المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ۩۩ قصة يونس عليه السلام


الدمشقي
04-04-2010, 12:16 AM
http://img713.imageshack.us/img713/4025/basmalh1dhn.gif

(21)

"يونس عليه السلام"

هو من الرسل الذين أرسلهم الله بعد سليمان وقبل عيسى عليه السلام ، وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل . وقال عزّ شأنه: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ} [سورة الصافات: 139]

* نسب يونس :

لم يذكر المؤرخون ليونس عليه السلام نسباً ، وجُلّ ما أثبتوه أنه : يونس بن متّى. قالوا: ومتَّى هي أمُّه ، ولم ينسب إلى أمه من الرسل غير يونس وعيسى عليهما السلام. ويسمى عند أهل الكتاب: يونان بن أمتاي.
قالوا: ويونس عليه السلام بني إسرائيل ، ويتصل نسبه بـ (بنيامين). والله أعلم.

* حياة يونس عليه السلام في فقرات:

(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياة يونس عليه السلام وأصحه-والله أعلم-ما يلي :
1- أرسله الله إلى أهل "نينوى" وهي: مدينة كبيرة تقع على نهر دجلة أو قريباً منه ، تجاه مدينة الموصل من أرض آشور (في القسم الشمالي من العراق الحديث) ، وكان عدد أهل هذه المدينة مائة ألف أو يزيدون.
2- والذي يظهر أن رسالته عليه السلام كانت خلال القرن الثامن قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام ؛ وقد سبق أن إلياس واليسع عليهما السلام قد أرسلا خلال القرن التاسع قبل الميلاد. والله أعلم.
3- أمر الله يونس عليه السلام أن يذهب إلى أهل نينوى ، ليردهم إلى عبادة الله وحده ، وذلك بعد أن دخلت فيهم عبادة الأوثان .
قال المؤرخون: وكان لأهل نينوى صنم يعبدونه اسمه عشتار .
4- فذهب يونس عليه السلام من موطنه في بلاد الشام إلى نينوى ، فدعا أهلها إلى الله بمثل دعوة الرسل كما أمره الله ، ونهاهم عن عبادة الأوثان ، فلم يستجيبوا له-شأن أكثر أهل القرى-فأوعدهم بالعذاب في يوم معلوم إن لم يتوبوا، وظن أنه قد أدّى الرسالة، وقام بكامل المهمة التي أمره الله بها ، وخرج عنهم مغاضباً قبل حلول العذاب فيهم ، شأنه في هذا كشأن لوط عليه السلام ، إلا أن لوطاً خرج عن قومه بأمر الله ، أما يونس فقد خرج باجتهاد من عند نفسه دون أن يؤمر بالخروج ، ظاناً أن الله لا يؤاخذه على هذا الخروج ولا يضيق عليه .
5- فلما ترك يونس أهل نينوى، وجاء موعد العذاب ، وظهرت نُذرُه ، عرفوا صدق يونس ، وخرجوا إلى ظاهر المدينة ، وأخرجوا دوابهم وأنعامهم خائفين ملتجئين إلى الله، تائبين من ذنوبهم ، وأخذوا يبحثون عن يونس عليه السلام ، ليعلنوا له الإيمان والتوبة ، ويسألونه أن يكف الله عنهم العذاب فلم يجدوه، ولما ظهرت منهم التوبة ، وعلم الله صدقهم فيها كف عنهم العذاب ، فعادوا إلى مدينتهم مؤمنين بالله ، موحدين له ، هاجرين عبادة الأصنام .
6- أما يونس عليه السلام فإنه سار حتى وصل إلى شاطىء البحر ، فوجد سفينة على سفر فطلب من أهلها أن يركبوه معهم ، فتوسموا فيه خيراً فأركبوه . ولما توسطوا البحر هاج بهم واضطرب، فقالوا: إن فينا صاحب ذنب ، فاستهموا فيما بينهم على أن من وقع عليه السهم ألقوه في البحر ، فوقع السهم على يونس ، فسألوه عن شأنه وعجبوا من أمره وهو التقي الصالح ، فحدثهم بقصته ، فأشار عليهم بأن يلقوه في اليم ليسكن عنهم غضب الله فألقوه ، فالتقمه بأمر الله حوت عظيم ، وسار به في الظلمات ، في حفظ الله وتأديبه ، وتمت المعجزة. وقد أوحى الله إلى الحوت أن لا يصيب من يونس لحماً ولا يهشم له عظماً ، فحمله الحوت العظيم وسار به عباب البحر حياً يسبح الله ويستغفره ، وينادي في الظلمات : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فاستجاب الله له ، ونجاه من الغم ، ثم أوحى الله إلى الحوت أن يقذف به في العَرَاء على ساحل البحر، فألقى به وهو سقيم.
قالوا: وقد لبث في جوف الحوت ثلاثة أيام بلياليها، والله أعلم.
7- وجد يونس نفسه في العراء سقيماً هزيلاً ، فحمد الله على النجاة ، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين ، فأكل منها واستظل بظلها ، وعافاه الله من سقمه وتاب عليه. وعلم يونس أن ما أصابه تأديب رباني محفوف بالمعجزة ، حصل له بسبب استعجاله وخروجه عن قومه مغاضباً ، بدون إذن صريح من الله له يحدّد له فيه وقت الخروج ، وإن كان له فيه اجتهاد مقبول ، ولكن مثل هذا الاجتهاد إن قُبِلَ من الصالحين العاديين ، فإنه لا يقبل من المرسلين المقربين ، فهو بخروجه واستعجاله قد فعل ما يستحق عليه اللوم والتأديب الرباني. قال الله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} [سورة الصافات: 142].
8- ولمّا قدر يونس على المسير عاد إلى قومه ، فوجدهم مؤمنين بالله، تائبين إليه ، منتظرين عودة رسولهم ليأتمروا بأمره ويتبعوه ، فلبث فيهم يعلمهم ويهديهم ويدلُّهم على الله، ويرشدهم إلى الصراط المستقيم .
9- ومتّع الله أهل نينوى في مدينتهم مدة إقامة يونس فيهم وبعده آمنين مطمئنين حتى حين ، فلما أفسدوا وضلوا سلّط الله عليهم من دمَّر لهم مدينتهم ، فكانت أحاديث يرويها المؤرخون، ويعتبر بها المعتبرون.

(ب) وقد تعرض القرآن الكريم لحياة يونس عليه السلام في نحو خمس سور من القرآن الكريم؛ جاء فيها ما يلي :
1- إثبات نبوته ورسالته عليه السلام إلى مئة ألف أو يزيدون.
2- إثبات أنه ذهب مغاضباً ظاناً أن الله لا يقدر عليه (أي: لا يضيق عليه بذهابه عن قومه).
3- إثبات أنه أبق إلى الفلك المشحون ، فساهم فكان من المُدحَضين ، فالتقمه الحوت وهو مُليم .
"من المدحضين ، أي: من أهل الزلل الذين وقع عليهم السهم بأن يقذف في البحر".
4- إثبات أنه كان من المسبِّحين لله في بطن الحوت ، وأنه نادى في الظلمات أن لا إِله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، وأن الله استجاب له فنجّاه من الغم ، ولولا أنه كان من المسبحين لَلَبِثَ في بطن الحوت إلى يوم يبعثون .
5- إثبات خروجه من بطن الحوت ونبذه بالعراء وهو سقيم ، وأن الله أنبت عليه شجرة من يقطين .
6- إثبات أن قومه تعرضوا بسبب مخالفتهم له لعذاب الخزي في الحياة الدنيا ، إلا أن الله كشف عنهم هذا العذاب لمَّا آمنوا، ومتعهم إلى حين.
7- وقد سماه الله : (ذا النون) في سورة الأنبياء الآية (87)، و(نون) : اسم من أسماء الحوت ، فيكون المعنى : "صاحب الحوت".

http://ateiba.com/up/uploads/7265852b1b.gif

أبو يوسف
04-04-2010, 03:51 PM
جزاك الله خيرا أخي ابو شام وبارك الله فيك

.

الهمام
06-04-2010, 04:51 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

abohmam
07-04-2010, 02:50 AM
جزاك الله خيرا أبا شام على هذا الطرح

فى ميزان حسناتك ان شاء الله

الهمام
08-04-2010, 01:58 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .