المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغضب آداب وأحكام


abohmam
29-05-2010, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://khliji.com/uploaded/191_11239742010.jpg

الغضب آداب وأحكام

مقدمة:
• الغضب عدو العقل.
• الغضب من الصفات التي ندر أن يسلم منها أحد، بل تركه بالكلية صفة نقص لا كمال.
• الغضب ينسي الحرمات، ويدفن الحسنات، ويخلق للبريء جنايات.
• كثير منا لا يحسن الغضب إن غضب, ولم نرب أنفسنا وأولادنا كيف نغضب؟! ولماذا نغضب؟!.

تعريف الغضب:
• عَرَّف الغضبَ جمعٌ من علماء اللغة وغيرهم، واختلفت العبارات، واتفقت الثمرة فكلمة: (الغضب ) يدرك معناها الصغير، والكبير بلا تكلف أو تعب.
• والغضب في اللغة: الشدة، ورجل غضوب أي شديد الخلق، والغضوب الحية الخبيثة؛ لشدتها.
• والغضبة: الدرقة من جلد البعير يطوى بعضها على بعض سميت بذلك لشدتها .

أسباب الغضب:
بواعث الغضب، وأسبابه كثيرة جداً، والناس متفاوتون فيها، فمنهم مَن يَغضب لأمر تافه لا يُغضب غيره وهكذا، فمِن أسباب الغضب:

أولاً: العُجب
فالعجب بالرأي والمكانة والنسب والمال سبب للعداوة، إن لم يُعقل بالدين، وذلك برده ودفعه.

مخاطر العجب:
• العجب قرين الكِبْر وملازم له, والكِبْر من كبائر الذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم "لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر".
• عن ابن عباس رضي الله عنهما، مرفوعاً: "المهلكات ثلاث إعجاب المرء بنفسه وشح مطاع وهوى متبع".
• وجاء: "أن يحيى بن زكريا لقي عيسى بن مريم، صلى الله عليهما وسلم، فقال: أخبرني بما يُقرِّب من رضا الله، وما يُبعد من سخط الله؟! فقال: لا تغضب. قال: الغضب ما يبدئه وما يعيده؟! قال: التعزز والحمية والكبرياء والعظمة".

ثانيا: المراء:
المراء رائد الغضب.

مخاطر المراء:
• قال عبد الله بن الحسين: "المراء رائد الغضب، فأخزى الله عقلاً يأتيك به الغضب".
• نهى الشارع عن المراء، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً".

ثالثا: المزاح:
• قال الشاعر:

إن المـزاح بدؤه حلاوة= لكنمـا آخـره عــداوة
يحتد منه الرجل الشريف= ويجتري بسخفه السخيف

• بعض المكثرين من المزاح يتجاوز الحد المشروع منه، إمّا بكلام لا فائدة منه، أو بفعل مؤذ قد ينتج عنه ضرر بالغ، ثم يزعم أنه كان يمزح.
• قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يأخذنّ أحدكم متاع صاحبه جادّاً ولا لاعباً".

• قال أبو هقان:

مازح صديقـك ما أحـب مزاحـا= وتوق منه في المزاح مزاحا
فلـربما مـزح الصــديق بمزحة = كانت لباب عـداوة مفتاحـا

• قال عمر بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى: "إياك والمزاح؛ فإنّه يجرّ القبيح، ويورث الضغينة".

رابعا: بذاءة اللسان وفحشه:
• بشتم أو سب أو تعيير مما يوغل الصدور, ويثير الغضب.
• قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يبغض الفاحش البذيء".

خامساً: شدة الحرص على فضول المال والجاه:
• قال الغزالي: "ومن أشد البواعث عليه عند أكثر الجهال: تسميتهم الغضب شجاعة ورجولية وعزة نفس وكِبر همة".

أنواع الغضب:

الأول: الغضب المحمود:
• وهو ما كان لله تعالى، عندما تنتهك محارمه.
• هذا النوع ثمرة من ثمرات الإيمان.
• الذي لا يغضب في هذا المحل ضعيف الإيمان.
• قال تعالى عن موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، بعد علمه باتخاذ قومه العجل: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). [الأعراف:150].
• أما غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يُعرف إلا أن تُنتهك محارم الله تعالى.
• عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل".
• ما أكثر ما تنتهك محارم الله تعالى في هذا الزمان علناً! فكثير من وسائل الإعلام لا همَّ لها سوى نشر الرذيلة، ومحاربة الفضيلة، وإشاعة الفاحشة، وبث الشبهات، وتزيين المنكر، وإنكار المعروف، والاستهزاء بالدين وشعائره فهذا كله مما يوجب الغضب لله تعالى، وهو من الغضب المحمود.
• هذا الغضب علامة على قوة الإيمان، ويؤدي لحفظ الأوطان، وسلامة الأبدان، وتظهر ثمرة الغضب هنا بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
• أما السكوت المطبق مع القدرة على التغيير فسبب للهلاك.
• عن زينب بنت جحش رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "استيقظ من نومه وهو يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وحلق بأصبعه وبالتي تليها - قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم إذا كثر الخبث".

الأول : الغضب المحمود: الغضب لما يحدث للمسلمين من سفك للدماء، وانتهاك للأعراض، واستباحة للأموال، وتدمير للبلدان بلا حق.

الثاني: الغضب المذموم: هو ما كان في سبيل الباطل والشيطان كالحِمية الجاهلية.

الثالث: الغضب المباح: هو الغضب في غير معصية الله تعالى، بشرط ألا يتجاوز حدَّه، كأن يجهل عليه أحد.

كظم الغضب هنا خير وأبقى، قال تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). [آل عمران: 134].
ومما يُذكر هنا: "أن جارية لعلي بن الحسين جعلت تسكب عليه الماء، فتهيأ للصلاة, فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه, فرفع علي بن الحسين رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عز وجل يقول: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ). فقال لها: قد كظمت غيظي. قالت: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ). فقال لها: قد عفا الله عنك. قالت: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال: اذهبي فأنت حرة".

درجات الناس في قوة الغضب

• الأولى: التفريط ويكون ذلك بفقد قوة الغضب بالكلية أو بضعفها.
• الثانية: الإفراط ويكون بغلبة هذه الصفة حتى تخرج عن سياسة العقل والدين ولا تبقى للمرء معها بصيرة ونظر ولا فكرة ولا اختيار.
• الثالثة: الاعتدال وهو المحمود وذلك بأن ينتظر إشارة العقل والدين.

علاج الغضب:

أولا: الاستعاذة بالله من الشيطان:
• قال تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). [فصلت:36].
• عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه، قال: "كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورجلان يستبّان، فأحدهما احمر وجهه, وانتفخت أوداجه, فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد. فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تعوذ بالله من الشيطان. فقال: وهل بي جنون".

ثانيا: تغيير الحال:
• عن أبى ذر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".

ثالثا: ترك المخاصمة، ولزوم السكوت:
• عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "علموا وبشروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت".
• قال الشافعي:

يخاطبني السفيه بكل قبح =فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما =كعود زاده الإحراق طيبا

• قال سالم ابن ميمون الخواص:

إذا نطق السفيه فلا تجبه = فخير من إجابته السكوتُ
سكتُّ عن السفيه فظن أني= عييتُ عن الجواب وما عييتُ
شرار الناس لو كانوا جميعا =قذى في جوف عيني ما قذيتُ
فلستُ مجاوبا أبدا سفيها = خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ

رابعاً: الوضوء:
• عن عطية السعدي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".

خامسا: استحضار الأجر العظيم لكظم الغيظ:
• فمن استحضر الثواب الكبير الذي أعده الله تعالى لمن كتم غيظه وغضبه كان سبباً في ترك الغضب والانتقام للذات، وبتتبع بعض الأدلة من الكتاب والسنة نجد جملة من الفضائل لمن ترك الغضب منها:

1/ الظفر بمحبة الله تعالى والفوز بما عنده:
• قال تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). [آل عمران: 134]. ومرتبة الإحسان هي أعلا مراتب الدين.
• وقال تعالى: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ). [الشورى: 36-37].
• عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة مَن كنَّ فيه آواه الله في كنفه، وستر عليه برحمته وأدخله في محبته. قيل: ما هنّ يا رسول الله؟! قال: مَن إذا أُعطي شكر، وإذا قَدر غفر، وإذا غَضب فتر".

2/ ترك الغضب سبب لدخول الجنة:
• عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: "لا تغضب، ولك الجنة".

3/ المباهاة به على رؤوس الخلائق:
• عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَن كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيّره في أيّ الحور شاء".

4/ النجاة من غضب الله تعالى:
• عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله ؟ قال: "لا تغضب".

5/ زيادة الإيمان
• قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وما من جرعة أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا".

6/ كظم الغيظ من أفضل الأعمال
• عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله".

سادسا: الإكثار من ذكر الله تعالى
• قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). [الرعد: 28].

سابعا: العمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
• عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أنّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني. قال: لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب".
• قال ميمون بن مهران: "جاء رجل إلى سلمان رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله، أوصني. قال: لا تغضب. قال: أمرتني أن لا أغضب وإنه ليغشاني ما لا أملك. قال: فإن غضبت فاملك لسانك ويدك".

ثامنا: النظر في نتائج الغضب:
• كثير الغضب تجده مصاباً بأمراض كثيرة كالسكري والضغط والقولون العصبي وغيرها.
• بسبب الغضب تصدر من الغاضب تصرفات قولية أو فعلية يندم عليها بعد ذهاب الغضب.
• عن علي رضي الله عنه قال: "لذة العفو يلحقها حمد العاقبة، ولذة التشفي يلحقها ذم الندم".

• قال الكريزي:
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم عدوّاً لعقل المرء أعدى من الغضب

• كم ضاع من خير وأجر وفضل بسبب الغضب، وكم حلت من مصيبة ودمار وهلاك بسبب الغضب، وبسبب ساعة غضب قطعت الأرحام، ووقع الطلاق، وتهاجر الجيران، وتعادى الإخوان.
• كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى عامل من عماله: "أن لا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبت على رجل فاحبسه، فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه".
• قال المعتمر بن سليمان: "كان رجل ممن كان قبلكم يغضب, ويشتد غضبه فكتب ثلاث صحائف, فأعطى كل صحيفة رجلاًً, وقال للأول: إذا اشتد غضبي فقم إلي بهذه الصحيفة وناولنيها. وقال للثاني: إذا سكن بعض غضبي فناولنيها. وقال للثالث: إذا ذهب غضبي فناولنيها. وكان في الأولى: اقصر، فما أنت وهذا الغضب؟! إنك لست بإله، إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضاً. وفي الثانية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء. وفي الثالثة: احمل عباد الله على كتاب الله فإنه لا يصلحهم إلا ذاك".

تاسعا: أن تعلم أن القوة في كظم الغيظ وردّه:
• عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

عاشراً: قبول النصيحة والعمل بها:
• على من شاهد غاضباً أن ينصحه، ويذكره فضل الحلم، وكتم الغيظ، وعلى المنصوح قبولُ ذلك.
• قال ابن عباس رضي الله عنهما: "استأذن الحر بن قيس لعيينة فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزْل: (أي العطاء الكثير) ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى همَّ به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). [الأعراف:199]. وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه, وكان وقافّاً عند كتاب الله".

الحادي عشر: أخذ الدروس من الغضب السابق:
• لو استحضر كل واحد منا قبل أن يُنفذ غضبه الحاضر ثمرةَ غضبٍ سابقٍ ندم عليه بعد إنفاذه لما أقدم على ما تمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء مرة ثانية.
• منع الغضب أسهل من إصلاح ما يفسده.
• قال ابن حبان رحمه الله تعالى: " سرعة الغضب من شيم الحمقى، كما أن مجانبته من زي العقلاء, والغضب بذر الندم، فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب".

الثاني عشر: اجتناب وإزالة أسباب الغضب:
• قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: "ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى من المكاره التي لا يمكنه ردُّها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون".

الثالث عشر: معرفة أن المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة، فتركهما إغلاق لباب من أبواب العصيان:
• قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "ولما كانت المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة، وكان نهاية قوة الغضب القتل، ونهاية قوة الشهوة الزنا، جمع الله تعالى بين القتل والزنا، وجعلهما قرينين في سورة الأنعام، وسورة الإسراء، وسورة الفرقان، وسورة الممتحنة، والمقصود أنه سبحانه أرشد عباده إلى ما يدفعون به شر قوتي الغضب والشهوة من الصلاة والاستعاذة".

الرابع عشر: معرفة أن الغضبان لا رأي له:
• قال ابن حبان رحمه الله تعالى: "لو لم يكن في الغضب خصلة تذم إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له لكان الواجب عليه الاحتيال لمفارقته بكل سبب".
• قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان".

صور من هدي السلف عند الغضب:
• سبّ رجل ابن عباس رضي الله عنهما، فلما فرغ قال: "يا عكرمة هل للرجل حاجة فنقضيها؟! فنكس الرجل رأسه واستحى."
• وقال أبو ذر رضي الله عنه لغلامه: "لِمَ أرسلت الشاة على علف الفرس؟! قال: أردت أن أغيظك. قال: لأجمعن مع الغيظ أجراً، أنت حرٌّ لوجه الله تعالى".
• وأسمعَ رجلٌ أبا الدرداء رضي الله عنه كلاماً, فقال: "يا هذا لا تغرقن في سبنا ودع للصلح موضعاً فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه".
• قال الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى لابنه: "يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه, فإن أنصفك وإلا فاحذره".

اللهم بعلمك الغيب, وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي, وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة, وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب, وأسألك القصد في الفقر والغنى, وأسألك نعيماً لا ينفد, وأسألك قرة عين لا تنقطع, وأسألك الرضاء بعد القضاء, وأسألك برد العيش بعد الموت, وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غي ضراء مضرة ولا فتنة مضلة, اللهم زينا بزينة الإيمان, واجعلنا هداة مهتدين"

نعوذ بالله جميعا من الغضب والوقوع فيه
كما نساله سبحانه ان يحفظنا جميعا من كيد الشيطان

ولاتنسونا من صالح دعائكم

أبوهمام
.

الدمشقي
30-05-2010, 12:56 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع دسم وأسلوب رائع في الطرح

جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو همام

وجعل لك بكل حرف ألف حسنة

نعوذ بالله من الغضب والوقوع فيه
كما نساله سبحانه أن يحفظنا جميعاً من كيد الشيطان

المغربي الجديد
30-05-2010, 06:03 AM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك وبك الى يوم الدين
تسلم الايادي
:abc_152:

أبو يوسف
30-05-2010, 03:05 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم

وبارك الله فيك

سفيرة الاسلام
17-02-2011, 01:31 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .