abohmam
13-03-2010, 04:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا تحدثت مع بعض الأخوة حول مشروعية إطالة الجلوس فى الحمام والقراءة فيه
فنقلت له هذه الفتوى وقلت ربما يستفيد منها باقى الأعضاء لذلك اقدمها لكم هنافى القسم ان شاءا لله
إطالة الجلوس في الحمام والقراءة فيه
السؤال : يمضي زوجي معظم وقته بالحمام ويمضيه في القراءة والتدخين حتى أنه يشرب وهو جالس في الحمام، وأنا خائفة بشأنه وشأني لأني تعلمت بينما كنت طفلة أن الحمام هو مسكن الجن ويجب ألا نقضي الكثير من الوقت فيه.. وأنا باحثة عن نهج إسلامي يشرح له مساوئ الأمر.
الجواب : الحمد لله
نسأل الله لهذا الزوج الهداية للرشد والتوفيق للصواب ، فإن ما ما يقوم به من قضاء معظم وقته في الحمام مما لا ينبغي أن يصدر من مسلم ، فإن الحمامات إنما بنيت لقضاء الحاجة والاستحمام ، لا للجلوس والقراءة والاستجمام .
وفي جلوسه فيها فترة طويلة محاذير جمة ، منها :
أولاً : أن الحمامات في الغالب لا تخلو من النجاسات والقاذورات ، وجلوسه فيه يعرضه لملابستها ، والمسلم مأمور باجتناب النجاسات والتنزه عنها .
ثانياً : أن أماكن قضاء الحاجة تحضرها الشياطين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
فعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَة ٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ) . رواه أبو داود (6) وصححه الألباني في الصحيحة (1070) .
( الْحُشُوشَ ) هي أماكن قضاء الحاجة .
( مُحْتَضَرَةٌ ) أي تحضرها الشياطين .
( الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ) أي ذكران الشياطين وإناثهم .
فمواضع قضاء الحاجة مواطن الشياطين ، ولذلك أمرنا بالاستعاذة عند دخولها .
قال الخطابي : " الشياطين تحضر تلك الأمكنة وترصدها بالأذى والفساد ؛ لأنها مواضع يُهجر فيها ذكر اللّه ، وتُكشف فيها العورات ". انتهى "معالم السنن" (1 / 22).
قال الشيخ ابن جبرين : " ومعلوم أن الشياطين تألف الأماكن المستقذرة ، وتألف الأماكن النجسة ، فإذا لم يتحفظ الإنسان من الشياطين عبثت به ... فأوقعته في نجاسة ، أو في خبث حسي أو معنوي ، والحسي يتمثل بأن يتقذر بالنجاسة ولا يبالي ، وأما معنوي فبأن يوسوس ويتوهم ويقع في وساوس شيطانية تدوم معه ، فلأجل ذلك أُمر بالاستعاذة وبذكر اسم الله تعالى ". انتهى من شرحه لأحاديث عمدة الأحكام ( الدرس الثاني).
وقال الشيخ ابن عثيمين : " وفائدة هذه الاستعاذة : الالتجاء إلى الله عز وجل من الخبث والخبائث لأن هذا المكان خبيث ، والخبيث مأوى الخبثاء فهو مأوى الشياطين ، فصار من المناسب إذا أراد دخول الخلاء أن يقول : أعوذ بالله من الخبث والخبائث حتى لا يصيبه الخبث وهو الشر ، ولا الخبائث وهو النفوس الشريرة ". انتهى "الشرح الممتع" (1/ 83) .
ثالثاً : أن في البقاء في الحمام فترة طويلة من غير حاجة كشف للعورة من غير مبرر ، ولا يجوز للرجل كشف عورته ، حتى ولو كان خاليا ، إلا لحاجة .
عن معاوية بن حيدة قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟.
قَالَ: احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ .
فَقَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ .
قَالَ: إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ .
قُلْتُ: وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا .
قَالَ: فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ .
رواه الترمذي (2769) وأبو داود (4017) وحسنه الألباني في آداب الزفاف صـ36.
رابعاً : أن العلماء قد كرهوا إطالة القعود في الخلاء لغير حاجة .
قال شيخ الإسلام : " ولا يطيل المقام لغير حاجة ؛ لان المقام فيه لغير حاجة مكروه ؛ لأنه مُحْتَضر الشياطين وموضع إبداء العورة ". انتهى " شرح العمدة" (1/60).
وقال الفقيه ابن حجر الهيتمي : " ويكره إطالة المكث في محل قضاء الحاجة " انتهى من تحفة المحتاج (2/241).
والواجب على المسلم ، واللائق بحاله ، أن ينزِّه نفسه عن الخبث والنجس من الأقوال والأفعال وأن ينأى بنفسه عن أماكن هذا الخبث والنجس ، بل لو كان ذلك مباحاً له ، لكان ينبغي أن يمنعه طيب حاله من ألف هذه الأماكن وإطالة الجلوس فيها .
