ابو زكريا
29-03-2010, 09:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا شاهدت شخصا يسير وحيدا في الشارع يكلّم نفسه وسماته متوترة غاضبة محتجّة محزونة فاعلم أنه فلسطيني وليس مجنونا لأنه في حالته هذه لا يعتدي عليك ولا يتهدد حياتك وعيناه تنظران في داخله وليس شذرا إليك وهو يحمل هموما فوق طاقة البشر ولذا فهو يكلّم نفسه محتجا على عالم لا يصغي له وهو سبب تلك الهموم والمشاكل والرزايا
إذا زرت شخصا ما لاتعرفه وأحضر لك الشاي بالمرميّة شتاءً وصيفا فاعلم أنه فلسطيني فالمرميّة عند الفلسطيني لا تطيّب مذاق الشاي وحسب بل إنها مفيدة للمعدة والتنفس وللضغط وللأعصاب والحقيقة أن رائحتها تُعيد الفلسطيني إلى قريته وبلدته وأسرته التي لم يرها منذ أعوام طالت ثمّ إنها تدل على الهويّة والانتماء رغم أن المرميّة متوفرة في سورية ولبنان والأردن وليست حكرا على فلسطين
عندما تكون في جلسة ويقف أحدهم ويعرض عليكم صادقا الدعوة للغداء على مسخّن بالزيت والخبز المشروح والكثير من البصل المحمّر فاعلم أنه فلسطيني وإذا غدّاك شخص ما ملوخيّة ناعمة جدا مع الكثير من الفلفل الأخضر فاعلم أنه فلسطيني
إذا دخلت بيتا ولفت انتباهك وفرة حقائب كثيرة في الصالون والمطبخ والممرات فاعلم أن الساكن في المكان فلسطيني لأنه متهيء دائما للرحيل والحقائب لزوم حشوها بالملابس أمّا ما تراه من عفش وفرش وأدوات كهربائيّة فستباع برخص التراب أو يتركها للأصدقاء فالفلسطيني ينتسب لابن بطوطة قسرا واضطرارا لا رغبة وترفا
إذا سمعت شخصا يقول بأنه استلف من مصروف البيت مبلغا أي من أم العيال فاعرف أنه فلسطيني لأن الفلسطيني يترك كل شيء مع الزوجة فهو غالبا كائن مهدد بالتسفير أو الاعتقال أوغيره مما لا يخطر ببال بل إنه يسجّل غالبا إلاّ ما ندر ممتلكاته متواضعة أو نفيسة باسم الزوجة كونه مرشحا للموت أو الاستشهاد أو الاغتيال أو الطرد من حيث يقيم فهو دائما منشغل البال بأم العيال والأبناء والبنات ويعمل على تأمينهم وفقا للمثل القرش الأسود لليوم الأبيض وأيام الفلسطيني سوداء دائما, ونادرا ما تكون رماديّة ورماديتها لا تفرق عن السواد سوى في الدرجة
الفلسطيني كائن قلق غير مستقّر وهذا ليس في طبيعته ولكنه نتيجة للنكبات والمصائب والمذابح والمطاردات والتسريح التعسفي هو كخبز الشعير مأكول مذموم
الفلسطيني كائن مُعمّر ففي كل بلاد العرب له دور ولكنه بلا دور فهو كسنمار جزاؤه معد قبل قيامه بالبناء وكل ما يحصل عليه يعتبر تفضّلا علما أنه يعطي وغالبا لا يأخذ وما يأخذه لا يدوم فقد يسحب منه وقد يطرد منه وذلك ادعاء بأنه حفاظ على حقوقه ودعم له وحرص عليه
ساركوزي إبن المهاجر اليهودي يترقّى في سلّم القيادة في فرنسا حتى يبلغ الرئاسة ويجلس على كرسي شارل ديغول
وباراك حسين أوباما ذو الأصول الأفريقية ينتخب رئيسا لأقوى دول العالم الولايات المتحدة
بينما الفلسطيني ملاحق في وثيقة أو جواز تسهّل سفره وتمكّن أبناءه من العمل والدراسة والزواج وسياقة السيّارة وهكذا فالفلسطيني خطر على الأمن الوطني والقومي خصوصا العربي
الفلسطيني كائن مشبوه في المطارات العربيّة حتى لو كان يحمل جواز سفر مضبوطا غير مزوّر وموظفو المطارات والحدود البريّة والبحريّة مدربون على شمّ رائحته وتمييز سحنته من بين سحن مواطني العالم ولذا يعاد من حيث أتى أو يزج به في سجن المطار أو يرمى به على كراسي المطار ليقضي بضعة أيام دون سين أو جيم وقد يفرض عليه النوم في غرفة في فندق المطار بالعملة الصعبة كما لو أنه سائح رغم أنه يتنقّل في العالم بحثا عن أي عملة سهلة تساعده في تربية أبنائه وصون كرامة أسرته
