أبو يوسف
30-03-2010, 08:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية هذا لغز علم الدين الفارقي
ما اسم ثلاثي الحروف فثلثه ... مثل له والثلث ضعف جميعه
والثلث الآخر جوهر حلت به ال ... أعراض جمعا فأعجبوا لبديعه
وهو المثلث جذره مثل له ... وإذا يربع بان في تربيعه
جزء من الفلك العلي وإنما ... باقيه خوف أو أمان مروعه
حي جماد ساكن متحرك ... إن كنت ذا نظر إلى تنويعه
وتراه مع خمسيه علة كونه ... معلوله سرا بغير مذيعه
وبغير خمسيه جميع النحو مو ... جود ومحمول على موضوعه
وبحاله فعل مضى مستقبلا ... حمدت صناعته لحمد صنيعه
قيد لمطلقه خصوص عمومه ... زيد لمفرده على مجموعه
شيء مقيم في الرحيل وممكن ... كالمستحيل بطيئه كسريعه
وأهم ما في الشرع والدين اسمه ... ومضافه بأصوله وفروعه
ودقيق معناه الجليل مناسب ... علم الخليل وليس من تقطيعه
وإذا عروضي تطلب حله ... ألفاه في المفروق أو مجموعه
وإذا ترصعه بدر فريده ... عقدا يزين الدر في ترصيعه
للمنطقي وللحكيم نتاجه ... وعلاجه بذهابه ورجوعه
وله شعار أشعري واعتقا ... دحنبلي فاعجبوا لوقوعه
وتمامه في قول شاعر كندة ... ما حافظ للعهد مثل مضيعه
يرويك في ظمأ ندى بوروده ... ويريك في ظلم هدى بطلوعه
ولقد حللت اللغز إجمالا وفي ... تفصيله تفصيل روض ربيعه
فاستجل بكرا من ولي بالحلى ... تهدى لكفء الفضل بين ربوعه
جواب ابن تيمية وتقول الرواية أن ابن تيمية وقتها لم يتجاوز العشرين عاما
يا عالما قد فاق أهل زمانه ... بفنونه وبيانه وبديعه
وغدا لأعلام العلوم منارهم ... يهدي الهداة إلى منير ربوعه
وأجاد نظما عقد جيد عقيلة ... من در بحر العلم في ترصيعه
.. وجلا المعارف في عوارف لفظه ... أخذا لعرف العلم من ينبوعه
.. وأبان عما قد حوى من كل فذ ... ن قد أحاط بأصله وفروعه
... ببيانه السحر الحلال ولفظه ... العذب الزلال ولفظ حسن صنيعه
... بغزير علم وافتنان واسع ... ألغزت علما في فنون وسيعه
... حليته بدقيق وصف صنته ... بجليل لفظ ناء عن موضوعه
... ووصفته بحلى العلوم وأهلها ... ونعته بضروبه وضروعه
... وجمعت في أوصافه الأضدا ... د حتى استيأس الطلاب من تتبيعه
... والعبد لما أن تأمل نظمكم ... بنظامه ألقى له في روعه
... أن الذي ألغزتم علم ولم ... ا يجعل المظنون من مقطوعه
... لكنه أمسى يحليه بما ... حليته ويغوص في توقيعه
... حتى تجلى الحق من ظلمائه ... في ليلة من قبل وقت هجوعه
فإذا الذي قد عن أول مرة ... حق تبلج فجره بطلوعه
... ورأيت فيه الوصف إما باديا ... أو خافيا معناه في مسموعه
... لدقيق مغزاه ولطف إشارة ... وبعد حلاه عن موضوعه
... فغدوت أكشف عنه كشفا موجزا ... باشارة تهدي لشطر بقيعه
... فاسمع لحل حلاه في تفصيله ... واشهد بقلب مقبل بهطوعه
... العلم لفظ ذو ثلاثة أحرف ... وهجاء كل مثل ما مجموعه
... فإذا يكون مركبا من تسعة ... جذرا لها فانظر إلى تربيعه
... ومربعا ساواه جذر حسابه ... ومثلثا بحدوده وضلوعه
... ويكون أثلاثا فثلث مثله ... هو لامه إن خضت في توزيعه
... والميم في الجمل الكبير حسابه ... هو أربعون بقول أهل ربيعه
... والميم في الجمل الصغير حسابه ... عشرون هذا الثلث ضعف جميعه
... والثلث عين عين كل ذاته ... هو جوهر والوصف في موضوعه
... إذ كانت الأعيان قائمة بهاال ... أعراض جمعا فافطنوا لجموعه
... حكم يخص العين حرفا واحدا ... من بين جنس الحرف في تنويعه
