمتن عليكم بنعمة الاستقامة ،وابتلاكم وامتحنكم بأن صرتم قدوات للناس ،فقد يكون الترخص من أمثالكم دون موجب سبب لفتنة غيركم ليس في هذه المسألة ، بل في غيرها . ولذا فإن الشيطان لايدخل على الإنسان من باب أنه يريد به الشر بل يرقق له الأمور فيترك النوافل المطلقة ثم بترك السنن الرواتب ثم يترك سنة الفجر ثم يترك الوتر ثم يترك صلاة الجماعة وهكذا ينزل به شيئاً فشيئاً حتى يضيع عليه أعزما يملك من عرى موثقة بينه وبين ربه .
ولذا كان من فضل الله على عباده أن شرع لهم من الشرائع ما يكون سورا يحفظ لهم به قوة إيمانهم ،ويرفع به درجاتهم . فكانت صلاة الجماعة سوراً يتحصن به عن ترك الصلاة مطلقاً، وكانت السنن الرواتب سوراً يحمي به صلاة الجماعة ،وكانت المحافظة على الوتر وسنة الفجر حتى في السفر سوراً يحمي به السنن الرواتب ،وكانت المحافظة على النوافل المطلقة سوراً يحمي به مادونها من نوافل امتثالاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه لما سأله أن يرافقه في الجنة فقال : ((أعني على نفسك بكثرة السجود )) أي بكثرة صلاة النوافل .وهكذا النوافل كسنة الضحى ،وغيرها .
إذن يا أخي الحبيب ليست المسألة عبادة لمجرد الخوف فقط فإن كان لا ينبني عليها عقاب تركها العبد ،ولكن عبادة الصالحين رغباً ورهباً وخشوعاً ، وتعرض لنفحات الله ،فرب سجدة يفعلها العبد تكون سبباً لنجاته، ورب عبادة يهمل فيها العبد يتمنى لو أنها فعلها ساعة لاندم .
إن الدنيا مزرعة للآخرة ،وإن الجنة درجات فكيف بك ياأخي الكريم وقد فاتك مرافقة المحسنين ،كيف بك يا أخي وقد سبقك إخوانك ؟فهانحن نتذاكر في وقت المهلة فإنما هي أنفاس قلائل ثم نغادر دار الفناء إلى دار الخلود والبقاء .والنفس على ما تعودها .
انظر أخي الحبيب كم من الخير لأداء الجماعة وكذا أداؤها في المسجد قد يفوته الإنسان بالكسل :
اولاً: لا يفوتك الأجر المضاعَف
1- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )) [ متفق عليه ] .
ثانياً : هل يحسن بنا أن نفوت هذه الكنوز ؟:
1ـ يفوته رفع الدرجات .
2ـ حط الخطيئات.
3ـ دعاء الملائكة له.
4ـ أجر اعتكافه في المسجد منتظراً للصلاة.دليل ما سبق- قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الرجل في جماعة تَضْعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة ، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة ، وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي عليه ، ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة )) [ متفق عليه ] .
ُثالثاً : تفوته فرصة غفران الذُّنوب:
- قال صلى الله عليه وسلم : (( من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء ، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام ، غُفِرَ له ذنبه )) [ رواه ابن خزيمة في صحّيَحه ] .
رابعاً : يفوته سنن أهل الهدى وأوشك على الضلال :
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بِهِن ، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن من سُنن الهدى ، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ؛ لتركتم سُنَّة نبيّكم ، ولو تركتم سُنّة نبيّكم لضللتم .. ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلوم النِّفاق ، ولقد كان الرَّجُل يُؤْتى به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقام في الصَّف )) [ رواه مسلم ] .
خامساً : قد يفوته فضل هذا الحديث:
1ـ من حافَظ على الجماعة عاش بخير ومات بخير.
2ـ أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.
5- وقال صلى الله عليه وسلم : (( أتاني الليلة آتٍ من ربي . قال : يا محمد ! أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ؛ في الكفّارات والدرجات ، ونقل الأقدام للجماعات ، وإسباغ الوضوء في السَّبَرات ، وانتظار الصلاة ، ومَن حافظ عليهن عاش بخير ، ومات بخير ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) [ رواه أحمد والترمذي ] .
سادساً : فضل صلاة العشاء والفجر جماعة
8- قال صلى الله عليه وسلم : (( من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومَن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )) [ رواه مسلم ] .
سابعاً: براءة من النار وبراءة من النفاق
- قال صلى الله عليه وسلم : (( مَن صلَّى لله أربعين يوماً في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كُتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق )) [ رواه الترمذي ] .
ثامناً : مما يدل على فضل الصلاة في المسجد أن من كان شديد الحب للمساجد فإن الله تبارك وتعالى يظله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .
يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد) : معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها .
تاسعاً : لا يفوتك فضل المشي إلى المساجد :
روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد قال : والبقاع خالية . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام أي الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد .
عاشراً : لا تفوت أجر كأجر الحاج المحرم: فقد روى الإمام أحمد والإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ) حديث حسن .
الله أكبر ! ما أعظم اجر الخارج إلى المسجد .
الحادي عشر: أنه في ضمان الله ورعايته : فقد روى الإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل ) وذكر منهم ( ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ) حديث صحيح ما أوثق هذا الضمان وأعظمه ! وأي ضمان أعظم من ضمان مولانا عزوجل؟.
الثاني عشر: بشارة لأهل المشي للمساجد بالنور التام يوم القيامة:روى الإمام ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليبشر المشاءون في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة ) حديث صحيح .
وقال الطيبي في شرح الحديث ( في وصف النور التام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا )
الثالث عشر: إكرام الله لأهل الصلاة في المسجد:عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح ) رواه البخاري ومسلم
الرابع عشر: آت المسجد زائر الله تعالى :
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر ) سبحانه جل شأنه يكرم عباده تفضلاً منه وإنعاماً.
الخامس عشر : فضل الصفوف الأولى وميامن الصفوف :
إن لصلاة الجماعة في الصفوف الأولى ولاسيما في الصف الأول فضلاً عظيماً وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث هذا الفضل ومنها : قوله ( لو يعلم الناس مافي النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) حديث صحيح .
وروى الإمام أبو داود عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وان الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه ) .
كما أن الله تعالى وملائكته يصلون على الصفوف الأولى وميامن الصفوف فقد قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى )كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ).
السادس عشر : الصلاة في الجماعة تعصم العبد من الشيطان :
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة )
ومعنى ذئب الغنم أن الشيطان مفسد للإنسان بإغوائه كإفساد الذئب إذا أطلق في قطيع من الغنم .
السابع عشر: زيادة فضل الجماعة بزيادة عدد المصلين :
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل ) .
هذا ما تيسر جمعه من فضائل الصلاة مع الجماعة ولعل ما ذكر فيه الكفاية والدلالة على الفضائل الكثيرة العظيمة للصلاة مع الجماعة وليست المسألة هل هي واجبة أم لا ؟ وإنما المسألة أن هناك كنوز تضييع ، وبالمقابل هناك شيطان يتربص وله خطوات ،والنفس أمارة بالسوء يريد الإنسان راحتها، وراحتها ليست في هذه الدار ،إذ كيف تكون الراحة في دار الكبد والمشقة ؟وإنما راحتها أن نجاهدها حتى يستوي لها الطريق وعند الصباح يحمد القوم السرى .
فمن الظلم أن نلقي بأنفسنا وهي أمانة على خطوات الشياطين ثم نعاتبها
ألقوه في اليم مكتوفاً وقالوا له *** إياك إياك أن تبتل بالماء .
واسأل الله أن يجمعنا بك أخي الحبيب في أعلى عليين وصلى الله وسلم على سيدنا وحبينا محمد وعلى آله وصحبه .
بعد كل هذا لا يجوز الإستهتار بصلاة الجماعة بالمساجد .. فهى أهم دعائم عمارة المساجد التى قال عنها سبحانه أنه لا يُؤديها إلا من آمن بالله واليوم الآخر :
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ ..مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18
اللهم ربنا أدخلنا برحمتك مع الذين قلت عنهم:
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ.. فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ.. وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته