ذوالجناح
18-04-2010, 10:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إخواني:
قصيدة جميلة كنت أتغنى بأبياتها حين يأخذ بي الوجد والشوق كل مأخذ أيام نأيي وبعدي عن أسرتي.
أبياتها خفيفة على اللسان، سهلة ممتنعة، يحس قارئها وكأنها تعبر عن حالة مر بها في يوم من الأيام.
واليوم وأنا أقرأ كلمات لأحد إخواننا هنا بثت مكنون قلبه من هم ووجد وحزن فوجدتني أرد عليه وأنا أتغنى بالبيت الذي يقول:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه . . . . يكون وراءه فرج قريبُ
فقلت أكتب القصيدة كاملة هنا ليشدو بها إخواننا في المنتدى وليحلقوا في سماء الإبداع الشعري ويتذوقوا حلاوة القصيد العربي الموزون.
القصيدة للشاعر هدبة بن الخشرم الذي قتل ابن عمه زيادة في أيام معاوية فحبسه والي المدينة خمس سنين أو ستا حتى بلغ ابن القتيل فقتل به.
وقد قال هذه القصيدة أيام سجنه وقد جرى ذكر أي نمير فيها وهو رجل من أقاربه كان معه في السجن:
طربت وأنت أحياناً طروب= وكيف وقد تعلاك المشيبُ
يجد النأي ذكرك في فؤادي= إذا ذهلت عن النأي القلوبُ
يؤرقني اكتئاب أبي نمير =فقلبي من كآبته كئيبُ
فقلت له: هداك الله مهلاً =وخير القول ذو اللب المصيبُ
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه =يكون وراءه فرج قريبُ
فيأمن خائف ويفك عان =ويأتي أهله الرجل الغريبُ
ألا ليت الرياح مسخرات =بحاجتنا تباكر أو تؤوبُ
فتخبرنا الشمال إذا أتتنا= وتخبر أهلنا عنا الجنوبُ
فإنا قد حللنا دار بلوى =فتخطئنا المنايا أو تصيبُ
وإن يك صدر هذا اليوم ولى= فإن غداً لناظره قريبُ
وقد علمت سليمى أن عودي= على الحدثان ذو أيد صليبُ
وأن خليقتي كرم وأني= إذا أبدت نواجذها الحروبُ
أعين على مكارمها وأغشى= مكارهها إذا كع الهيوبُ
وقد أبقى الحوادث منك ركناً =صليباً ما تؤيسه الخطوبُ
على أن المنية قد توافي =لوقت والنوائب قد تنوبُ
وإني في العظائم ذو غناء=وأدعى للفعال فأستجيبُ
وإني لا يخاف الغدر جاري= ولا يخشى غوائلي القريبُ
وكم من صاحب قد بان عني =رميت بفقده وهو الحبيبُ
فلم أبد الذي تحنو ضلوعي= عليه وإنني لأنا الكئيبُ
مخافة أن يراني مستكيناً =عدو أو يساء به قريبُ
ويشمت كاشح ويظن أني =جزوع عند نائبة تنوبُ
فبعدك سدت الأعداء طرقا=ً إلي ورابني دهر يريبُ
وأنكرت الزمان وكل أهلي= وهرتني لغيبتك الكليبُ
وكنت تقطع الأبصار دوني= وإن وغرت من الغيظ القلوبُ
كعّ: تلكأ وجبن، تؤيسه: تؤثر فيه، والكليب: جمع كلب.
تحياتي: ذوالجناح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إخواني:
قصيدة جميلة كنت أتغنى بأبياتها حين يأخذ بي الوجد والشوق كل مأخذ أيام نأيي وبعدي عن أسرتي.
أبياتها خفيفة على اللسان، سهلة ممتنعة، يحس قارئها وكأنها تعبر عن حالة مر بها في يوم من الأيام.
واليوم وأنا أقرأ كلمات لأحد إخواننا هنا بثت مكنون قلبه من هم ووجد وحزن فوجدتني أرد عليه وأنا أتغنى بالبيت الذي يقول:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه . . . . يكون وراءه فرج قريبُ
فقلت أكتب القصيدة كاملة هنا ليشدو بها إخواننا في المنتدى وليحلقوا في سماء الإبداع الشعري ويتذوقوا حلاوة القصيد العربي الموزون.
القصيدة للشاعر هدبة بن الخشرم الذي قتل ابن عمه زيادة في أيام معاوية فحبسه والي المدينة خمس سنين أو ستا حتى بلغ ابن القتيل فقتل به.
وقد قال هذه القصيدة أيام سجنه وقد جرى ذكر أي نمير فيها وهو رجل من أقاربه كان معه في السجن:
طربت وأنت أحياناً طروب= وكيف وقد تعلاك المشيبُ
يجد النأي ذكرك في فؤادي= إذا ذهلت عن النأي القلوبُ
يؤرقني اكتئاب أبي نمير =فقلبي من كآبته كئيبُ
فقلت له: هداك الله مهلاً =وخير القول ذو اللب المصيبُ
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه =يكون وراءه فرج قريبُ
فيأمن خائف ويفك عان =ويأتي أهله الرجل الغريبُ
ألا ليت الرياح مسخرات =بحاجتنا تباكر أو تؤوبُ
فتخبرنا الشمال إذا أتتنا= وتخبر أهلنا عنا الجنوبُ
فإنا قد حللنا دار بلوى =فتخطئنا المنايا أو تصيبُ
وإن يك صدر هذا اليوم ولى= فإن غداً لناظره قريبُ
وقد علمت سليمى أن عودي= على الحدثان ذو أيد صليبُ
وأن خليقتي كرم وأني= إذا أبدت نواجذها الحروبُ
أعين على مكارمها وأغشى= مكارهها إذا كع الهيوبُ
وقد أبقى الحوادث منك ركناً =صليباً ما تؤيسه الخطوبُ
على أن المنية قد توافي =لوقت والنوائب قد تنوبُ
وإني في العظائم ذو غناء=وأدعى للفعال فأستجيبُ
وإني لا يخاف الغدر جاري= ولا يخشى غوائلي القريبُ
وكم من صاحب قد بان عني =رميت بفقده وهو الحبيبُ
فلم أبد الذي تحنو ضلوعي= عليه وإنني لأنا الكئيبُ
مخافة أن يراني مستكيناً =عدو أو يساء به قريبُ
ويشمت كاشح ويظن أني =جزوع عند نائبة تنوبُ
فبعدك سدت الأعداء طرقا=ً إلي ورابني دهر يريبُ
وأنكرت الزمان وكل أهلي= وهرتني لغيبتك الكليبُ
وكنت تقطع الأبصار دوني= وإن وغرت من الغيظ القلوبُ
كعّ: تلكأ وجبن، تؤيسه: تؤثر فيه، والكليب: جمع كلب.
تحياتي: ذوالجناح