... هو تسعة في أصله والعالم العل ... وي منه تسعة برقيه
... العرش والكرسي والسبع السم ... وات الطباق فالاسم جزء رفيعه
من عالم الملكوت أعني الغيب إذ ... عنه كنى لعلو شأن صنيعه
... لم يبق إلا جنة أو جاحم ... فيه المخافة أو أمان مروعه
... بالعلم يحيى الله قلبا ميتا ... يسري كنور ضاء حين سطوعه
... فلانه يحيى اسمه حي إذال ... أحياء فرع حياة رب صنيعه
... ولأنه يسري اسمه متحرك ... لوحا تنقله بذهن قريعه
... ذا الوصف عقلي وفي حسيه ... هو جامد هو ساكن بربوعه
... إذ كان نوع العلم معنى جنسه ... عرض يقوم بمستوى موضوعه
... والحي والمتحرك الوصفان يخ ... تصان شخصا جوهرا ببقيعه
... إذ كان في المحسوس ليس بقائم ... عرض بآخر مثله وتبيعه
... أما إذا ما جرد المعقول فال ... وصفان في المعني له بربيعه
... ثلثاه حرفا العين والميم هما ... في اللفظ من عدم وفي تنويعه
... لو إذ جمعت حسابه في أكثر ... وأضفت خمسيه إلى مجموعه
... فمربعا يضحى ويضحى جذره ... مع أربع عشرا لذي تربيعه
... فالجذر علته ومعلول له ... من حيث ما هو علة لوقوعه
... فالجذر معلول لجذر كائن ... معلوله فافهم مدار رجيعه
... فلكونه معلول معلول له ... قد صار معلولا له برجوعه
ويقول إن العلم منه النحو هذا إن ترد حملا على موضوعه
... فإذا يكون الضم علة كون هذا الجمع علة نفسه وجميعه
... وبغير خمسيه يعود لأصله ... علما وعلم النحو بعض فروعه
... وإذا اعتبرت حروفه ألفيته ... فعلا مضى لغة وفي موضوعه
... حكم على المستقبلات وغيرها ... لعمومه متعلقا وذيوعه
... إذ من خصائصه تعلقه بكل محقق مع سبقه لوقوعه
... أكرم به أمرا عظيما نفعه ... حمدت صناعته بحمد صنيعه
... والفعل فيه مصدر وزمانه ... وضعا وملزوم لرب صنيعه
... فلذاك كان مقيدا ومخصصا ... لعموم جنس العلم في تنويعه
... هو مفردا نوع حوى أشخاصه ... فإذا تركب خص في تجميعه
... فيصح حينئذ مقالة قائل ... قد زاد مفرده على مجموعه
... هو ثابت في كل حال ممكن ... ذو عزة صعب على مسطيعه
... حتى ينال فيحمد القوم السرى ... وإذا يقال بطيئه كسريعه
... فالبطء والإسراع ليس بنفسه ... بل في الطريق وفي اقتناص منيعه
... والعلم بالرحمن أول صاحب ... وأهم فرض الله في مشروعه
... وأخو الديانة طالب لمزيده ... أبدا ولما ينهه بقطوعه
... والمرء فاقته إليه أشد من ... فقر الغذاء لعلم حكم صنيعه
في كل وقت والطعام فإنما ... يحتاجه في وقت شدة جوعه
... وهو السبيل إلى المحاسن كلها ... والصالحات فسوأة لمضيعه
... وإليه يسند كل فن نافع ... بل فارع بأصوله وفروعه
... لجلالة المعلوم واللطف الذي ... للعلم كان مناسبا لبديعه
... فالعلم ميزان الحقائق والعرو ... ض كذاك ميزان لدى تقطيعه
... والاسم بالتحريك من مفروقه ... والفعل بالتسكين من مجموعه
... هو واسط عقد الفضائل كلها ... وبه يزان الحلي في ترصيعه
... وعلاجه بالجد في تحصيله ... بمقدمات نتاجه وينوعه
... ولكل قوم منه حظ وافر ... وحقائق التحقيق في مشروعه
... بشعائر لمشاعر وقواعد ... لعقائد المعقول في مسموعه .
.. وجميعه متفرق في قوله ... ما حافظ للعهد مثل مضيعه
... فلعينه وللامه ولميمه ... من ذا الكلام الحظ في تبضيعه .
.. يروى بماء حياته في ورده ... ظمآن تحقيق إلى ينبوعه ..
. ويرى بنور هداه في تبيينه ... حيران تدقيق طلوع سطيعه .
.. بطلوعه لما أبان بنوره ... قصد السبيل لحل عقد بديعه .
