ذوالجناح
11-06-2010, 01:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحفظه، فردها عليه:
قدم وفد من العراق على سليمان بن عبد الملك فقضوا حوائجهم وانصرفوا. فقال رجل منهم: بلغني أن أمير المؤمنين يبرز للعامة فأنا أقيم بعدكم يوماً أو يومين فلعلي أن أراه وأسمع كلامه ثم أتبعكم. فلما كان في الغد برز سليمان للناس وجلس على سريره وأذن للعامة فدخلوا وفيهم العراقي. فجلس في سماط سليمان إلى جنب رجل أحمق من أهل الشأم. فقال له الأحمق: ممن الرجل؟ قال: أنا من أهل العراق. وقال: فعل الله بك وفعل، وجعل يشتمه ويذكر أباه وعرضه، وقال: مثلك يقعد في سماط أمير المؤمنين! والعراقيّ يناشده الله ويسأله أن يكفّ عنه فيأبى، إلى أن قال سليمان: أيكم يخبرني من الذي يقول:
أنخن القرون فعقّلْنَها ... كعطف العسيب عراجين ميلا
ويفسّر لنا قوله فله جارية برحالتها؟ والشامي مقبل على العراقي لا يفتر عن شتمه ويقول: يا جاسوس. فقال له: كفّ عني فإني أنفعك. قال: وهل معك خير؟ قال: نعم، قم فقل لأمير المؤمنين أنا أعرف من قال هذا وأفسره، فإذا قال: من قاله؟ فقل: امرؤ القيس، فإذا قال: ما عنى به؟ فقل: البطيخ. فقال الشاميّ: يا أمير المؤمنين أنا أعرف من قال هذا وأفسره. فقال: هات. قال: امرؤ القيس. فتبسم سليمان وقال: فما عنى به؟ قال: البطيخ. فضحك سليمان حتى استلقى على فراشه ثم قال: ويحك عمن أخذت هذا العلم؟ فقال: عن هذا العراقي. فأشار سليمان إلى العراقي فأقبل إليه، فقال له: من أنت؟ قال: رجل من أهل العراق كنت قدمت مع فلان وفلان فقضوا حوائجهم وانصرفوا فأقمت أرقب جلوس أمير المؤمنين فقعدت إلى هذا الشاميّ فلم يدع سباً ولا شتماً إلا استقبلني به. فقلت له كفّ عني فإني أنفعك، قل لأمير المؤمنين كذا وكذا، فكان منه ما قد سمعته. فضحك وقال: أتعرف أنت من قاله؟ قلت: كثيّر عزة. قال: وما عنى به؟ قلت: قرون الرأس، والعسيب الخادم، والعراجين قد اختلفوا فيه فقال بعضهم عناقيد الكرم وقال بعضهم عراجين النخل. فأمر له بجائزة سنيّة وقال له: الحق بأصحابك.
عن: المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي
تخلص من العقاب بفتحة:
كان رجل من الخوارج يقول : فمنا يزيد والبطين وقعنب . . . ومنا أميرُالمؤمنين شبيبُ
فسار البيت حتى سمعه عبد الملك بن مروان فأمر بطلب قائله فأتي به ، فلما وقف بين يديه قال : أنت القائل : ومنا أميرُالمؤمنين شبيبُ . . . قال : لم أقل هكذا يا أمير المؤمنين إنما قلت : ومنا أميرَالمؤمنين شبيب .
فضحك عبد الملك وأمر بتخليه سبيله ، فتخلص بدهائه وفطنته لإزالة الأعراب من الرفع إلى النصب.
عن: كتاب الأذكياء لابن الجوزي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحفظه، فردها عليه:
قدم وفد من العراق على سليمان بن عبد الملك فقضوا حوائجهم وانصرفوا. فقال رجل منهم: بلغني أن أمير المؤمنين يبرز للعامة فأنا أقيم بعدكم يوماً أو يومين فلعلي أن أراه وأسمع كلامه ثم أتبعكم. فلما كان في الغد برز سليمان للناس وجلس على سريره وأذن للعامة فدخلوا وفيهم العراقي. فجلس في سماط سليمان إلى جنب رجل أحمق من أهل الشأم. فقال له الأحمق: ممن الرجل؟ قال: أنا من أهل العراق. وقال: فعل الله بك وفعل، وجعل يشتمه ويذكر أباه وعرضه، وقال: مثلك يقعد في سماط أمير المؤمنين! والعراقيّ يناشده الله ويسأله أن يكفّ عنه فيأبى، إلى أن قال سليمان: أيكم يخبرني من الذي يقول:
أنخن القرون فعقّلْنَها ... كعطف العسيب عراجين ميلا
ويفسّر لنا قوله فله جارية برحالتها؟ والشامي مقبل على العراقي لا يفتر عن شتمه ويقول: يا جاسوس. فقال له: كفّ عني فإني أنفعك. قال: وهل معك خير؟ قال: نعم، قم فقل لأمير المؤمنين أنا أعرف من قال هذا وأفسره، فإذا قال: من قاله؟ فقل: امرؤ القيس، فإذا قال: ما عنى به؟ فقل: البطيخ. فقال الشاميّ: يا أمير المؤمنين أنا أعرف من قال هذا وأفسره. فقال: هات. قال: امرؤ القيس. فتبسم سليمان وقال: فما عنى به؟ قال: البطيخ. فضحك سليمان حتى استلقى على فراشه ثم قال: ويحك عمن أخذت هذا العلم؟ فقال: عن هذا العراقي. فأشار سليمان إلى العراقي فأقبل إليه، فقال له: من أنت؟ قال: رجل من أهل العراق كنت قدمت مع فلان وفلان فقضوا حوائجهم وانصرفوا فأقمت أرقب جلوس أمير المؤمنين فقعدت إلى هذا الشاميّ فلم يدع سباً ولا شتماً إلا استقبلني به. فقلت له كفّ عني فإني أنفعك، قل لأمير المؤمنين كذا وكذا، فكان منه ما قد سمعته. فضحك وقال: أتعرف أنت من قاله؟ قلت: كثيّر عزة. قال: وما عنى به؟ قلت: قرون الرأس، والعسيب الخادم، والعراجين قد اختلفوا فيه فقال بعضهم عناقيد الكرم وقال بعضهم عراجين النخل. فأمر له بجائزة سنيّة وقال له: الحق بأصحابك.
عن: المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي
تخلص من العقاب بفتحة:
كان رجل من الخوارج يقول : فمنا يزيد والبطين وقعنب . . . ومنا أميرُالمؤمنين شبيبُ
فسار البيت حتى سمعه عبد الملك بن مروان فأمر بطلب قائله فأتي به ، فلما وقف بين يديه قال : أنت القائل : ومنا أميرُالمؤمنين شبيبُ . . . قال : لم أقل هكذا يا أمير المؤمنين إنما قلت : ومنا أميرَالمؤمنين شبيب .
فضحك عبد الملك وأمر بتخليه سبيله ، فتخلص بدهائه وفطنته لإزالة الأعراب من الرفع إلى النصب.
عن: كتاب الأذكياء لابن الجوزي