خضر صبح
20-03-2010, 07:15 PM
لجزم بلن:abc_088: .. من "توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك" للمرادي
--------------------------------------------------------------------------------
لكل عمل مهام، ولكل مهمة مهارات يجب أن تراعى، ومن يتعامل مع كتب التراث ينبغي أن يلم باللهجات واللغات القديمة والآراء غير المشهورة؛ لأن احتمال مصادفته إياها وارد بكثرة.
ولقد حدث هذا بورود أحدها في "لسان العرب" الذي يحتوي بيت جرير الآتي:
وابنُ اللَّبُونِ إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ ** لن يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ
فظن المراجع أنها "لم"، وأن "لن" خطأ لغوي فسارع إلى التصحيح على الرغم من وجودها في المطبوع، وعلى الرغم من ورود الجزم بلن عن بعض العرب مخالفة للمشهور عنها.
فدفعني ذلك إلى أن أنقل الإشارة إلى الجزم بـ"لن" من كتاب "توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك" لأبي محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى : 749هـ)، شرح وتحقيق عبد الرحمن علي سليمان أستاذ اللغويات في جامعة الأزهر.
***
الأدوات التي تنصب المضارع أربعة، وهي الثلاثة المذكورة في هذا البيت وإذن وستأتي.
فأما "لن" فحرف نفي ينصب المضارع ويخلصه للاستقبال ولا يلزم أن يكون مؤبدا، خلافا للزمخشري، ذكر ذلك في أنموذجه، وقال في غيره: إن "لن" لتأكيد ما تعطيه "لا" من نفي المستقبل.
قال ابن عصفور: وما ذهب إليه دعوى لا دليل عليها، بل قد يكون النفي بلا آكد من النفي بلن؛ لأن النفي بلا قد يكون جوابا للقسم، والنفي بلن لا يكون جوابا له، ونفي الفعل إذا أقسم عليه آكد.
تنبيهات:
الأول: مذهب سيبويه والجمهور أن "لن" بسيطة، وذهب الخليل والكسائي إلى أنها مركبة، وأصلها "لا أن" حذفت همزة أن تخفيفا، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. ورد سيبويه بجواز تقديم معمول معمولها عليها نحو: "زيدا لن أضرب".
وأجيب بأنه قد يحدث بعد التركيب ما لم يكن قبله، ومنع الأخفش الصغير تقديم معمول معمولها عليها.
وذهب الفراء إلى أن "لن" هي "لا" أبدلت ألفها نونا، وهو ضعيف.
الثاني: ذهب قوم منهم ابن السراج إلى أنه يجوز أن يكون الفعل بعدها دعاء، واختاره ابن عصفور، وجعلوا منه قوله تعالى: {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ}. والصحيح أنه لم يستعمل من حروف النفي في الدعاء إلا "لا" خاصة.
الثالث: حكى بعضهم أن الجزم بلن لغة لبعض العرب.
--------------------------------------------------------------------------------
لكل عمل مهام، ولكل مهمة مهارات يجب أن تراعى، ومن يتعامل مع كتب التراث ينبغي أن يلم باللهجات واللغات القديمة والآراء غير المشهورة؛ لأن احتمال مصادفته إياها وارد بكثرة.
ولقد حدث هذا بورود أحدها في "لسان العرب" الذي يحتوي بيت جرير الآتي:
وابنُ اللَّبُونِ إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ ** لن يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ
فظن المراجع أنها "لم"، وأن "لن" خطأ لغوي فسارع إلى التصحيح على الرغم من وجودها في المطبوع، وعلى الرغم من ورود الجزم بلن عن بعض العرب مخالفة للمشهور عنها.
فدفعني ذلك إلى أن أنقل الإشارة إلى الجزم بـ"لن" من كتاب "توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك" لأبي محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى : 749هـ)، شرح وتحقيق عبد الرحمن علي سليمان أستاذ اللغويات في جامعة الأزهر.
***
الأدوات التي تنصب المضارع أربعة، وهي الثلاثة المذكورة في هذا البيت وإذن وستأتي.
فأما "لن" فحرف نفي ينصب المضارع ويخلصه للاستقبال ولا يلزم أن يكون مؤبدا، خلافا للزمخشري، ذكر ذلك في أنموذجه، وقال في غيره: إن "لن" لتأكيد ما تعطيه "لا" من نفي المستقبل.
قال ابن عصفور: وما ذهب إليه دعوى لا دليل عليها، بل قد يكون النفي بلا آكد من النفي بلن؛ لأن النفي بلا قد يكون جوابا للقسم، والنفي بلن لا يكون جوابا له، ونفي الفعل إذا أقسم عليه آكد.
تنبيهات:
الأول: مذهب سيبويه والجمهور أن "لن" بسيطة، وذهب الخليل والكسائي إلى أنها مركبة، وأصلها "لا أن" حذفت همزة أن تخفيفا، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. ورد سيبويه بجواز تقديم معمول معمولها عليها نحو: "زيدا لن أضرب".
وأجيب بأنه قد يحدث بعد التركيب ما لم يكن قبله، ومنع الأخفش الصغير تقديم معمول معمولها عليها.
وذهب الفراء إلى أن "لن" هي "لا" أبدلت ألفها نونا، وهو ضعيف.
الثاني: ذهب قوم منهم ابن السراج إلى أنه يجوز أن يكون الفعل بعدها دعاء، واختاره ابن عصفور، وجعلوا منه قوله تعالى: {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ}. والصحيح أنه لم يستعمل من حروف النفي في الدعاء إلا "لا" خاصة.
الثالث: حكى بعضهم أن الجزم بلن لغة لبعض العرب.