والله أعلم .
.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا تحدثت مع بعض الأخوة حول مشروعية إطالة الجلوس فى الحمام والقراءة فيه
فنقلت له هذه الفتوى وقلت ربما يستفيد منها باقى الأعضاء لذلك اقدمها لكم هنافى القسم ان شاءا لله
إطالة الجلوس في الحمام والقراءة فيه
السؤال : يمضي زوجي معظم وقته بالحمام ويمضيه في القراءة والتدخين حتى أنه يشرب وهو جالس في الحمام، وأنا خائفة بشأنه وشأني لأني تعلمت بينما كنت طفلة أن الحمام هو مسكن الجن ويجب ألا نقضي الكثير من الوقت فيه.. وأنا باحثة عن نهج إسلامي يشرح له مساوئ الأمر.
الجواب : الحمد لله
نسأل الله لهذا الزوج الهداية للرشد والتوفيق للصواب ، فإن ما ما يقوم به من قضاء معظم وقته في الحمام مما لا ينبغي أن يصدر من مسلم ، فإن الحمامات إنما بنيت لقضاء الحاجة والاستحمام ، لا للجلوس والقراءة والاستجمام .
وفي جلوسه فيها فترة طويلة محاذير جمة ، منها :
أولاً : أن الحمامات في الغالب لا تخلو من النجاسات والقاذورات ، وجلوسه فيه يعرضه لملابستها ، والمسلم مأمور باجتناب النجاسات والتنزه عنها .
ثانياً : أن أماكن قضاء الحاجة تحضرها الشياطين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
فعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَة ٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ) . رواه أبو داود (6) وصححه الألباني في الصحيحة (1070) .
( الْحُشُوشَ ) هي أماكن قضاء الحاجة .
( مُحْتَضَرَةٌ ) أي تحضرها الشياطين .
( الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ) أي ذكران الشياطين وإناثهم .
فمواضع قضاء الحاجة مواطن الشياطين ، ولذلك أمرنا بالاستعاذة عند دخولها .
قال الخطابي : " الشياطين تحضر تلك الأمكنة وترصدها بالأذى والفساد ؛ لأنها مواضع يُهجر فيها ذكر اللّه ، وتُكشف فيها العورات ". انتهى "معالم السنن" (1 / 22).
قال الشيخ ابن جبرين : " ومعلوم أن الشياطين تألف الأماكن المستقذرة ، وتألف الأماكن النجسة ، فإذا لم يتحفظ الإنسان من الشياطين عبثت به ... فأوقعته في نجاسة ، أو في خبث حسي أو معنوي ، والحسي يتمثل بأن يتقذر بالنجاسة ولا يبالي ، وأما معنوي فبأن يوسوس ويتوهم ويقع في وساوس شيطانية تدوم معه ، فلأجل ذلك أُمر بالاستعاذة وبذكر اسم الله تعالى ". انتهى من شرحه لأحاديث عمدة الأحكام ( الدرس الثاني).
وقال الشيخ ابن عثيمين : " وفائدة هذه الاستعاذة : الالتجاء إلى الله عز وجل من الخبث والخبائث لأن هذا المكان خبيث ، والخبيث مأوى الخبثاء فهو مأوى الشياطين ، فصار من المناسب إذا أراد دخول الخلاء أن يقول : أعوذ بالله من الخبث والخبائث حتى لا يصيبه الخبث وهو الشر ، ولا الخبائث وهو النفوس الشريرة ". انتهى "الشرح الممتع" (1/ 83) .
ثالثاً : أن في البقاء في الحمام فترة طويلة من غير حاجة كشف للعورة من غير مبرر ، ولا يجوز للرجل كشف عورته ، حتى ولو كان خاليا ، إلا لحاجة .
عن معاوية بن حيدة قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟.
قَالَ: احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ .
فَقَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ .
قَالَ: إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ .
قُلْتُ: وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا .
قَالَ: فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ .
رواه الترمذي (2769) وأبو داود (4017) وحسنه الألباني في آداب الزفاف صـ36.
رابعاً : أن العلماء قد كرهوا إطالة القعود في الخلاء لغير حاجة .
قال شيخ الإسلام : " ولا يطيل المقام لغير حاجة ؛ لان المقام فيه لغير حاجة مكروه ؛ لأنه مُحْتَضر الشياطين وموضع إبداء العورة ". انتهى " شرح العمدة" (1/60).
وقال الفقيه ابن حجر الهيتمي : " ويكره إطالة المكث في محل قضاء الحاجة " انتهى من تحفة المحتاج (2/241).
والواجب على المسلم ، واللائق بحاله ، أن ينزِّه نفسه عن الخبث والنجس من الأقوال والأفعال وأن ينأى بنفسه عن أماكن هذا الخبث والنجس ، بل لو كان ذلك مباحاً له ، لكان ينبغي أن يمنعه طيب حاله من ألف هذه الأماكن وإطالة الجلوس فيها .
والله أعلم .
.