المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخطار موانع الحمل, المقال الأول


صلاح أبو إلياس
19-03-2010, 06:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين, بعد:

فقد وقفت على بعض مواضيع أخينا الدكتور محمد أبو شهدة شكير حفظه الله

وأحببت ان أنشره هنا ي هذا الموقع المبارك لتعم الفائدة


بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد، فقد لاحظت أن بعض المقالات القديمة التي كانت في المنتدى منذ سنوات لم تعد موجودة، ولعل السبب في ذلك ضياع الموقع وبياناته في أحد الأعوام الماضية، ومن بين هذه المقالات، هذا المقال الأول الذي كنت كتبته عن أخطار موانع الحمل منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، وكتبت تتمة عنه حول الحلول المقترحة، وقد ارتأيت إعادة إدراجه لكي تعم به الفائدة، نسأل الله التوفيق والإخلاص.

وإليكم نص الموضوع:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد،

فهذه رسالة موجهة إلى كل مسلم ومسلمة، يحبون الله ورسوله، والعمل بما أنزله الله عز وجل من الوحي على رسوله المصطفى الكريم، الصادق المصدوق الأمين، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، فيشمل ذلك ترك كل ممنوع والإبتعاد عن كل مشبوه، وهي داخلة في باب النصح للأمة، وتذكيرهم بما فيه خيرهم وصلاحهم، في دينهم ودنياهم، كما قال الرسول عليه السلام: (إنما الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، فلابد من تذكير الناس بكل خير لم يبلغوه، وتحذيرهم من كل شر قد يقعون فيه، كما يجب على المرء أن يحب لإخوته المسلمين مثل ما يحب لنفسه، مصداقا لقوله عليه السلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

ونظرا لكل ما سلف ذكره، فقد ارتأيت، ذكر بعض المشاكل التي وقع فيها جل الناس في هذا العصر، مرتبطة بالمجال الطبي، فلا تكاد تجد من أفلت منها، وهذه المشاكل تشتمل مخالفات شرعية وصحية هامة;وأخض بالذكر هنا ما يتعلق بالجانب الطبي والصحي، فهذه السلوكات الصحية التي تجلب ضررا على صحة المرء، يكفينا أن نستدل عليها بالآية الكريمة التالية: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وإن كانت الأدلة كثيرة في هذا الباب، والتي تفيد تحريم إلحاق الضرر بالنفس، فنكتفي بالآية السابقة، حتى لا نطيل في المقدمة.

هذه السلوكات والوسائل التي أشرنا إليها آنفا، هي بعض الأنواع من الوسائل المعتمدة اليوم في تنظيم النسل (الذي يسمى أيضا تنظيم الأسرة)، وخصوصا منها الوسائل التي يعتمدها جل الناس اليوم نظرا لإنخفاض نسبة الفشل في استعمالها، وهي: حبوب منع الحمل بأنواعها، واللولب والحقن، أما الوسائل الأخرى كالعزل والواقي الذكري والحجاب الواقي الأنثوي، والحساب الدوري، فلم يثبت في استعمالها أثر سلبي من الناحية الطبية ولا نهي من الناحية الشرعية.

إن الاستعمال الدائم لهذه الوسائل في مدة طويلة مع أن نتائجها شبه مضمونة، لها عواقب صحية وخيمة على المدى البعيد، وقد ثبتت هذه العواقب بفضل الله عز وجل بعد الدراسات العلمية التي تعنى بالبحث عن الأعراض الجانبية لكل دواء أو وسيلة طبية مجربة، وقد أحببنا التذكير ببعض هذه الأعراض، حتى يكون القراء الأفاضل على بينة من أمرهم، خصوصا منهم المتزوجين الذي يتعاطونها، وسوف أذكر أخطار كل صنف من هذه الأصناف إجمالا:

1/- حبوب منع الحمل بأنواعها:

*تسبب مشاكل في جدران الأوعية، مما قد يؤدي إلى انغلاقها(thromboses)، أو إلى حدوث نزيف تلقائي في الدماغ مثلا(accidents vasculaires cérébrals)، أو إلى انغلاق الشرايين المغذية للقلب(infarctus du myocarde)، إلى غير ذلك من الأعراض المرافقة لتأثر الأوعية المنتشرة في أنحاء الجسم، كارتفاع الضغط الدموي وغيره.