.. جلى المجلي بعد بعد بدوه ... مع قرب مقفله وقرب مسوعه
وأبان مجمله وفصل عقده ... ولروضة الأنف ارتعى برتوعه
... وحلى جمال البكر في الحلى ... قافتضها كفء ثوت بربوعه
... فخذ الجواب مخلصا فيه اللبا ... ب ملخصا في نظمه لسميعه
... مع ان نظم الشعر غير محصل ... لكمال مغزاه وشرح جميعه
... من خاطر مستعجل مستوفز ... لم يمعن التفكير في مرجوعه
... لم يجعل التحليل من مصنوعه ... كلا ولا الفضلات من مصنوعه .
.. إذ كان مخلوقا لأكبر غاية ... دار القرار جميله وقطيعه
... وعليه من أمر الإله ونهيه ... ما يلفت المعقول عن تضييعه
... لكنه لا بد للمصدور من ... نفث يريح فؤاده بنخوعه ..
. مع أنه مزجى البضاعة نظمه ... غر بحكم اللفظ في تسجيعه .
.. عبد ذليل عاجز متضعف ... في حال مبداه وحال رجوعه .
.. لكنه لما استعان بربه ... ثم استكان له بذل خضوعه .
.. فأعانه يسر الجواب فإن يكن ... حقا برفق الوصف في توقيعه
... فالحمد والفضل العظيم لربنا ... شكرا على محمود حسن صنيعه
... إذ ما بنا من نعمة فبمنه ... والخير منه جميعه بهموعه .
.. أو إن يكن خطأ فمني حيث أن ... لم أستطع متناولا لرفيعه
... فالنقص للإنسان وصف لازم ... إن كان يعرف نفسه بنخوعه
والحمد لله الرحيم بخلقه البر الودود بعبده ومطيعه .
.. وميسر الخطب العسير بلطفه ... من بعد منعته وبعد منيعه
... ثم الصلاة على النبي وآله ... والمصطفين من الأنام جميعه
... وعليهم التسليم منا دائما ... ما اهتز وجه الأرض بعد خشوعه ..
منقول من كتاب ابن عبد الهادي
أما شرح اللغز والرد عليه فطويل جدا وإن دل على شيء فإنما يدل على عظمة سلفنا وسعة معارفة وبديهيته التي قلما نجدها هذه الأيام
بداية هذا لغز علم الدين الفارقي
ما اسم ثلاثي الحروف فثلثه ... مثل له والثلث ضعف جميعه
والثلث الآخر جوهر حلت به ال ... أعراض جمعا فأعجبوا لبديعه
وهو المثلث جذره مثل له ... وإذا يربع بان في تربيعه
جزء من الفلك العلي وإنما ... باقيه خوف أو أمان مروعه
حي جماد ساكن متحرك ... إن كنت ذا نظر إلى تنويعه
وتراه مع خمسيه علة كونه ... معلوله سرا بغير مذيعه
وبغير خمسيه جميع النحو مو ... جود ومحمول على موضوعه
وبحاله فعل مضى مستقبلا ... حمدت صناعته لحمد صنيعه
قيد لمطلقه خصوص عمومه ... زيد لمفرده على مجموعه
شيء مقيم في الرحيل وممكن ... كالمستحيل بطيئه كسريعه
وأهم ما في الشرع والدين اسمه ... ومضافه بأصوله وفروعه
ودقيق معناه الجليل مناسب ... علم الخليل وليس من تقطيعه
وإذا عروضي تطلب حله ... ألفاه في المفروق أو مجموعه
وإذا ترصعه بدر فريده ... عقدا يزين الدر في ترصيعه
للمنطقي وللحكيم نتاجه ... وعلاجه بذهابه ورجوعه
وله شعار أشعري واعتقا ... دحنبلي فاعجبوا لوقوعه
وتمامه في قول شاعر كندة ... ما حافظ للعهد مثل مضيعه
يرويك في ظمأ ندى بوروده ... ويريك في ظلم هدى بطلوعه
ولقد حللت اللغز إجمالا وفي ... تفصيله تفصيل روض ربيعه
فاستجل بكرا من ولي بالحلى ... تهدى لكفء الفضل بين ربوعه
جواب ابن تيمية وتقول الرواية أن ابن تيمية وقتها لم يتجاوز العشرين عاما
يا عالما قد فاق أهل زمانه ... بفنونه وبيانه وبديعه
وغدا لأعلام العلوم منارهم ... يهدي الهداة إلى منير ربوعه
وأجاد نظما عقد جيد عقيلة ... من در بحر العلم في ترصيعه
.. وجلا المعارف في عوارف لفظه ... أخذا لعرف العلم من ينبوعه
.. وأبان عما قد حوى من كل فذ ... ن قد أحاط بأصله وفروعه
... ببيانه السحر الحلال ولفظه ... العذب الزلال ولفظ حسن صنيعه
... بغزير علم وافتنان واسع ... ألغزت علما في فنون وسيعه
... حليته بدقيق وصف صنته ... بجليل لفظ ناء عن موضوعه
... ووصفته بحلى العلوم وأهلها ... ونعته بضروبه وضروعه
... وجمعت في أوصافه الأضدا ... د حتى استيأس الطلاب من تتبيعه
... والعبد لما أن تأمل نظمكم ... بنظامه ألقى له في روعه
... أن الذي ألغزتم علم ولم ... ا يجعل المظنون من مقطوعه
... لكنه أمسى يحليه بما ... حليته ويغوص في توقيعه
... حتى تجلى الحق من ظلمائه ... في ليلة من قبل وقت هجوعه
فإذا الذي قد عن أول مرة ... حق تبلج فجره بطلوعه
... ورأيت فيه الوصف إما باديا ... أو خافيا معناه في مسموعه
... لدقيق مغزاه ولطف إشارة ... وبعد حلاه عن موضوعه
... فغدوت أكشف عنه كشفا موجزا ... باشارة تهدي لشطر بقيعه
... فاسمع لحل حلاه في تفصيله ... واشهد بقلب مقبل بهطوعه
... العلم لفظ ذو ثلاثة أحرف ... وهجاء كل مثل ما مجموعه
... فإذا يكون مركبا من تسعة ... جذرا لها فانظر إلى تربيعه
... ومربعا ساواه جذر حسابه ... ومثلثا بحدوده وضلوعه
... ويكون أثلاثا فثلث مثله ... هو لامه إن خضت في توزيعه
... والميم في الجمل الكبير حسابه ... هو أربعون بقول أهل ربيعه
... والميم في الجمل الصغير حسابه ... عشرون هذا الثلث ضعف جميعه
... والثلث عين عين كل ذاته ... هو جوهر والوصف في موضوعه
... إذ كانت الأعيان قائمة بهاال ... أعراض جمعا فافطنوا لجموعه
... حكم يخص العين حرفا واحدا ... من بين جنس الحرف في تنويعه
... هو تسعة في أصله والعالم العل ... وي منه تسعة برقيه
... العرش والكرسي والسبع السم ... وات الطباق فالاسم جزء رفيعه
من عالم الملكوت أعني الغيب إذ ... عنه كنى لعلو شأن صنيعه
... لم يبق إلا جنة أو جاحم ... فيه المخافة أو أمان مروعه
... بالعلم يحيى الله قلبا ميتا ... يسري كنور ضاء حين سطوعه
... فلانه يحيى اسمه حي إذال ... أحياء فرع حياة رب صنيعه
... ولأنه يسري اسمه متحرك ... لوحا تنقله بذهن قريعه
... ذا الوصف عقلي وفي حسيه ... هو جامد هو ساكن بربوعه
... إذ كان نوع العلم معنى جنسه ... عرض يقوم بمستوى موضوعه
... والحي والمتحرك الوصفان يخ ... تصان شخصا جوهرا ببقيعه
... إذ كان في المحسوس ليس بقائم ... عرض بآخر مثله وتبيعه
... أما إذا ما جرد المعقول فال ... وصفان في المعني له بربيعه
... ثلثاه حرفا العين والميم هما ... في اللفظ من عدم وفي تنويعه
... لو إذ جمعت حسابه في أكثر ... وأضفت خمسيه إلى مجموعه
... فمربعا يضحى ويضحى جذره ... مع أربع عشرا لذي تربيعه
... فالجذر علته ومعلول له ... من حيث ما هو علة لوقوعه
... فالجذر معلول لجذر كائن ... معلوله فافهم مدار رجيعه
... فلكونه معلول معلول له ... قد صار معلولا له برجوعه
ويقول إن العلم منه النحو هذا إن ترد حملا على موضوعه
... فإذا يكون الضم علة كون هذا الجمع علة نفسه وجميعه
... وبغير خمسيه يعود لأصله ... علما وعلم النحو بعض فروعه
... وإذا اعتبرت حروفه ألفيته ... فعلا مضى لغة وفي موضوعه
... حكم على المستقبلات وغيرها ... لعمومه متعلقا وذيوعه
... إذ من خصائصه تعلقه بكل محقق مع سبقه لوقوعه
... أكرم به أمرا عظيما نفعه ... حمدت صناعته بحمد صنيعه
... والفعل فيه مصدر وزمانه ... وضعا وملزوم لرب صنيعه
... فلذاك كان مقيدا ومخصصا ... لعموم جنس العلم في تنويعه
... هو مفردا نوع حوى أشخاصه ... فإذا تركب خص في تجميعه
... فيصح حينئذ مقالة قائل ... قد زاد مفرده على مجموعه
... هو ثابت في كل حال ممكن ... ذو عزة صعب على مسطيعه
... حتى ينال فيحمد القوم السرى ... وإذا يقال بطيئه كسريعه
... فالبطء والإسراع ليس بنفسه ... بل في الطريق وفي اقتناص منيعه
... والعلم بالرحمن أول صاحب ... وأهم فرض الله في مشروعه
... وأخو الديانة طالب لمزيده ... أبدا ولما ينهه بقطوعه
... والمرء فاقته إليه أشد من ... فقر الغذاء لعلم حكم صنيعه
في كل وقت والطعام فإنما ... يحتاجه في وقت شدة جوعه
... وهو السبيل إلى المحاسن كلها ... والصالحات فسوأة لمضيعه
... وإليه يسند كل فن نافع ... بل فارع بأصوله وفروعه
... لجلالة المعلوم واللطف الذي ... للعلم كان مناسبا لبديعه
... فالعلم ميزان الحقائق والعرو ... ض كذاك ميزان لدى تقطيعه
... والاسم بالتحريك من مفروقه ... والفعل بالتسكين من مجموعه
... هو واسط عقد الفضائل كلها ... وبه يزان الحلي في ترصيعه
... وعلاجه بالجد في تحصيله ... بمقدمات نتاجه وينوعه
... ولكل قوم منه حظ وافر ... وحقائق التحقيق في مشروعه
... بشعائر لمشاعر وقواعد ... لعقائد المعقول في مسموعه .
.. وجميعه متفرق في قوله ... ما حافظ للعهد مثل مضيعه
... فلعينه وللامه ولميمه ... من ذا الكلام الحظ في تبضيعه .
.. يروى بماء حياته في ورده ... ظمآن تحقيق إلى ينبوعه ..
. ويرى بنور هداه في تبيينه ... حيران تدقيق طلوع سطيعه .
.. بطلوعه لما أبان بنوره ... قصد السبيل لحل عقد بديعه .
.. جلى المجلي بعد بعد بدوه ... مع قرب مقفله وقرب مسوعه
وأبان مجمله وفصل عقده ... ولروضة الأنف ارتعى برتوعه
... وحلى جمال البكر في الحلى ... قافتضها كفء ثوت بربوعه
... فخذ الجواب مخلصا فيه اللبا ... ب ملخصا في نظمه لسميعه
... مع ان نظم الشعر غير محصل ... لكمال مغزاه وشرح جميعه
... من خاطر مستعجل مستوفز ... لم يمعن التفكير في مرجوعه
... لم يجعل التحليل من مصنوعه ... كلا ولا الفضلات من مصنوعه .
.. إذ كان مخلوقا لأكبر غاية ... دار القرار جميله وقطيعه
... وعليه من أمر الإله ونهيه ... ما يلفت المعقول عن تضييعه
... لكنه لا بد للمصدور من ... نفث يريح فؤاده بنخوعه ..
. مع أنه مزجى البضاعة نظمه ... غر بحكم اللفظ في تسجيعه .
.. عبد ذليل عاجز متضعف ... في حال مبداه وحال رجوعه .
.. لكنه لما استعان بربه ... ثم استكان له بذل خضوعه .
.. فأعانه يسر الجواب فإن يكن ... حقا برفق الوصف في توقيعه
... فالحمد والفضل العظيم لربنا ... شكرا على محمود حسن صنيعه
... إذ ما بنا من نعمة فبمنه ... والخير منه جميعه بهموعه .
.. أو إن يكن خطأ فمني حيث أن ... لم أستطع متناولا لرفيعه
... فالنقص للإنسان وصف لازم ... إن كان يعرف نفسه بنخوعه
والحمد لله الرحيم بخلقه البر الودود بعبده ومطيعه .
.. وميسر الخطب العسير بلطفه ... من بعد منعته وبعد منيعه
... ثم الصلاة على النبي وآله ... والمصطفين من الأنام جميعه
... وعليهم التسليم منا دائما ... ما اهتز وجه الأرض بعد خشوعه ..
منقول من كتاب ابن عبد الهادي
أما شرح اللغز والرد عليه فطويل جدا وإن دل على شيء فإنما يدل على عظمة سلفنا وسعة معارفة وبديهيته التي قلما نجدها هذه الأيام