ارتقاء
30-06-2010, 03:15 PM
بسم الله الرحمن ارحيم
جدل طويل ما بعده جدل دار حول العقد الستيني من القرن الماضي في العراق
واًياَ ََ َ كان قول (( جدتي ))
.فاٍنّ الاًجماع ذهب الى اًنّ ذاك العقد يعد واحداَ َ ((من اًنضج عقود الثقافة واًعظمها ))في العراق
واٍنْ لم يكن الاًنضج والاًعظم بلا اًستثناء في الوطن العربي عامة وفي العراق خاصة
حيث توهجت قناديل الاًبداع من الفاو الى زاخو
وكانت (( بغداد ))هي الشعلة المقدسة التي تضيء الطرقات
وتنبيءعن تحول جديد في مسارات الشعر والقصة والرسم والمسرح والنقد
و الطروحات الفكرية والمغامرات التجريبية
واًاتفق الكل على وصف تلك المرحلة بالنافذة الاًولى على الحداثة
يقول اًنصار ذلك العقد اًنه بلغ من التاًثير و علو القامة الى الحد اًصبح الاًنتماء اليه مفخرة
((وجدتي لا تنفك تراه مفخرة ))
فكان شباب ذلك الجيل يقراً عشر وجبات في اليوم و ياًكل وجبة واحدة
واٍذا داعب النعاس عينيه ليلا لا يتجراً على التثاؤب ليس فقط مخافة اًن يسبقه الاًخرون الى ( المعرفة )
واٍنّما خشية اٍغضاب كوكب الشر ق وهي تصدح
(( فما اًطال النوم عمراَ َ ))
وهكذا يسهر حتى اًذان الفجر مع اًحدث دراسة اًو رواية صدرت في اوربا او مصر او العراق او بلاد الشام
او جزر القمر
وكانوا يستقطعون من نهارهم وقتاَ َ ينتقلون من شارع المتنبي حيث المكتبات الى مقاهي التجمعات الاًدبية
التي تضم الشعراء والمفكرين والنقاد
شباب ذلك العقد فتحوا عيونهم على نمط من الاًساتذة والاًكاديميين الذين يزنون وزنهم ذهباَ َ
علموهم كيف يفهمون التراث وكيف تجري قراءة الجاحظ والتوحيدي
وكيف ينظر الى فلسفة المعري وعشق ابن زيدون ونرجسية المتنبي
وعقلية ابن خلدون و حكمة زهير وضربات الرضي
وبذلك اًجتمع لهم من كل علم وعصر وثقافة وهو ما اًغنى معارفهم واًنضج عقوله
فكتبوا ًقل مما قرؤا وقرؤا اًكثر مما اًبدعوا
فكان موقفهم وجهدهم وعطاؤهم محط الاًنظار
واًستحق عن جدارة اًعجاب مؤرخي الحركة الثقافية ودارسيها
وتمضي الاًيام باؤلئك الشباب وللاًيام حكمها واًخذتهم الحياة الى مآخذها واًيام الحروب والقحط والحصار
تسمعهم وهم على ثقة باًنفسهم يقسمون بمن رفع السماء من غير عمد
ما قطعوا حبل التواصل بينهم وبين اًصول واًصيل الثقافة
واٍن ضعف البصر ووهن العظم واًشتعل الراس شيبا
تحياتي الطيبة
http://www3.0zz0.com/2010/02/23/16/370325315.jpg (http://www.0zz0.com)
دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اًبنتكم اًرتقاء
جدل طويل ما بعده جدل دار حول العقد الستيني من القرن الماضي في العراق
واًياَ ََ َ كان قول (( جدتي ))
.فاٍنّ الاًجماع ذهب الى اًنّ ذاك العقد يعد واحداَ َ ((من اًنضج عقود الثقافة واًعظمها ))في العراق
واٍنْ لم يكن الاًنضج والاًعظم بلا اًستثناء في الوطن العربي عامة وفي العراق خاصة
حيث توهجت قناديل الاًبداع من الفاو الى زاخو
وكانت (( بغداد ))هي الشعلة المقدسة التي تضيء الطرقات
وتنبيءعن تحول جديد في مسارات الشعر والقصة والرسم والمسرح والنقد
و الطروحات الفكرية والمغامرات التجريبية
واًاتفق الكل على وصف تلك المرحلة بالنافذة الاًولى على الحداثة
يقول اًنصار ذلك العقد اًنه بلغ من التاًثير و علو القامة الى الحد اًصبح الاًنتماء اليه مفخرة
((وجدتي لا تنفك تراه مفخرة ))
فكان شباب ذلك الجيل يقراً عشر وجبات في اليوم و ياًكل وجبة واحدة
واٍذا داعب النعاس عينيه ليلا لا يتجراً على التثاؤب ليس فقط مخافة اًن يسبقه الاًخرون الى ( المعرفة )
واٍنّما خشية اٍغضاب كوكب الشر ق وهي تصدح
(( فما اًطال النوم عمراَ َ ))
وهكذا يسهر حتى اًذان الفجر مع اًحدث دراسة اًو رواية صدرت في اوربا او مصر او العراق او بلاد الشام
او جزر القمر
وكانوا يستقطعون من نهارهم وقتاَ َ ينتقلون من شارع المتنبي حيث المكتبات الى مقاهي التجمعات الاًدبية
التي تضم الشعراء والمفكرين والنقاد
شباب ذلك العقد فتحوا عيونهم على نمط من الاًساتذة والاًكاديميين الذين يزنون وزنهم ذهباَ َ
علموهم كيف يفهمون التراث وكيف تجري قراءة الجاحظ والتوحيدي
وكيف ينظر الى فلسفة المعري وعشق ابن زيدون ونرجسية المتنبي
وعقلية ابن خلدون و حكمة زهير وضربات الرضي
وبذلك اًجتمع لهم من كل علم وعصر وثقافة وهو ما اًغنى معارفهم واًنضج عقوله
فكتبوا ًقل مما قرؤا وقرؤا اًكثر مما اًبدعوا
فكان موقفهم وجهدهم وعطاؤهم محط الاًنظار
واًستحق عن جدارة اًعجاب مؤرخي الحركة الثقافية ودارسيها
وتمضي الاًيام باؤلئك الشباب وللاًيام حكمها واًخذتهم الحياة الى مآخذها واًيام الحروب والقحط والحصار
تسمعهم وهم على ثقة باًنفسهم يقسمون بمن رفع السماء من غير عمد
ما قطعوا حبل التواصل بينهم وبين اًصول واًصيل الثقافة
واٍن ضعف البصر ووهن العظم واًشتعل الراس شيبا
تحياتي الطيبة
http://www3.0zz0.com/2010/02/23/16/370325315.jpg (http://www.0zz0.com)
دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اًبنتكم اًرتقاء