ذوالجناح
11-04-2010, 11:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين بدأت في نقل قصاصات هذا الموضوع من بعض المراجع الأدبية سألت نفسي: ما اللص؟ وما جذر هذه الكلمة فرجعت للسان العرب لأنقل لكم بعض ماجاء فيه عن مادة: لصص:
اللِّصُّ: السارقُ معروف؛....، ومصدره اللُّصُوصِيَّة والتَّلَصُّصُ، ولِصٌّ بَيِّنُ اللَّصُوصِيّة واللُّصُوصِيّة، وهو يَتلَصّصُ.
واللُّصّ: كاللِّصّ، بالضم لغة فيه، وأَما سيبويه فلا يعرف إِلا لِصّاً، بالكسر، وجمعهما جميعاً لِصَاصٌ ولُصُوصٌ، وفي التهذيب: وأَلْصَاصٌ، وليس له بناء من أَبنية أَدنى العدد. قال ابن دريد: لِصٌّ ولَصٌّ ولُصٌّ ولِصْتٌ ولَصْتٌ، وجمع لَصٍّ لُصُوصٌ، وجمعُ لِصّ لُصُوصٌ ولِصَصةٌ مثل قرود وقِرَدةٍ، وجمع اللُّصّ لُصُوصٌ، مثل خُصٍّ وخُصوص. والمَلَصّة: اسمٌ للجمع؛ حكاه ابن جني، والأُنثى لَصَّةٌ، والجمع لَصّاتٌ ولَصائِصُ، الأَخيرة نادرة. واللَّصْتُ: لغة في اللِّصِّ، أَبدلوا من صادِه تاءً وغَيّروا بناء الكلمة لما حدث فيها من البدل، وقيل: هي
لغة؛ قال اللحياني: وهي لغة طيء وبعض الأَنصار، وجمعه لُصوتٌ، وقد قيل فيه: لِصْتٌ، فكسروا اللام فيه مع البدل، والاسم اللُّصوصِيّة واللَّصُوصِيّة. الكسائي: هو لَصٌّ بيَّن اللَّصوصِيّة، وفعلت ذلك به خَصُوصِيّة، وحَرُورِيّ بيِّن الحَرُورِيّة.
وأَرض مَلَصّة: ذاتُ لُصوصٍ... إلى آخر كلمة عن مادة لصص.
ولكن ماذا لوفوجئ احدنا بوجود لصت(لص) في بيته؟
عند سكان المدن حيث التطور والتقدم سيقوم صاحب المنزل بإجراء اتصال هاتفي سريع بالشرطة :abc_121:
ولكن لوكان هذا المسكين يسكن في بادية أو ريف أو كان من أجدادنا الهالكين فليس له إلا مواجهة البلاء الواقع بنفسه، فإما قاتل أو مقتول :n200690:
وهنا نتابع وقائع ماحدث لرجلين عربيين شجاعين مرا بهذا المأزق وخرجا منه بسلام ربما لأنهما أتقنا شيئا يسمى هذه الأيام: التفاوض. وأجادا استخدام أساليبه بين وعد ووعيد وترغيب وترهيب.
أبوحية النميري:
روى ابن قتيبة أن جاراً لأبي حية حدّث أنه كان له سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق، وكان يسميه لُعاب المنية!! قال فأشرفت عليه ليلة، وقد انتضاه، وهو واقفٌ على باب بيتٍ في داره، وهو يقول إيهاً أيها المغتر بنا، والمجترئ علينا، بئس " والله " ما اخترت لنفسك، خيرٌ قليلٌ، وسيفٌ صقيلٌ، لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورةٌ ضربته، لا تخاف نبوته، اخرج بالعفو عنك، لا أدخل بالعقوبة عليك، إني " ولله " إن أدع قيساً تملإ الفضاء خيلاً ورجلاً، يا سبحان الله، ما أكثرها وأطيبها! ثم فتح الباب، فإذا كلبٌ قد خرج عليه، فقال الحمد لله الذي مسخك كلباً، وكفاني منك حرباً!!
أبو الأغر النهشلي:
وهذه قصة رواها الحصري في الملح والنوادر قال:
نزل شيخ أعرابي من بني نهشل يكنى أبا الأغر على بنت أخت له من قريش بالبصرة، وذلك في شهر رمضان؛ فخرج الناس إلى ضياعهم؛ وخرج النساء يصلين في المسجد، ولم يبق في الدار إلا الإماء؛ فدخل كلب فرأى بيتاً فدخله وانصفق الباب، فسمع الإماء الحركة فظنن لصاً دخل الدار؛ فذهبت إحداهن إلى أبي الأغر فأخبرته، فأخذ عصاً ووقف على باب البيت. فقال: إيها والله ! إني بك لعارف، فهل أنت من لصوص بني مازن، وشربت نبيذاً حامضاً خبيثاً حتى إذا دارت الأقداح في رأسك منتك نفسك الأماني، فقلت: أطرق دور بني عمرو، والرجال خلوف، والنساء يصلين في مسجدهن فأسرقهن، سوءةً لك ! والله ما يفعل هذا حر، بئسما منتك نفسك ! فاخرج بالعفو عنك، وإلا دخلت بالعقوبة عليك، وأيم الله لتخرجن أو لأهتفن هتفةً يلتقي فيها الحيان عمرو وحنظلة، ويصير زيد زيداً، وتجيء سعد بعدد الحصى وتسيل عليك الرجال من هاهنا وهناها؛ ولئن فعلت لتكونن أشأم مولود في بني تميم.
فلما رأى أنه لا يجيبه أخذه باللين، فقال: اخرج بأبي أنت منصوراً مستوراً، إني والله ما أراك تعرفني، ولئن عرفتني لوثقت بقولي، واطمأننت إلي، أنا أبو الأغر النهشلي، وأنا خال القوم وجلدة ما بين أعينهم، لا يعصون لي رأياً، وأنا خفير كفيل أجعلك شحمة بين أذني وعاتقي، فاخرج أنت في ذمتي، وإلا فعندي قوصرتان أهداهما إلي ابن أختي البار الوصول، فخذ إحداهما فانتبذها حلالاً من الله ورسوله. وكان الكلب إذا سمع هذا الكلام أطرق، وإذا سكت وثب يريد الخروج، فتهافت أبو الأغر ثم قال: يا ألأم الناس، أراني بك الليلة في واد وأنت في آخر، وأنت في داري أقلب البيضاء والصفراء، فتصيح وتطرق، وإذا سكت عنك وثبت تريد الخروج، والله لتخرجن أو لألجن عليك.
فلما طال وقوفه جاءت جارية وقالت: أعرابي مجنون ! والله ما أرى في البيت أحداً، ودفعت الباب، فخرج الكلب مبادراً، ووقع أبو الأغر مستلقياًن فقلن له: قم ويحك ! فإنه كلب. فقال: الحمد لله الذي مسخه كلباً وكفى العرب حرباً.
تحياتي: ذوالجناح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين بدأت في نقل قصاصات هذا الموضوع من بعض المراجع الأدبية سألت نفسي: ما اللص؟ وما جذر هذه الكلمة فرجعت للسان العرب لأنقل لكم بعض ماجاء فيه عن مادة: لصص:
اللِّصُّ: السارقُ معروف؛....، ومصدره اللُّصُوصِيَّة والتَّلَصُّصُ، ولِصٌّ بَيِّنُ اللَّصُوصِيّة واللُّصُوصِيّة، وهو يَتلَصّصُ.
واللُّصّ: كاللِّصّ، بالضم لغة فيه، وأَما سيبويه فلا يعرف إِلا لِصّاً، بالكسر، وجمعهما جميعاً لِصَاصٌ ولُصُوصٌ، وفي التهذيب: وأَلْصَاصٌ، وليس له بناء من أَبنية أَدنى العدد. قال ابن دريد: لِصٌّ ولَصٌّ ولُصٌّ ولِصْتٌ ولَصْتٌ، وجمع لَصٍّ لُصُوصٌ، وجمعُ لِصّ لُصُوصٌ ولِصَصةٌ مثل قرود وقِرَدةٍ، وجمع اللُّصّ لُصُوصٌ، مثل خُصٍّ وخُصوص. والمَلَصّة: اسمٌ للجمع؛ حكاه ابن جني، والأُنثى لَصَّةٌ، والجمع لَصّاتٌ ولَصائِصُ، الأَخيرة نادرة. واللَّصْتُ: لغة في اللِّصِّ، أَبدلوا من صادِه تاءً وغَيّروا بناء الكلمة لما حدث فيها من البدل، وقيل: هي
لغة؛ قال اللحياني: وهي لغة طيء وبعض الأَنصار، وجمعه لُصوتٌ، وقد قيل فيه: لِصْتٌ، فكسروا اللام فيه مع البدل، والاسم اللُّصوصِيّة واللَّصُوصِيّة. الكسائي: هو لَصٌّ بيَّن اللَّصوصِيّة، وفعلت ذلك به خَصُوصِيّة، وحَرُورِيّ بيِّن الحَرُورِيّة.
وأَرض مَلَصّة: ذاتُ لُصوصٍ... إلى آخر كلمة عن مادة لصص.
ولكن ماذا لوفوجئ احدنا بوجود لصت(لص) في بيته؟
عند سكان المدن حيث التطور والتقدم سيقوم صاحب المنزل بإجراء اتصال هاتفي سريع بالشرطة :abc_121:
ولكن لوكان هذا المسكين يسكن في بادية أو ريف أو كان من أجدادنا الهالكين فليس له إلا مواجهة البلاء الواقع بنفسه، فإما قاتل أو مقتول :n200690:
وهنا نتابع وقائع ماحدث لرجلين عربيين شجاعين مرا بهذا المأزق وخرجا منه بسلام ربما لأنهما أتقنا شيئا يسمى هذه الأيام: التفاوض. وأجادا استخدام أساليبه بين وعد ووعيد وترغيب وترهيب.
أبوحية النميري:
روى ابن قتيبة أن جاراً لأبي حية حدّث أنه كان له سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق، وكان يسميه لُعاب المنية!! قال فأشرفت عليه ليلة، وقد انتضاه، وهو واقفٌ على باب بيتٍ في داره، وهو يقول إيهاً أيها المغتر بنا، والمجترئ علينا، بئس " والله " ما اخترت لنفسك، خيرٌ قليلٌ، وسيفٌ صقيلٌ، لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورةٌ ضربته، لا تخاف نبوته، اخرج بالعفو عنك، لا أدخل بالعقوبة عليك، إني " ولله " إن أدع قيساً تملإ الفضاء خيلاً ورجلاً، يا سبحان الله، ما أكثرها وأطيبها! ثم فتح الباب، فإذا كلبٌ قد خرج عليه، فقال الحمد لله الذي مسخك كلباً، وكفاني منك حرباً!!
أبو الأغر النهشلي:
وهذه قصة رواها الحصري في الملح والنوادر قال:
نزل شيخ أعرابي من بني نهشل يكنى أبا الأغر على بنت أخت له من قريش بالبصرة، وذلك في شهر رمضان؛ فخرج الناس إلى ضياعهم؛ وخرج النساء يصلين في المسجد، ولم يبق في الدار إلا الإماء؛ فدخل كلب فرأى بيتاً فدخله وانصفق الباب، فسمع الإماء الحركة فظنن لصاً دخل الدار؛ فذهبت إحداهن إلى أبي الأغر فأخبرته، فأخذ عصاً ووقف على باب البيت. فقال: إيها والله ! إني بك لعارف، فهل أنت من لصوص بني مازن، وشربت نبيذاً حامضاً خبيثاً حتى إذا دارت الأقداح في رأسك منتك نفسك الأماني، فقلت: أطرق دور بني عمرو، والرجال خلوف، والنساء يصلين في مسجدهن فأسرقهن، سوءةً لك ! والله ما يفعل هذا حر، بئسما منتك نفسك ! فاخرج بالعفو عنك، وإلا دخلت بالعقوبة عليك، وأيم الله لتخرجن أو لأهتفن هتفةً يلتقي فيها الحيان عمرو وحنظلة، ويصير زيد زيداً، وتجيء سعد بعدد الحصى وتسيل عليك الرجال من هاهنا وهناها؛ ولئن فعلت لتكونن أشأم مولود في بني تميم.
فلما رأى أنه لا يجيبه أخذه باللين، فقال: اخرج بأبي أنت منصوراً مستوراً، إني والله ما أراك تعرفني، ولئن عرفتني لوثقت بقولي، واطمأننت إلي، أنا أبو الأغر النهشلي، وأنا خال القوم وجلدة ما بين أعينهم، لا يعصون لي رأياً، وأنا خفير كفيل أجعلك شحمة بين أذني وعاتقي، فاخرج أنت في ذمتي، وإلا فعندي قوصرتان أهداهما إلي ابن أختي البار الوصول، فخذ إحداهما فانتبذها حلالاً من الله ورسوله. وكان الكلب إذا سمع هذا الكلام أطرق، وإذا سكت وثب يريد الخروج، فتهافت أبو الأغر ثم قال: يا ألأم الناس، أراني بك الليلة في واد وأنت في آخر، وأنت في داري أقلب البيضاء والصفراء، فتصيح وتطرق، وإذا سكت عنك وثبت تريد الخروج، والله لتخرجن أو لألجن عليك.
فلما طال وقوفه جاءت جارية وقالت: أعرابي مجنون ! والله ما أرى في البيت أحداً، ودفعت الباب، فخرج الكلب مبادراً، ووقع أبو الأغر مستلقياًن فقلن له: قم ويحك ! فإنه كلب. فقال: الحمد لله الذي مسخه كلباً وكفى العرب حرباً.
تحياتي: ذوالجناح