الفلسطيني هو الذي يمكن طرده من المخيمات القائمة على الحدود العربية إلى تشيلي والبرازيل حرصا على عروبته وفلسطينيّته
الفلسطيني هو الذي يمكن لأي طامح في بلد عربي أن يشّن عليه حملة فيطالب بتجريده من جواز سفره وحرمانه من كل حقوقه وذلك ليتبوأ ذلك الشخص منصبا ويشار له بالبنان أنه يدافع عن بلده , سواء كان صحفيا أو إعلاميا أو مغنيا أو عضو مجلس البرلمان أو حتى زبال
الفلسطيني هو الذي يتابع نشرات التلفزيون والإذاعات ويعرف أسماء المذيعين والمذيعات وينفخ بغلّ وملل ما فيش أخبار مثل العالم والناس
الفلسطيني هو العربي الذي يمكن لأي دولة عربيّة اعتقاله دون حساب للنتائج أو اهتمام بردود الفعل العربية والعالمية فهو مستباح تماما وهو مُلكيّة عامة لكل نظم الحكم يحق لها أن تفعل به ومعه ما تشاء انطلاقا من الأخوة والتضحيات التي قدّمت له ولفلسطين
الفلسطيني هو العربي الوحيد المطلوب منه أن لا يذكر اسم بلده لأن ذلك يعني أنه إقليمي متعصّب وناكر للجميل
الفلسطيني تعرفه عندما يتحدّث بحرقة عن عروبة الجزر الإماراتية المحتلة والخليج العربي الذي تسميه إيران الفارسي والجزر السعودية المحتلة من اسرائيل فهو موجوع بعروبته شديد الحساسيّة تجاه كل حبّة تراب عربيّة تستباح
الفلسطيني لن يقبل بأي وطن بديل ويستحيل أن يرضى بتبديل وطنه فلسطين فهو ينطبق عليه ما قاله شوقي :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه بالخلد نفسي
الفلسطيني ما زال يصدّق كلام من يحزّ عنقه وعنق فلسطين بالسكين بينما عيناه تسيلان دموع التماسيح
الفلسطيني لأنه عربي بامتياز فإن الكيانات الإقليميّة والإقليميين يناصبونه العداء وهؤلاء ينغصون عليه عيشه ويضعون الحواجز في طريقه ويحرمونه من وضع كل طاقاته في مكانها لفلسطين ولأمته
حياة الفلسطيني موت حقيقي وغربة
ومع ذلك فالفلسطيني يضحك من كل قلبه ولولا ذلك لنقرض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا شاهدت شخصا يسير وحيدا في الشارع يكلّم نفسه وسماته متوترة غاضبة محتجّة محزونة فاعلم أنه فلسطيني وليس مجنونا لأنه في حالته هذه لا يعتدي عليك ولا يتهدد حياتك وعيناه تنظران في داخله وليس شذرا إليك وهو يحمل هموما فوق طاقة البشر ولذا فهو يكلّم نفسه محتجا على عالم لا يصغي له وهو سبب تلك الهموم والمشاكل والرزايا
إذا زرت شخصا ما لاتعرفه وأحضر لك الشاي بالمرميّة شتاءً وصيفا فاعلم أنه فلسطيني فالمرميّة عند الفلسطيني لا تطيّب مذاق الشاي وحسب بل إنها مفيدة للمعدة والتنفس وللضغط وللأعصاب والحقيقة أن رائحتها تُعيد الفلسطيني إلى قريته وبلدته وأسرته التي لم يرها منذ أعوام طالت ثمّ إنها تدل على الهويّة والانتماء رغم أن المرميّة متوفرة في سورية ولبنان والأردن وليست حكرا على فلسطين
عندما تكون في جلسة ويقف أحدهم ويعرض عليكم صادقا الدعوة للغداء على مسخّن بالزيت والخبز المشروح والكثير من البصل المحمّر فاعلم أنه فلسطيني وإذا غدّاك شخص ما ملوخيّة ناعمة جدا مع الكثير من الفلفل الأخضر فاعلم أنه فلسطيني
إذا دخلت بيتا ولفت انتباهك وفرة حقائب كثيرة في الصالون والمطبخ والممرات فاعلم أن الساكن في المكان فلسطيني لأنه متهيء دائما للرحيل والحقائب لزوم حشوها بالملابس أمّا ما تراه من عفش وفرش وأدوات كهربائيّة فستباع برخص التراب أو يتركها للأصدقاء فالفلسطيني ينتسب لابن بطوطة قسرا واضطرارا لا رغبة وترفا