*تسبب أيضا خللا في عمليات تحليل الذهنيات والسكريات (métabolisme lipidique et glucidiques)،، مما يؤدي إلى ظهور البدانة (زيادة 1-2 كلغ من الوزن) وغيرها من العواقب المترتبة عن ذلك.

*كما تسبب ظهور بعض السرطانات التي ابتليت بها أمتنا دون من قبلها، وأخص بالذكر هنا سرطان الثدي(cancer du sein) الذي أصبح منتشرا بشكل كبير في بلدنا خاصة وبلدان العالم الثالث عامة.

*تسبب أيضا أعراضا أخرى أقل خطورة مثل: القيء، آلام الثديين، خلل في نمو الشعر في مختلف أنحاء الجسم، قلة كمية دم الحيض، الإحساس بثقل في الساقين، جفاف المهبل(مما يجعل الجماع صعبا ومؤلما)، وأحيانا تسبب خللا في الشهوة الجنسية .

2/الحقن الشهرية:

* تسبب عادة نزيفا حادا عند النساء الائي يستعملنها (métrorragies).
*أحيانا انقطاع العادة الشهرية دون وجود حمل(aménorrhée)، أو ارتباك نظامها.
*زيادة مفرطة في الوزن.
*خلل في أنظمة تحليل السكريات والذهنيات (troubles métaboliques).

3/-اللولب، بمختلف أنواعه:

*نزيف، وهذا ملحوظ بنسبة كبيرة.
*التعفن (infection)، ويحدث في 3% إلى 9% من الحالات. يكون العلاج صعبا ويستلزم نزعه من الرحم.
*آلام في أسفل البطن (douleurs pelviennes).
*أحيانا قد يسبب تمزقا في جدار الرحم أثناء تركيبه، وفي حالات نادرة تحدث هجرة اللولب من الرحم إلى المثانة البولية أو داخل البطن، وذلك بعد مدة طويلة.
*كما يمكن أن يسبب العقم لكون السر في نظام عمله كمانع للحمل يكمن في إحداث التهاب مزمن في مخاطة الرحم، مما قد يسبب فقدانها خصائصها الطبيعية لاستقبال البويضة المخصبة.

وأكثر هذه الوسائل استعمالا الحبوب واللولب، أما الحقن فغالب النساء لا يطقن أعراضها، أضف إلى ذلك أنها غير مضمونة مثل الطريقتين السابقتين، كل هذا فيما يخص الأعراض الجانبية لاستعمال هذه الوسائل أما من الناحية الشرعية، فلا أريد التفصيل في هذا المقام، وأترك ذلك لبحث آخر بإذن الله.

أكتفي بهذا القدر، على أساس أنه سيكون هناك مزيد من البحث من الناحية الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع، وإن كان الهدف الأول من هذه الرسالة هو توضيح خطورة هذه الوسائل المهلكة، وبيان آثارها الممكنة على الصحة وبالتالي على المجتمع، وأما قضية الحلول المقترحة، فأتركها لرسالة أخرى مقبلة إن شاء الله، أفصل فيها ما يمكن اقتراحه من وسائل وطرق بديلة ومغنية عن اتباع هذا النهج الصحي الذي صار عليه السواد الأعظم من الناس.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه محمد أبو شهدة في 19 شتنبر 2006.

أبو يوسف
19-03-2010, 07:17 PM
بارك الله فيك أخي صلاح أبو إلياس

وجزاك الله خيرا على حسن إنتقاء مواضيعك

الدمشقي
20-03-2010, 09:54 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

abohmam
23-03-2010, 09:58 PM
جزاك الله خيرا أخى صلاح على المشاركة

لك التحية والشكر

صلاح أبو إلياس
24-03-2010, 01:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وجزاكم الله كل خير أسأل الله النصر للإسلام والمسلمين