إذا سمعت شخصا يقول بأنه استلف من مصروف البيت مبلغا أي من أم العيال فاعرف أنه فلسطيني لأن الفلسطيني يترك كل شيء مع الزوجة فهو غالبا كائن مهدد بالتسفير أو الاعتقال أوغيره مما لا يخطر ببال بل إنه يسجّل غالبا إلاّ ما ندر ممتلكاته متواضعة أو نفيسة باسم الزوجة كونه مرشحا للموت أو الاستشهاد أو الاغتيال أو الطرد من حيث يقيم فهو دائما منشغل البال بأم العيال والأبناء والبنات ويعمل على تأمينهم وفقا للمثل القرش الأسود لليوم الأبيض وأيام الفلسطيني سوداء دائما, ونادرا ما تكون رماديّة ورماديتها لا تفرق عن السواد سوى في الدرجة
الفلسطيني كائن قلق غير مستقّر وهذا ليس في طبيعته ولكنه نتيجة للنكبات والمصائب والمذابح والمطاردات والتسريح التعسفي هو كخبز الشعير مأكول مذموم
الفلسطيني كائن مُعمّر ففي كل بلاد العرب له دور ولكنه بلا دور فهو كسنمار جزاؤه معد قبل قيامه بالبناء وكل ما يحصل عليه يعتبر تفضّلا علما أنه يعطي وغالبا لا يأخذ وما يأخذه لا يدوم فقد يسحب منه وقد يطرد منه وذلك ادعاء بأنه حفاظ على حقوقه ودعم له وحرص عليه
ساركوزي إبن المهاجر اليهودي يترقّى في سلّم القيادة في فرنسا حتى يبلغ الرئاسة ويجلس على كرسي شارل ديغول
وباراك حسين أوباما ذو الأصول الأفريقية ينتخب رئيسا لأقوى دول العالم الولايات المتحدة
بينما الفلسطيني ملاحق في وثيقة أو جواز تسهّل سفره وتمكّن أبناءه من العمل والدراسة والزواج وسياقة السيّارة وهكذا فالفلسطيني خطر على الأمن الوطني والقومي خصوصا العربي
الفلسطيني كائن مشبوه في المطارات العربيّة حتى لو كان يحمل جواز سفر مضبوطا غير مزوّر وموظفو المطارات والحدود البريّة والبحريّة مدربون على شمّ رائحته وتمييز سحنته من بين سحن مواطني العالم ولذا يعاد من حيث أتى أو يزج به في سجن المطار أو يرمى به على كراسي المطار ليقضي بضعة أيام دون سين أو جيم وقد يفرض عليه النوم في غرفة في فندق المطار بالعملة الصعبة كما لو أنه سائح رغم أنه يتنقّل في العالم بحثا عن أي عملة سهلة تساعده في تربية أبنائه وصون كرامة أسرته
الفلسطيني هو الذي يمكن طرده من المخيمات القائمة على الحدود العربية إلى تشيلي والبرازيل حرصا على عروبته وفلسطينيّته
الفلسطيني هو الذي يمكن لأي طامح في بلد عربي أن يشّن عليه حملة فيطالب بتجريده من جواز سفره وحرمانه من كل حقوقه وذلك ليتبوأ ذلك الشخص منصبا ويشار له بالبنان أنه يدافع عن بلده , سواء كان صحفيا أو إعلاميا أو مغنيا أو عضو مجلس البرلمان أو حتى زبال
الفلسطيني هو الذي يتابع نشرات التلفزيون والإذاعات ويعرف أسماء المذيعين والمذيعات وينفخ بغلّ وملل ما فيش أخبار مثل العالم والناس
الفلسطيني هو العربي الذي يمكن لأي دولة عربيّة اعتقاله دون حساب للنتائج أو اهتمام بردود الفعل العربية والعالمية فهو مستباح تماما وهو مُلكيّة عامة لكل نظم الحكم يحق لها أن تفعل به ومعه ما تشاء انطلاقا من الأخوة والتضحيات التي قدّمت له ولفلسطين
الفلسطيني هو العربي الوحيد المطلوب منه أن لا يذكر اسم بلده لأن ذلك يعني أنه إقليمي متعصّب وناكر للجميل
الفلسطيني تعرفه عندما يتحدّث بحرقة عن عروبة الجزر الإماراتية المحتلة والخليج العربي الذي تسميه إيران الفارسي والجزر السعودية المحتلة من اسرائيل فهو موجوع بعروبته شديد الحساسيّة تجاه كل حبّة تراب عربيّة تستباح
الفلسطيني لن يقبل بأي وطن بديل ويستحيل أن يرضى بتبديل وطنه فلسطين فهو ينطبق عليه ما قاله شوقي :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه بالخلد نفسي
الفلسطيني ما زال يصدّق كلام من يحزّ عنقه وعنق فلسطين بالسكين بينما عيناه تسيلان دموع التماسيح
الفلسطيني لأنه عربي بامتياز فإن الكيانات الإقليميّة والإقليميين يناصبونه العداء وهؤلاء ينغصون عليه عيشه ويضعون الحواجز في طريقه ويحرمونه من وضع كل طاقاته في مكانها لفلسطين ولأمته
حياة الفلسطيني موت حقيقي وغربة
ومع ذلك فالفلسطيني يضحك من كل قلبه ولولا ذلك لنقرض